![]() |
حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
كما هو واضح من العنوان فالمطلوب وضع حديث صحيح مع شرح بسيط له وهو من باب التوضيح لمن لا يعرف او لم يمر عليه الحديث او مر عليه ولم يفهم معناه والاستزادة من الذكر ....
وسأبداء بأذن الله بالحديث الأول :- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إليكم الحديث وشرحه: عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: { لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره، التقوى ها هنا } ويشير إلى صدره ثلاث مرات {بحسب امرىء أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه }. [رواه مسلم:2564]. الشرح والفوائد : قوله: { لا تحاسدوا } هذا نهي عن الحسد، والحسد هو كراهية ما انعم الله على أخيك من نعمة دينية أو دنيوية سواء تمنيت زوالها أم لم تتمن، فمتى كرهت ما أعطى الله أخاك من النعم فهذا هو الحسد. { ولا تناجشوا } قال العلماء: المناجشه أن يزيد في السلعة، أي: في ثمنها في المناداة وهو لا يريد شراءها وإنما يريد نفع البائع أو الإضرار بالمشتري. { ولا تباغضوا } البغضاء هي الكراهه، أي: لايكره بعضكم بعضاً. { ولا تدابروا } أن يولي كل واحد الآخر دبره بحيث لا يتفق الاتجاه. { ولا يبع بعضكم على بيع بعض } يعني لا يبيع أحد على بيع أخيه، مثل أن يشتري إنسان سلعه بعشرة فيذهب آخر على المشتري ويقول: أنا أبيع عليك بأقل؛ لأن هذا يفضي إلى العداوة والبغضاء. { وكونوا عباد الله إخواناً } كونوا يا عباد الله إخواناً أي: مثل الإخوان في المودة والمحبة والألفة وعد الاعتداء ثم أكد هذه الاًخوة بقوله: { المسلم أخو المسلم } للجامع بينهما وهوالإسلام وهو أقوى صله تكون بين المسلمين. { لا يظلمه ] أي: لا يعتدي عليه. { ولا يخذله } في مقام أن ينتصر فيه. { ولا يكذبه } أي: يخبرهبحديث كذب. { ولا يحقره } أي: يستهين به. { التقوى ها هنا } يعني: تقوى الله تعالى محلها القلب فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح - و يشير إلى صدره ثلاث مرات - يعني: يقول: التقوى ها هنا، التقوى ها هنا، التقوى ها هنا. ثم قال: { بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم } بحسب يعني: حسب فالباء زائدة والحسب الكفاية والمعنى لو لم يكن من الشر إلا أن يحقر أخاه لكان هذا كافياً. { المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه } دمه فلا يجوز أن يعتدي عليه بقتل أو فيما دون ذلك. { وماله } لا يجوز أن يعتدي على ماله بنهب أو سرقه أو جحد أو غير ذلك. { وعرضه } أي: سمعته فلا يجوز أن يغتابه فيهتك بذلك عرضه. فوائد الحديث: النهي عن الحسد، والنهي للتحريم، والحسد له مضار كثيرة منها: أنه كره لقضاء الله وقدره، ومنها أنه عدوان على أخيه، ومنها أنه يوجب في قلب الحاسد حسره؛ كلما ازدادت النعم ازدادت هذه الحسرة فيتنكد على عيشه. ومن الفوائد: تحريم المناجشة لما فيها من العدوان على الغير وكونها سبباً للتباغض وأسبابه، فلا يجوز للإنسان أن يبغض أخاه أو أن يفعل سبباً يكون جالباً للبغض. ومن فوائد الحديث: تحريم التدابر، و هو أن يولي أخاه ظهره ولا يأخذ منه ولا يستمع إليه؛ لأن هذا ضد الأخوة الإيمانية. ومن فوائده: تحريم البيع على البيع المسام ومثله الشراء على شرائه والخطبة على خطبته والإجارة على إجارته وغير ذلك من حقوقه. ومنها: وجوب تنمية الأخوة الإيمانية لقوله: { وكونوا عباد الله إخوانا } ومنها بيان حال المسلم مع أخيه وأنه لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره؛ لأن هذا ينافي الأخوة الإيمانية. ومن فوائده: أن محل التقوى هو القلب، فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح وليعلم أن هذه الكلمة يقولها بعض الناس إذا عمل معصية وأنكر عليه قال: ( التقوى ها هنا !) وهي كلمة حق لكنه أراد بها باطلاً وهذا جوابه أن نقول: لو كان هنا تقوى لاتقت الجوارح لأن النبي يقول: { ألا إن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله آلا وهى القلب }. ومن فوائد هذا الحديث: تكرار الكلمة المهمة لبيان الاعتناء بها وفهمها، قال: { التقوى ها هنا } وأ شار إلى صدره ثلاث مرات. ومن فوائده: عظم احتقار المسلم، لقول النبي : { بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم } وذلك لما يترتب على احتقار المسلم من المفاسد. ومن فوائد الحديث: تحريم دم المسلم وماله وعرضه وهذا هو الأصل، لكن توجد أسباب تبيح ذلك؛ ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ [الشورى:42]. وقال تعالى: وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ [الشورى:41]. ومن فوائده: أن الأمة الإسلامية لو اتجهت بهذه التوجيهات لنالت سعادة الدنيا والآخرة لأنها كلها آداب عظيمة عالية راقية، تحصل بها المصالح وتنكف بها المفاسد. ننتظر مشاركاتكم بالاحاديث الصحيحه وشرحها :sm80::rose::sm80::rose: |
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
كلك نظر ...طرح قمة في الروعه والفآئده
لاحرمك ربي اجر كل من أستفآد.. #مشآركتي :. عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي (صلى الله عليه وسلم) يوماً، فقال لي: "يا غلام إني أعلّمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفـظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لـم ينفعـوك إلا بشيء قـد كتبـه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف". (رواه الترمذي وقال: حسن صحيح) وفي رواية غير الترمذي: "احفظ الله تجده أمامك، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً". شرح الحديث:: قوله صلى الله عليه وسلم : (( احفظ الله يحفظك)) أي احفظ أوامره وامتثلها ، وانته عن نواهيه ، يحفظك في تقلباتكم ودنياك وآخرتك قال الله تعالى : { من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} [النحل:97]. وما يحصل للعبد من البلاء والمصائب بسبب تضييع أوامر الله تعالى ، قال الله تعالى :{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم}[الشورى:30]. قوله صلى الله عليه وسلم : (( تجده تجاهك)) أي أمامك ، قال صلى الله عليه وسلم : (( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة )) وقد نص الله تعالى في كتابه: أن العمل الصالح ينفع في الشدة وينجي فاعله ، وأن عمل المصائب يؤدي بصاحبه إلى الشدة ، قال الله تعالى حكاية عن يونس عليه الصلاة والسلام : {فلو لا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون } [الصافات :143-144]. ولما قال فرعون : {آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل} قال الملك: {الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين} [يونس :90-91]. قوله صلى الله عليه وسلم : (( إذا سألت فاسأل الله)) إشارة إلى أن العبد لا ينبغي له أن يعلق سره بغير الله ، بل يتوكل عليه في سائر أموره ، ثم إن كانت الحاجة التي يسألها لم تجر العادة بجريانها على أيدي خلقه : كطلب الهداية ، والعلم ، والفهم في القرآن والسنة ،وشفاء المرض ، وحصول العافية من بلاء الدنيا وعذاب الآخرة ، سأل ربه ذلك . وإن كانت الحاجة التي يسألها جرت العادة أن الله سبحانه وتعالى يجريها على أيدي خلقه ، كالحاجات المتعلقة بأصحاب الحرف والصنائع وولاة الأمور ، سأل الله تعالى أن يعطف عليه قلوبهم فيقول : اللهم حنن علينا قلوب عبادك وإمائك ، و ما أشبه ذلك ، ولا يدعو الله تعالى باستغنائه عن الخلق لأنه صلى الله عليه وسلم سمع علياً يقول : اللهم اغننا عن خلقك فقال : (( لا تقل هكذا فإنالخلق يحتاج بعضهم إلى بعض ، ولكن قل : اللهم اغننا عن شرار خلقك )) وأما سؤال الخلق والاعتماد عليهم فمذموم ، ويروى عن الله تعالى في الكتب المنزلة : أيقرع بالخواطر باب غيري وبابي مفتوح ؟ أم هل يؤمل للشدائد سواي وأنا الملك القادر ؟ لأكسونَّ من أمل غيري ثوب المذلة بين الناس ... الخ . قوله: (( واعلم أن الأمة)) الخ ، لما كان قد يطمع في بر من يحبه ويخاف شر من يحذره ، قطع الله اليأس من نفع الخلق بقوله :{وإن يمسسك الله بُضرٍ فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله}[يونس:107]. ولا ينافي هذا كله قوله تعالى حكاية عن موسى عليه الصلاة والسلام : {فأخاف أن يقتلون}[الشعراء:14]. [والقصص:33]. وقوله تعالى :{إنّنا نخافُ أن يفرطَ علينا أو أنْيَطْغى} [طه:45]. وكذا قوله: { خذوا حذركم} [النساء:71] إلى غير ذلك. بل السلامة بقدر الله ، والعطب بقدر الله ، والإنسان يفر من أسباب العطب إلى أسباب إلى أسباب السلامة ، قال الله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلُكة}[البقرة:195]. قوله صلى الله عليه وسلم (واعلم أن النصر مع الصبر)) قال صلى عليه وسلم : ( لا تتمنوا لقاء العدو ، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا ولا تفروا ، فإن الله مع الصابرين)).. وكذلك الصبر على الأذى في موطن يعقبه النصر. قوله صلى الله عليه وسلم : ( وأنّ الفرج مع الكرب)) والكرب هو شدة البلاء ، فإذا اشتد البلاء أعقبه الله تعالى الفرج كما قيل : اشتدي أزمة تنفرجي. قوله صلى الله عليه وسلم : (( وأن مع العسر يسراً)) قد جاء في حديث آخر أنه صلى الله عليه وسلم قال ( لن يغلب عسر يسرين)) وذلك أن الله تعالى ذكر العسر مرتين وذكر اليسر مرتين ، لكن عند العرب أن المعرفة إذا أعيدت معرفة توحدت لأن اللام الثانية للعهد ، واذا أعيدت النكرة تعددت فالعسر ذكر مرتين معرفاً ، واليسر مرتين منكراً فكان ، اثنين فلهذا قال صلى الله عليه وسلم ( لن يغلب عسر يسرين)). . . . يثبت الموضوع وأتمنى تفآعل الجمييييع لتعم الفآئده |
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
شرح حديث: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:</SPAN></B> فإن الحديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه، وأول ما يتبادر إلى الذهن من معاني القوة: قوة الإيمان.. قال في شرح مسلم: المراد بالقوة هنا عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة.. وانظر الفتوى: 31533. وقال غيره: إن المؤمن القوي في إيمانه، والقوي في بدنه وعمله.. خيرٌ من المؤمن الضعيف في إيمانه أو الضعيف في بدنه وعمله، لأن المؤمن القوي ينتج ويعمل للمسلمين وينتفع المسلمون بقوته البدنية وبقوته الإيمانية، وبقوته العلمية ينتفعون من ذلك نفعًا عظيمًا في الجهاد في سبيل الله، وفي تحقيق مصالح المسلمين، وفي الدفاع عن الإسلام والمسلمين.. وهذا ما لا يملكه المؤمن الضعيف، فمن هذا الوجه كان المؤمن القوي خيرًا من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم، فالإيمان كله خير، المؤمن الضعيف فيه خير، ولكن المؤمن القوي أكثر خيرًا منه لنفسه ولدينه ولأهله ولإخوانه ولأمته.. ففيه الحث على القوة، ودين الإسلام هو دين القوة ودين العزة ودين الرفعة دائمًا وأبدًا يطلب من المسلمين القوة في كل شيء، قال الله سبحانه وتعالى : وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ.. الآية. القوة في الإيمان والعقيدة، والقوة في العمل، والقوة في الأبدان.. لأن هذا ينتج خيرًا للمسلمين. والمطلوب من المسلم أن يكون قويا في إيمانه وجميع مجالات حياته. وانظر الفتوى: 5921. والله أعلم. موقع به اكثر من 800 حديث شريف مع الشرح http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=FatwaCategory&lang=A&CatId=558 جزاكم الله خير جميعاً.. |
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
أشكرك اختي التواقة للجنان المسارعة والمشاركة وجعل ذلك في ميزان حسناتك
وليد العمراني انت من الشباب الذين افخر بمشاركاتهم جعلك الله من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله واشكر مداخلتك الرااااائعة والمفيده |
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن لفظ الحديث بكامله كما في سنن أبي داود هو: عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه. وحسنه الألباني ـ رحمه الله تعالى. ومعني الحديث أنه صلى الله عليه وسلم ضامن لكل من يترك المراء وهو الجدال ولو كان محقا أن يعطيه الله سبحانه وتعالى بيتا في ربض الجنة. أي أدناها، كما قال محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري في تحفة الأحوذي، قال في عون المعبود قوله صلى الله عليه وسلم: أنا زعيم أي ضامن وكفيل ببيت، قال الخطابي البيت هاهنا القصر يقال هذا بيت فلان أي قصره في ربض الجنة بفتحتين أي ما حولها خارجا عنها تشبيها بالأبنية التي تكون حول المدن وتحت القلاع كذا في النهاية، المراء أي الجدال كسرا لنفسه كيلا يرفع نفسه على خصمه بظهور فضله. انتهى. وفي سنن الترمذي: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ترك الكذب وهو باطل بني له في ربض الجنة، ومن ترك المراء وهو محق بني له في وسطها، ومن حسن خلقه بني له في أعلاها. قال الترمذي: حديث حسن، وقال الألباني: ضعيف بهذا اللفظ. قال في تحفة الأحوذي: وأما قول الشارح هو ما حولها خارجا عنها تشبيها بالأبنية التي حول المدن وتحت القلاع فهو صريح اللغة، لكنه غير صحيح المعنى فإنه خلاف المنقول ويؤدي إلى المنزلة بين المنزلتين حسا كما قاله المعتزلة معنى، فالصواب أن المراد به أدناها كما يدل عليه قوله: ومن ترك المراء وهو محق ـ أي صادق ومتكلم بالحق في وسطها بفتح السين ويسكن أي في أوسطها لتركه كسر قلب من يجادله ودفعه رفعة نفسه وإظهار نفاسة فضله وهذا يشعر بأن معنى صدر الحديث أن من ترك المراء وهو مبطل فوضع الكذب موضع المراء، لأنه الغالب فيه، أو المعنى أن من ترك الكذب ولو لم يترك المراء بني له في ربض الجنة، لأنه حفظ نفسه عن الكذب لكن ما صانها عن مطلق المراء فلهذا يكون أحط مرتبة منه، إلى أن قال: قال الامام حجة الاسلام: حد المراء الاعتراض على كلام الغير بإظهار خلل فيه إما لفظا، أو معنى، أو في قصد المتكلم وترك المراء بترك الاعتراض والإنكار فكل كلام سمعته فإن كان حقا فصدق به، وإن كان باطلا ولم يكن متعلقا بأمور الدين فاسكت عنه. انتهى. والله أعلم. |
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
متابعه ..
موضوع قيم .. |
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
جزاكم الله الجنه
موضوع قيم ومفيد يستحق التثبيت والأهتمام فهو زادنا بأذن الله للفهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم كلك نظر لكِ كل الشكر وليد العمراني كل الشكر موقع جداً رائعه ومفيده دمتم جميعا برضى الرحمن وهذه مشاركتي 7 7 شرح حديث عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وعن أبي أمامة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل، قربة إلى الله، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد أخرجه الترمذي والحاكم والبيهقي في الشعب. -------------------------------------------------------------------------------- قوله: عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم للنوافل فضل عام، وفضل خاص، أما الفضل العام. أولا: من أسباب محبة الله تعالى، لما جاء في الخبر القدسي: ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه. تقربه إلي بماذا؟ بالنوافل، إذن من أسباب محبة الله. الفضل الثاني من الفضل العام أنها ترقع ما نقص من ماذا؟ من الفرائض. أول ما يحاسب العبد عليه الصلاة، فإن كملت صلاته ، وإلا قيل انظروا هل لعبدي من تطوع وكذلك في الصيام والزكاة والحج، والفضل الثالث العام، أنها ترفع درجة العبد لأن العباد يتفاوتوا في منازلهم، ترفع درجة العبد إلى السبَّاقين بالخيرات ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قيل: من فرط في الواجبات، وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ من أدى الواجبات دون غيرها وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ من أدى الفرائض وحافظ على ماذا؟ النوافل. أما الفضل الخاص، فعلى حسب ما جاء في الأحاديث، فهنا خص قيام الليل، وقيام الليل من أفضل القربات. الفضل الخاص ما جاء في كل نافلة بعينها، جاء فضل لصيام ست من شوال، وجاء فضل للسنن الرواتب، وجاء فضل لصيام عاشوراء، لكن فضل الليل حُظِي بفضل عظيم عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم من الصالحون؟ على رأسهم من؟ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وأتباع الأنبياء، ومن سار على منهجهم، كل نبي وأتباعه. فيه أن دعاة الخير أولى الناس بالمحافظة على قيام الليل، زار شاب الإمام أحمد بن حنبل -رحمة الله عليه، أو رحمة الله عليهم جميعا: على أحمد وعلى أبيه، وعلى الشاب- فبات عند الإمام أحمد، فوضع الإمام أحمد عنده ماء فلما أصبح الإمام أحمد، وإذا بالماء لم يتغير، لما أيقظه للفجر لم ينقص الماء، فتعجب الإمام أحمد، وقال: لا ينبغي لطالب علم وحديث أن يكون ممن لا يقوم الليل، كأنه كان المعهود عندهم، هذا هو الأصل؛ أن أهل العلم وطلبة العلم أولى الناس بقيام الليل؛ لأنهم إذا حافظوا عليه فمن باب أولى أن يحافظوا على ماذا؟ على الفرائض. ولهذا ذكر أن بعض المتقدمين في الرعيل الأول كانوا إذا أرادوا الخروج في الليل، لسرية أو لسفر، قالوا: موعدكم وقت قيام القراء في البيوت في صلاة الليل، وقال: أبو الزناد كنت أخرج من السحر قبل الفجر، أو في وسط الليل، أذهب إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فلا أمر على بيت من بيوت المدينة إلا وفيه قارئ يقرأ، لكن قيام الليل يشترط أن لا يؤثر على ماذا؟ على صلاة الفجر، روى مالك بن الموطأ أن سلمان بن أبي حثمة غاب عن صلاة الفجر ففقده عمر، فسأل أمه: أين سلمان؟ قالت: قام الليل حتى غلبته عيناه، فنام عن الفجر، فقال عمر، والله لئن أشهد الفجر مع الجماعة أحب إلي من قيام الليل كله. وقوله: منهاة عن الإثم دليل أن المحافظة على النوافل والتكثر منها يرد العبد عن الإثم، والفرائض من باب أولى، منهاة عن الإثم، وفيه أيضا أن قيام الليل يزيد العبد قوة حسية ومعنوية. لو ضعفت الرواية السابقة ففي الحديث وفي غيره ما يفيد أن قيام الليل يزيد العبد إيمانا وقوة حسية ومعنوية، إذا كان قربة ومنهاة عن الإثم وتكفيرا للسيئات، فلا شك ولا ريب أن هذا مما يقوي حال العبد، يؤكد هذا قوله صلى الله عليه وسلم: أولا أدلكما على خير لكما من خادم -لما زار عليا وفاطمة- تكبران الله أربعا وثلاثين، وتحمدان ثلاثا وثلاثين، وتسبحان ثلاثا وثلاثين، فذلكما خير لكما من خادم قال شيخ الإسلام في كلام له: فيه دليل أن هذا الذكر يقوي البدن. ما بالك إذا كان الذكر، جمع العبد بين الذكر القولي والذكر البدني صلاة الليل، تجمع الذكرين، بل تجمع كثيرا من الأذكار، القرآن الكريم، والأدعية، وتعظيم الله، وفعل الصلاة؛ كل هذه الأمور تزيد العبد قوة بدنية، وقوة معنوية. وأوصيكم بقراءة كتاب "مختصر قيام الليل" لمحمد بن نصر المروزي، اختصار المقريزي، نعم يا شيخ. شرح د.عبد العزيز بن محمد السدحان |
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
اشكرك اختي انفاس الليل على المداخله النافعة ..........ننتظر المزيد جزاكم الله عنا خيرا
|
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
موضوع قيم وأسلوب جميل كل الشكرلكِ كلك نظر واسمحوا لي بهذه المشاركة الحديث: عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبيّ صلى الله عليه وسلم يوما فقال :"يا غلام إنّي أعلّمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشىء لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضرّوك بشىء لم يضروك إلا بشىء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف" رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وفي رواية غير الترمذيّ :"احفظ الله تجده أمامك، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا". . والشرح للشيخ/محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله وغفر له) قوله: ( كنت خلف النبي صلى الله علية وسلم ) يحتمل أنه راكب معه، ويحتمل أنه يمشي خلفه، وأياً كان فالمهم أنه وصاه بهذه الوصايا العظيمة. قال: { إني أعلمك كلمات } قال ذلك من أجل أن ينتبه لها. الكلمة الأولى: قوله: { احفظ الله يحفظك } هذه كلمة { احفظ الله } يعني احفظ حدوده وشريعته بفعل أوامره واجتناب نواهيه يحفظك في دينك وأهلك ومالك ونفسك، لأن الله سبحانه وتعالى يجزي المحسنين بإحسانهم. وعُلم من هذا أن من لم يحفظ الله فإنه لا يستحق أن يحفظه الله عزوجل، وفي هذا الترغيب على حفظ حدودالله عزوجل. الكلمة الثانية: قال: { احفظ الله تجده اتجاهك } ونقول في قوله: { احفظ الله } كما قلنا في الأولى، ومعنى { تجده اتجاهك } أي تجده أمامك يدلك على كل خير ويقربك إليه ويهديك إليه. الكلمة الثالثة: قوله: { إذا سألت فاسأل الله } إذا سألت حاجة فلا تسأل إلا الله عزوجل ولا تسأل المخلوق شيئاً، وإذاقُدر أنك سألت المخلوق ما يقدر عليه، فاعلم أنه سبب من الأسباب وأن المسبب هو الله عز وجل فاعتمد على الله تعالى. الكلمة الرابعة: قوله: { وإذا استعنت فاستعن بالله } فإذا أردت العون وطلبت العون من أحد فلا تطلب إلا من الله، لأنه هو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض وهو يعينك إذا شاء، وإذا أخلصت الاستعانة وتوكلت عليه أعانك، وإذا استعنت بمخلوقٍ فيما قدر عليه فاعتقد أن سبب وأن الله هو الذي سخره لك. الكلمة الخامسة: قوله: { واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك } الأمة كلها من أولها إلى آخرها لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وعلى هذا فإن نفع الخلق الذي يأتي للإنسان فهو من الله في الحقيقة، لأنه هو الذي كتبه له وهذا حث لنا على أن نعتمد على الله تعالى ونعلم أن الأمة لا يجلبون لنا خيراً إلا بإذن الله عزوجل. الكلمة السادسة: { وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك } وعلى هذا فإن نالك ضرر من أحد فاعلم أن الله قد كتبه عليك فارض بقضاء الله وبقدره ولا حرج أن تحاول أن تدفع الضر عنك لأن الله تعالى قال: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا [الشورى:40]. الكلمة السابعة: { رفعت الأقلام وجفت الصحف } يعني أن ما كتبه الله تعالى قد انتهى فالأقلام رفعت والصحف جفت ولا تبديل لكلمات الله. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وفي رواية غير الترمذي: { احفظ الله تجده أمامك } وهذا بمعنى: { احفظ الله تجده اتجاهك }. { تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة } يعني قم بحق الله عزوجل في حال الرخاء، وفي حال الصحة، وفي حال الغنى { يعرفك في الشدة } إذا زالت عنك الصحة وزال عنك الغنى واحتجت إلى الله عرفك بما سبق لك، أو بما سبق من فعل الخير الذي تعرفت به إلى الله عزوجل. { واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك } يعني أن ما قدر الله تعالى أن يصيبك فإنه لا يخطئك، بلا لابد أن يقع، لأن الله قدره. وأن ما كتب الله أن يخطئك رفعه عنك فلن يصيبك أبداً فالأمر كله بيد الله وهذا يؤدي إلى أن يعتمد الإنسان على ربه اعتماداً كاملاً ثم قال: { واعلم أن النصر مع الصبر } فهذه الجملة فيها الحث على الصبر، لأنه إذا كان النصر مع الصبر فإن الإنسان يصبر من أجل أن ينال الصبر. وقوله: { وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً } الفرج انكشاف الشدة والكرب الشديد جمعه كروب كمال قال تعالى: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا [الشرح:5-6]. في حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنها فوائد: من فوائده: ملاطفة النبي صلى الله علية وسلم لمن هو دونه حيث قال: { يا غلام إني أعلمك كلمات }. ومن فوائده: أنه ينبغي لمن ألقى كلاماً ذا أهمية أن يقدم له ما يوجب لفت الانتباه حيث قال: {يا غلام إني أعلمك كلمات }. ومن فوائد الحديث: أن من حفظ الله حفظه لقوله: { احفظ الله يحفظك } وسبق معنى احفظ الله يحفظك. ومن فوائد الحديث: أن من أضاع الله - أي أضَاع دين الله - فإن الله يضيعه ولا يحفظه قال تعالى: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [الحشر:19]. ومن فوائد هذا الحديث: أن من حفظ الله عز وجل هداه ودله على ما فيه الخير، وأن من لازم حفظ الله له أن يمنع عنه الشر إذ قوله: { احفظ الله تجده تجاهك } كقوله في اللفظ الآخر: { تجده أمامك }. ومن فوائد هذا الحديث: أن الإنسان إذا احتاج إلى معونة فليستعن بالله ولكن لا مانع أن يستعين بغيرالله ممن يمكنه أن يعينه لقوله النبي صلى الله علية وسلم : { وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة }. ومن فوائد الحديث: أن الأمة لن تستطيع أن ينفعوا أحداً إلا إذا كان الله قد كتبه له ولن يستطيعوا أن يضروا أحداً إلا أن يكون الله تعالى قد كتب ذلك عليه. أنه يجب على المرء أن يكون معلقاً رجاؤه بالله عزوجل وأن لا يلتفت إلى المخلوقين فإن المخلوقين لا يملكون له ضراً ولا نفعاً. ومن فوائد هذا الحديث: أن كل شيء مكتوب منتهى منه، فقد ثبت عن النبي صلى الله علية وسلم أن الله قدر مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة. ومن فوائد الحديث: في الرواية الأخرى أن الإنسان إذا تعرف إلى الله بطاعته في الصحة والرخاء، عرفه الله تعالى في حال الشدة فلطف به وأعانه وأزال شدته. ومن فوائده: أن الإنسان إذا كان قد كتب الله عليه شيئاً فإنه لا يخطئه، وأن الله إذا لم يكتب عليه شيء فإنه لا يصيبه. ومن فوائد هذا الحديث: البشارة العظيمة للصابرين وأن النصر مقارن للصبر. ومن فوائده: البشارة العظيم أيضاً بأن تفريج الكربات وإزالة الشدات مقرون بالكرب فكلما كرب الإنسان الأمر فرج الله عنه. ومن فوائده أيضاً: البشارة العظيمة أن الإنسان إذا أصابه العسر فلينتظر اليسر وقد ذكر الله تعالى ذلك في القران فقال تعالى: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا [الشرح:5-6] فإذا عسرت بك الأمور فالتجئ إلى الله عز وجل منتظراً تيسيره مصدقاً بوعده.. تحياتي محمد محمود |
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
اقتباس:
|
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
وعن أبي زيد أسامة بن زيد بن حارثة- رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: " يؤتى بالرجل يوم القيامة فليقي في النار ، فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدورُ الحمارُ في الرحا، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان مالك ؟ ألم تك تأمرُ بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ فيقول : بلى كنت أمرُ بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه" متفق عليه .(1)
قولهُ" تندلقُ" هو بالدلٍ المهملة ، ومعناه تخرجُ و " الأقتابُ " : الأمعاءُ، واحدُها قتب. الشرح هذا الحديث فيه التحذير الشديد من الرجل الذي يأمر بالمعروف ولا يأتيه ، وينهى عن المنكر ويأتيه، والعياذ بالله . يقول: " يؤتى بالرجل يوم القيامة" أي تأتي به الملائكة ، فيلقى في النار إلقاء ، لا يدخلها برفق، ولكنه يلقى فيها كما يلقى الحجر في اليمّ، وتندلق أقتاب بطنه، يعني أمعاءه، الأقتاب : جمع قتب وهو المعني، ومعنى تندلق : تخرج من بطنه من شدة الإلقاء- والعياذ بالله . " فيدور بها كما يدور الحمار في الرحا" وهذا التشبيه للتقبيح، شبهه بالحمار الذي يدور على الرحا، وصفة ذلك: أنه في المطاحن القديمة قبل أن توجد هذه المعدات الجديدة ، كان يُجعل حجران كبيران وينقشان فيما بينهما أي ينقران، ويوضع للأعلى منها فتحة تدخل منها الحبوب ، وفيها خشبة تربط بمتن الحمار، ثم يستدير على الرحا، وفي استدارته تطحنُ الرحا. فهذا الرجل الذي يلقى في النار يدور على أمعائه- والعياذ بالله - كما يدور الحمار على رجاه، فيجتمع إليه أهل النار، فيقولون له : ما لك؟ أي شيء جاء بك إلى هنا ، وأنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ فيقول مقراً على نفسه:" كنت آمر بالمعروف ولا آتيه" يقول للناس " صلوا ولا يصلي. ويقول لهم : زكوا أموالكم ولا يزكى. ويقول : بروا الوالدين ، ولا يبر والديه، وهكذا يأمر بالمعروف ولكنه لا يأتيه. " وأنهى عن المنكر وآتيه" يقول للناس: لا تغتابوا الناس ، لا تأكلوا الربا، لا تغشوا في البيع، لا تسيئوا العشرة، لا تسيئوا الجيرة، وما أشبه ذلك من الأشياء المحرمة التي ينهى عنها ، ولكنه يأتيها والعياذ بالله ، يبيع بالربا، ويغش، ويسيء العشرة، ويسئ إلى الجيران وغير هذا، فهو بذلك يأمر بالمعروف ولا يأتيه، وينهى عن المنكر ويأتيه - نسأل الله العافية- فيعذب هذا العذاب ويخزى هذا الخزي. فالواجب على المرء أن يبدأ بنفسه فيأمرها بالمعروف وينهاها عن المنكر؛ لأن أعظم الناس حقاً عليك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسك. ابــدأ بنفسٍــك فــانههــا عن غيهـــا فــإذا انتهــت عنــه فأنت حكيـــم ابدأ بها ثم حاول نصح إخوانك ، وأمرهم بالمعروف ، وانههم عن المنكر ، لتكون صالحاً مصلحاً. نسأل الله أن يجعلني وإياكم من الصالحين المصلحين، إنه جواد كريم. |
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
عن أبي عمارة البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فلان إذا أويت إلى فراشك فقل : اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإنك إن مت من ليلتك مت على الفطرة وإن أصبحت أصبت خيرا متفق عليه وفي رواية في الصحيحين عن البراء قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل : وذكر نحوه ثم قال واجعلهن آخر ما تقول الشرح ثم ذكر المؤلف في باب اليقين والتوكل حديث البراء بن عازب رضي الله عنه حيث أوصاه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول عند نومه إذا أوى إلى فراشه أن يقول هذا الذكر الذي تضمن تفويض الإنسان أمره إلى ربه وأنه معتمد على الله في ظاهره وباطنه مفوض أمره إليه وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يضطجع على الجنب الأيمن لأن ذلك هو الأفضل وقد ذكر الأطباء أن النوم على الجنب الأيمن أفضل للبدن وأصح من النوم على الجنب الأيسر وذكر أيضا أرباب السلوك والاستقامة أنه أقرب في استيقاظ الإنسان لأن بالنوم على الجنب الأيسر ينام القلب ولا يستيقظ بسرعة بخلاف النوم على الجنب الأيمن فإنه يبقى اللقب متعلقا ويكون أقل عمقا في منامه فيستيقظ بسرعة وفي هذا الحديث : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يجعلهن آخر ما يقول مع أن هناك ذكرا بل أذكارا عند النوم تقال غير هذا مثلا التسبيح والتحميد والتكبير فإنه ينبغي للإنسان إذا نام على فراشه أن يقول : سبحان الله ثلاثا وثلاثين والحمد لله ثلاثا وثلاثين والله أكبر أربعا وثلاثين هذا من الذكر لكن حديث البراء يدل على أن ما أوصاه الرسول صلى الله عليه وسلم به أن يجعلهن آخر ما يقول وقد أعاد البراء بن عازب هذا الحديث على النبي صلى الله عليه وسلم ليتقنه فقال : آمنت بكتابك الذي أنزلت ورسولك الذي أرسلت فرد عليه النبي عليه # الصلاة والسلام وقال : قل : ونبيك الذي أرسلت ولا تقل ورسولك الذي أرسلت قال أهل العلم وذلك لأن الرسول يكون من البشر ويكون من الملائكة كما قال الله عن جبريل إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين أما النبي فلا يكون إلا من البشر فإذا قال : ورسولك الذي أرسلت فإن اللفظ صالح لأن يكون المراد به جبريل لكن إذا قال : ونبيك الذي أرسلت اختص بمحمد صلى الله عليه وسلم هذا من وجه ومن وجه آخر : أنه إذا قال : ورسولك الذي أرسلت فإن دلالة هذا اللفظ على النبوة من باب دلالة اللزوم وأما إذا قال نبيك فإنه يدل على النبوة دلالة مطابقة ومعلوم أن دلالة المطابقة أقوى من دلالة اللزوم الشاهد من هذا الحديث قوله وفوضت أمري إليك وقوله لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك فإن التوكل تفويض الإنسان أمره إلى ربه وأنه لا يلجأ ولا يطلب منجا من الله إلا إلى الله عز وجل بالرجوع إليه فينبغي للإنسان إذا أراد النوم أن ينام على جنبه الأيمن وأن يقول هذا الذكر وأن يجعله آخر ما يقول والله الموفق |
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
اشكرك اخوي ابراهيم على الافادة نفع الله بك
|
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
ما صحة حديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دخلتُ الجنة, فإذا أنا بقصر من ذهب، فقلتُ لمن هذا القصر؟ قالوا: لشاب من قريش، فظننت أني أنا هو، فقُلتُ: من هو؟ قالوا: عمر بن الخطاب، فلولا ما علمت ُ من غيرتك لدخلتهً ـ فما شرح: فلولا ما علمت من غيرتك لدخلته؟. الإجابــة الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد: فإن الحديث المذكورصحيح، فقد رواه البخاري وغيره بروايات متعددة: فعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب فقلت لمن هذا؟ فقالوا لرجل من قريش، فما منعني أن أدخله يا بن الخطاب إلا ما أعلم من غيرتك، قال وعليك أغار يا رسول الله؟. وفي رواية أبي هريرة: بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لمن هذا القصر فقالوا لعمر فذكرت غيرته فوليت مدبرا، فبكى عمر وقال عليك بأبي أنت وأمي يا رسول الله أغار؟. وفي رواية: ورأيت قصرا بفنائه جارية فقلت لمن هذا؟ فقالوا لعمر، فأردت أن أدخله فأنظر إليه فذكرت غيرتك فقال عمر بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار؟. كلها عن البخاري. والمعنى المسئول عنه واضح، فإن عمر كان شديد الغيرة والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه منعه من دخول القصر ما يعلمه من شدة غيرة عمر ـ رضي الله عنه ـ قال المناوي في فيض القدير: قد كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس غيرة وتبعه أكابر أصحابه على ذلك كما أشعر به ما أشير إليه من غيرة عمر . انتهى. والله أعلم. |
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فروى البخاري ومسلم عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء. فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. والمراد بالحمو هنا أخو الزوج أو قريبه غير آبائه وأبنائه. قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: المراد بالحمو هنا أقارب الزوج غير آبائه وأبنائه، فأما الآباء والأبناء فمحارم لزوجته تجوز لهم الخلوة بها ولا يوصفون بالموت، وإنما المراد الأخ وابن الأخ والعم وابنه ونحوهم ممن ليس بمحرم، وعادة الناس المساهلة فيه، ويخلو بامرأة أخيه فهذا هو الموت، وهو أولى بالمنع من الأجنبي لما ذكرناه، فهذا الذي ذكرته هو صواب معنى الحديث. وأما ما ذكره المازري وحكاه أن المراد بالحمو أبو الزوج وقال إذا نهى عن أبى الزوج وهو محرم فكيف بالغريب فهذا كلام فاسد مردود ولا يجوز حمل الحديث عليه. انتهـى أما سؤالك وهل يجوز خلوة زوجة البنت به؟ فلعلك تقصدين زوج الابن، وعلى ذلك نقول: إن كان المقصود زوج ابنه هو فلا حرج ذلك ؛ إذ ليس المراد بالحمو أبا الزوج، كما سبق. وأما إن كان المقصود زوجة ابن أخيه، فلا يجوز ذلك؛ لأن زوجة ابن الأخ ليست من المحارم المذكورات في آية المحرمات: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا {النساء:23} وقال عليه الصلاة والسلام: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. متفق عليه. وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 9441، والفتوى رقم: 114422.</ والله أعلم. |
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
عن أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسول الله ، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ، ويباعدني من النار فقال النبي صلى الله عليه وسلم (( تعبد الله ولا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصل الرحم )) متفق عليه(154) . الـشـرح (للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وغفر له) من الأحاديث في بيان صلة الرحم وبر الوالدين . حديث خالد بن زيد الأنصاري ، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة ويباعده من النار ، فقال له : (( تعبد الله لا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصل الرحم )) . والشاهد هنا حيث قال : (( تصل الرحم )) ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلة الرحم من الأسباب التي تدخل الإنسان الجنة وتباعده عن النار . ولا شك أن كل إنسان يسعى إلى هذا الكسب العظيم ؛ أن ينجو من النار ويدخل الجنة ، فإن من زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ، وكل مسلم يسعى إلى ذلك ، وهذا يحصل بهذه الأمور الأربعة : الأول : تعبد الله لا تشرك به شيئاً ؛ لا شركاً أصغر ولا شركاً أكبر . الثاني : تقيم الصلاة ، وتأتي بها كاملة في أوقاتها مع الجماعة إن كنت رجلا، ودون الجماعة أن كانت امرأة. والثالث : تؤتي الزكاة ، بأن تؤدي ما أوجب الله عليك من الزكاة في مالك إلى مستحقه . والرابع : تصل الرحم ؛ بأن تؤتيهم حقهم بالصلة حسب ما يتعارف الناس ، فما أعده الناس صلة فهو صلة ، وما لم يعدوه صلة فليس بصلة ، إلا إذا كان الإنسان في مجتمع لا يبالون بالقرابات ، ولا يهتمون بها ، فالعبرة بالصلة نفسها المعتبرة شرعاً تحياتي محمد محمود |
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
اشكر كل من قام بالمشاركة في هذا العمل وانجاحه ..اشكر استاذي محمد محمود الفته واشكر وليد العمراني واشكر الأخوات عطر ولأخت انفاس الليل وكل من مر من هنا
|
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْفَقْرَ وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمُ التَّكَاثُرَ وَمَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْخَطَأَ وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْتعَمُّدَ. رواه أحمد، والبيهقي في شعب الإيمان، والحاكم وقال: حديث صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، و قال الهيثمي في المجمع: رواه أحمد، و رجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني.</SPAN></B> والتكاثر في اللغة: مصدر قولهم تكاثر فلان وفلان، أي: قال كل منهما أنا أكثر منك في كذا وكذا، أو طلب كل منهما أن يكون أكثر من الآخر.</SPAN></B> وقال الراغب في غريب مفردات القرآن: التكاثر التبارى في كثرة المال والعز .</SPAN></B> </SPAN>وقال ابن القيم في الفوائد: والتكاثر أن يطلب الرجل أن يكون أكثر من غيره وهذا مذموم، إلا فيما يقرب إلى الله، فالتكاثر فيه منافسة في الخيرات ومسابقة إليها.</SPAN></B> فالمقصود بالتكاثر الذي خشيه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته هو مكاثرة بعضهم بعضا، وتنافسهم فيما لا فائدة منه من حطام الدنيا، وطلب كل واحد أن يكون أكثر من الآخر فيما لا يعود عليه بنفع ولا يقربه إلى الله بل قد يبعده عنه؛ ولهذا بين النبي صلى الله عليه وسلم المقصود من المال ولماذا يرزق الله العباد، وأن بعض الناس ينشغل عن هذه الغاية بسبب هذا التنافس والتكاثر</SPAN></B> والطمع فيما لا يقربه من الله.</SPAN></B> فعَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ فَيُحَدِّثُنَا فَقَالَ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: إِنَّا أَنْزَلْنَا الْمَالَ لِإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَلَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادٍ لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِ ثَانٍ، وَلَوْ كَانَ لَهُ وَادِيَانِ لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِمَا ثَالِثٌ، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ. رواه أحمد والطبراني. </B>وقال الهيثمى في المجمع:رجاله رجال الصحيح، وصححه الألباني.</B> </SPAN></B> وانشغال القلب الزائد عن حد الاعتدال بالدنيا وركونه إليها وغفلته عن الغاية التي خلقه الله من أجلها وهي عبادته وحده لا شريك له، وأن المال والأولاد وكل ما هو من زينة الدنيا إنما هو وسيلة لهذه الغاية الشريفة، هذا كله </SPAN>من أسباب التكاثر الذي يحدث بين الخلق، ولهذا -والله أعلم- بين النبي صلى الله عليه وسلم ما ينبغي أن يكون عليه الإنسان الموفق تجاه المال، وما هو المال الذي يفيد الإنسان وهذا في تفسيره لسورة التكاثر.</SPAN></B> </SPAN>فعَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْرَأُ : أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ، قَالَ: يَقُولُ ابْنُ آدَمَ مَالِي مَالِي قَالَ: وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ. رواه مسلم.</SPAN></B> قال السندي في شرحه لسنن النسائي</SPAN></B>: قَوْله: يَقُولُ اِبْن آدَم مَالِي، كَأَنَّهُ أَفَادَ بِهَذَا التَّفْسِير أَنَّ الْمُرَاد التَّكَاثُر فِي الْأَمْوَال -وَإِنَّمَا مَالُك يَا اِبْن آدَم- إِنْكَار مِنْهُ صَلَّى اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى اِبْن آدَم بِأَنَّ مَالَهُ هُوَ مَا اِنْتَفَعَ بِهِ فِي الدُّنْيَا بِالْأَكْلِ أَوْ اللُّبْس أَوْ فِي الْآخِرَة بِالتَّصَدُّقِ، وَأَشَارَ بِقَوْلِهِ: فَأَفْنَيْت فَأَبْلَيْت- إِلَى أَنَّ مَا أَكَلَ أَوْ لَبِسَ فَهُوَ قَلِيل الْجَدْوَى لَا يَرْجِعُ إِلَى عَاقِبَةٍ وَقَوْلُهُ: أَوْ تَصَدَّقْت فَأَمْضَيْت، أَيْ أَرَدْت التَّصَدُّق فَأَمْضَيْت أَوْ تَصَدَّقْت فَقَدَّمْت لِآخِرَتِك. انتهـى.</SPAN></B> </SPAN></B> ولا يفهم من النهي عن التكاثر أن هذه دعوة لترك التكسب وإصلاح الإنسان لدنياه وذم الدنيا على كل حال، ولكن الأمر كما قال ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر: الذم إنما هو لأفعال الجاهل، أو العاصي في الدنيا، فإنه إذا اقتنى المال المباح، و أدى زكاته، لم يُلَمْ .</SPAN></B> بل </SPAN>ذهب أكثر الفقهاء إلى أن الكسب الذي لا يقصد به التكاثر، وإنما يقصد به التوسل إلى طاعة الله، من صلة الإخوان والتعفف عن وجوه الناس، هو أفضل من التفرغ للعبادة من الصلاة والصوم والحج ؛ لأن منفعة الاكتساب أعم، فإن ما اكتسبه الزارع تصل منفعته إلى الجماعة عادة، والذي يشتغل بالعبادة إنما ينفع نفسه ؛ لأنه بفعله يحصل النجاة لنفسه والثواب لجسمه، وما كان أعم فهو أفضل، لقوله صلى الله عليه وسلم: خير الناس أنفعهم للناس، ولهذا كان الاشتغال بطلب العلم أفضل من التفرغ للعبادة ؛ لأن منفعة ذلك أعم. انتهى.</SPAN></B> فنسأل الله أن نحسن الفهم عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وألا يشغلنا إلا بما فيه خيرنا في الدنيا والآخرة، </SPAN></B></SPAN></B> والله أعلم.</SPAN></B> |
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
الله يحفظك يا وليد انا سعيدة جدا جدا بمرورك ومشاركاتك التي أثرت الموضوع فأسأل الله العظيم ان يرزقك العلم النافع ويقر بك اعين والديك
|
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
العفوو كلك نظر مااسوينا ششي يستحق كل هالشكر ..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلم نعثر على حديث بهذا اللفظ، وإنما ورد في صحيح مسلم وغيره قوله عليه الصلاة والسلام: الكلب الأسود شيطان. بدون تقييد بكونه في الليل. واختلف العلماء في معنى هذا، فذهب بعضهم إلى حمله على الحقيقة، وأن شيطان الجن يتمثل في شكل الكلب الأسود، وذهب بعضهم إلى حمله على المجاز، وذلك لأن الكلب الأسود أكثر ضررا وتمردا من غيره من الكلاب وأقلها نفعا، فناسب إطلاق وصف الشيطان عليه، لوجود معنى التمرد والعتوّ والبعد عن المألوف. جاء في عون المعبود: قال في فتح الودود: حمله بعضهم على ظاهره وقال: إن الشيطان يتصور بصورة الكلاب السود. وقيل: بل هو أشد ضررا من غيره فسمي شيطانا. وفي تحفة الأحوذي: فإن قيل: ما معنى قوله صلى الله عليه و سلم في الكلب الأسود إنه شيطان ومعلوم أنه مولود من الكلب؟ وكذلك قوله في الإبل إنها جن، وهي مولودة من النوق؟ فالجواب أنه إنما قال ذلك على طريق التشبيه لهما بالشيطان والجن، لأن الكلب الأسود شر الكلاب وأقلها نفعا. وممن رجح هذا المعنى الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله، فقال: والصحيح: أنه شيطان كلاب، لا شيطان جِنٍّ، والشيطان ليس خاصًّا بالجن، قال الله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ {الأنعام: 112}، فالشيطان كما يكون في الجِنِّ يكون في الإِنس، ويكون في الحيوان، فمعنى شيطان في الحديث، أي: شيطان الكلاب، لأنه أخبثها ولذلك يُقتل على كُلِّ حال، ولا يحلُّ صيده بخلاف غيره. الشرح الممتع. ولكن لا يمتنع أن يتشكل الشيطان في صورة كلب أسود وغيره. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فإن الكلب الأسود شيطان الكلاب والجن تتصور بصورته كثيراً، وكذلك بصورة القط الأسود، لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره وفيه قوة الحرارة. فالخلاصة أن الراجح في معنى الحديث أنه شيطان كلاب لا شيطان جن، ولكن قد يتشكل شيطان الجن في صورة كلب أسود.</SPAN> والله أعلم.</SPAN></B> |
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة). |
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
حديثفضل القرآن علىسائرالكلام عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِييَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ؛ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ, وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ؛ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ, وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ؛ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ, وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ( (1). شرح المفردات(2): )الأُتْرُجَّةِ(ثمر شبه التفاحة، وهي من أحسن الثمار الشجرية وأنفسها عند العرب. (الريحانة)كل بقلة طيبة الريح, وهو ما يستراح إليه. وقيل: هي كل نبت طيب الريح من أنواع المشموم. (الحنظلة)نبات ثمرته في حجم البرتقالة ولونها، فيها لب شديدالمرارة، ويمتد على الأرض كالبطيخ وثمره يشبه ثمر البطيخ, لكنه أصغر منه جداً, ويضرب المثل بمرارته. شرح الحديث: قال ابن حجر:قوله: (طَعْمهَا طَيِّب وَرِيحهَاطَيِّب)قِيلَ: خَصَّ صِفَةالْإِيمَان بِالطَّعْمِ, وَصِفَة التِّلَاوَة بِالرِّيحِ؛ لِأَنَّ الْإِيمَان أَلْزَم لِلْمُؤْمِنِ مِن الْقُرْآن؛ إِذْ يُمْكِن حُصُول الْإِيمَان بِدُونِ الْقِرَاءَة, وَكَذَلِكَ الطَّعْم أَلْزَم لِلْجَوْهَرِ مِن الرِّيح؛ فَقَدْ يَذْهَب رِيح الْجَوْهَر وَيَبْقَى طَعْمه. ثُمَّ قِيلَ: الْحِكْمَة فِي تَخْصِيص الْأُتْرُجَّة بِالتَّمْثِيلِ دُون غَيْرهَا مِن الْفَاكِهَة الَّتِي تَجْمَع طِيب الطَّعْم وَالرِّيح كَالتُّفَّاحَةِ؛ لِأَنَّهُ يُتَدَاوَى بِقِشْرِهَا وَهُوَ مُفْرِح بِالْخَاصِّيَّةِ, وَيُسْتَخْرَج مِنْ حَبِّهَا دُهْن لَهُ مَنَافِع. وَقِيلَ: إِنَّ الْجِنّ لَا تَقْرَب الْبَيْت الَّذِي فِيهِ الْأُتْرُجّ فَنَاسَبَ أَنْ يُمَثِّلَ بِهِ الْقُرْآن الَّذِي لَا تَقْرَبهُ الشَّيَاطِين, وَغِلَاف حَبّه أَبْيَض فَيُنَاسِب قَلْب الْمُؤْمِن, وَفِيهَا أَيْضًا مِن الْمَزَايَا كِبْر جُرْمهَا وَحُسْن مَنْظَرهَا وَتَفْرِيح لَوْنهَا وَلِين مَلْمَسهَا, وَفِي أَكْلهَا مَعَ الِالْتِذَاذ طِيب نَكْهَة وَدِبَاغ مَعِدَة وَجَوْدَة هَضْمٍ, وَلَهَا مَنَافِع أُخْرَى مَذْكُورَة فِي الْمُفْرَدَات(3). وقال بن بطال: "معنى هذا الباب أن قراءة الفاجر والمنافق ترتفع إلى الله ولا تزكو عنده, وإنما يزكو عنده ما أريد به وجهه, وكان عن نية التقرب إليه, وشبهه بالريحانة حين لم ينتفع ببركة القرآن, ولم يفز بحلاوة أجره, فلم يجاوز الطيب موضع الصوت وهو الحلق, ولا اتصل بالقلب, وهؤلاء هم الذين يمرقون من الدين"(4). وقال العيني:"اعلم أن هذا التشبيه والتمثيل في الحقيقة وصف اشتمل على معنى معقول صرف لايبرزه عن مكنونه إلا تصويره بالمحسوس المشاهد, ثم إن كلام الله المجيد له تأثير في باطن العبد وظاهره, وإن العباد متفاوتون في ذلك, فمنهم من له النصيب الأوفر من ذلك التأثير, وهو المؤمن القارئ ومنهم من لا نصيب له البتة وهو المنافق الحقيقي, ومنهم من تأثر ظاهره دون باطنه وهو المرائي, أو بالعكس وهو المؤمن الذي لم يقرأه, وإبرازهذه المعاني وتصويرها في المحسوسات ما هو مذكور في الحديث, ولم يجد ما يوافقها، ويلائمها أقرب ولا أحسن ولا أجمع من ذلك؛ لأن المشبهات والمشبه بها واردة على التقسيم الحاضر؛ لأن الناس إما مؤمن أو غير مؤمن, والثاني إما منافق صرف أو ملحق به, والأول إما مواظب عليها, فعلى هذا قس الأثمار المشبه بها, ووجه التشبيه في المذكورات مركب منتزع من أمرين محسوسين طعم وريح, وقد ضرب رسول الله عليه الصلاة والسلام المثل بما تنبته الأرض ويخرجه الشجر للمشابهة التي بينها وبين الأعمال؛ فإنها من ثمرات النفوس فخص ما يخرجه الشجر من الأترجة والتمر بالمؤمن, وبما تنبته الأرض من الحنظلة والريحانة بالمنافق, تنبيهًا على علو شأن المؤمن وارتفاع علمه ودوام ذلك, وتوقيفًا على ضعة شأن المنافق وإحباط عمله وقلةجدواه"(5). من فوائدالحديث: 1-َفِي الْحَدِيث فَضِيلَة حَامِلِ الْقُرْآن, وَأَنَّ الْمَقْصُود مِنْ تِلَاوَةالْقُرْآن الْعَمَل بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ. 2-َوضَرْب الْمَثَل لِلتَّقْرِيبِ لِلْفَهْمِ(6). 3-أن لتلاوة القرآن أثر على المؤمن؛ في زيادة إيمانه، وطمأنينة قلبه، وفي طيب نفسه، ورفعة قدره، وعلو منزلته. 4- على المسلم أن يحرص على تلاوة كتاب الله، وتدبره، والعمل بما فيه، وأن يكون له ورد يومي من القران، لا يفرط فيه لتزكو به نفسه، وتكثر به حسناته. 5-أنه قد يقع من بعض المؤمنين انصراف عن تلاوة القران وسماعه وهذا من هجره، قال الإمام ابن القيم: ((هجر القرآن أنواع: أحدها :هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه، الثاني :هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وان قرأه وآمن به، والثالث:هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين وأن أدلته لفظية لا تحصل العلم، والرابع :هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم بهمنه، والخامس:هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلب وأدوائها فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به، وكل هذا داخل في قوله: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُواهَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) [الفرقان/30] وإن كان بعض الهجر أهون من بعض))(7). ـــــــــــ (1) صحيح البخاري، برقم: (5427)، واللفظ له،وصحيح مسلم، برقم: (797). (2) ينظر: فتح الباري لابن حجر، 1/ 126، وتحفة الأحوذي للمباركفوري، 8/ 133- 134. (3) فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني، 9/66-67. وانظر: عمدةالقاري شرح صحيح البخاري للعيني، 20/ 38. (4) فتح الباريشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني، 13/536. (5) عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني، 20/ 38. (6) فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني، 9/66-67. وانظر: عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني، 20/ 38. (7) الفوائد، 1/ 82 . سبحان الله والحمدالله والله اكبر ولا إله إلا الله |
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
اشكر مرورك اختي انفاس الليل ومشاركتك وفقك الله
|
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
غُفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه الشيخان شرح مفردات الحديث : إيماناً : المراد بالإيمان: الاعتقاد بفرضية صوم رمضان. احتساباً : الاحتساب هو طلب الأجر ورجاء الثواب من الله تعالى. اضاءات الحديث : 1). قوله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان) صيغة من صيغ العموم، فيعم كل من صام رمضان رجلاً أو امرأة. 2) قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري": المراد بالإيمان: الاعتقاد بفرضية صومه. وبالاحتساب: طلب الثواب من الله تعالى. وقال الخطابي: احتسابا أي: عزيمة، وهو أن يصومه على معنى الرغبة في ثوابه طيبة نفسه بذلك غير مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه . 3) قال الإمام النووي: معنى إيماناً: تصديقاً بأنه حق مقتصد فضيلته، ومعنى احتساباً، أنه يريد الله تعالى لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص . 4) . قوله: (غفر له ما تقدم من ذنبه) هذا هو جواب الشرط؛ فمن صام رمضان على الوجه المطلوب شرعاً مؤمناً بالله وبما فرضه الله عليه ومنه عبادة الصيام، ومحتسباً للثواب والأجر من الله، فإن المرجو من الله أن يغفر له ما تقدم من ذنوبه. 5) جاء في رواية عند أحمد زيادة: (غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. ولكن هذه الزيادة شاذة، كما قال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند: "رواه أحمد بإسنادين الأول حسن، والثاني مرسل ضعيف. ثم زيادة: "وما تأخر" شاذة تفرد بها حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو". 6) ذكر في الحديث أن الصيام يكفر الله به ما تقدم من الذنوب، فهل المقصود بتكفير الذنوب أنه يكفر الذنوب جميعاً صغائر وكبائر، أما الصغائر فقط؟، وكذلك بقية النصوص التي فيها الإشارة إلى مغفرة ما تقدم من الذنوب.. المعلوم من كلام أهل العلم: أنه لا تُكفَّر سوى الصغائر. وأما الكبائر فلابد لها من التوبة، وحكى ابن عبد البر في كتابه: "التمهيد" إجماع المسلمين على ذلك، واستدل عليه بأحاديث منها ماجاء في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان؛ مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر) تحياتي محمد محمود |
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
أشكر من قام بتثبيت هذا الموضوع كما اشكر استاذنا ابو عبدالله على طيب المرور
|
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
( ان الايمان ليخلق في جوف احدكم ..) الحديث عَنْ عَبْدِ الله بن عَمْرو بن العَاص رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"إِنَّ الإِيمَانَ لَيخلق فِي جَوْفِ أَحَدكُمْ كَمَا يَخلقُ الثَّوْبُ فَاسْأَلُوا الله أَنْ يُجَدِّدَ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ". الشرح هكذا جعل الله العبد المؤمن، لكي يظل في جهاد مستمر، قال بعض السلف : 'جاهدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت، فبلغت بعضهم فقال: طوبى له! أوقد استقامت؟ ما زلت أجاهدها ولم تستقم' بعد أربعين سنة! وهم في أفضل جيل وأفضل بيئة، فكيف بنا اليوم ونحن في عصر المغريات وفي عصر الشهوات؟! فمن أعظم أسباب قسوة القلب: طول الأمد عن ذكر الله، وعن تقوى الله، وعن مجالس وحلق الذكر والخير، وعدم التفكر في ملكوت السماوات والأرض وعدم التفكر في الموت، وقراءة القرآن وتدبره والعمل به، هي من أعظم ما يزيد الإيمان؛ لأن الإنسان إذا قرأ كتاب رب العالمين سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فإنه يجد فيه الشفاء والحق والمواعظ والحث على التفكر وعلى التدبر، ومع ذلك أيضاً يدعو الإنسان ربه عز وجل، فندعو الله أن يمنَّ علينا بالإيمان، وأن يمنَّ علينا بالهداية، وأن تلين قلوبنا لذكر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لا يخيب من دعاه. |
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
جزززززززاكم الله خير ... اشكر كل من أثرا الموضوع بوضع حديث مع شرحه
|
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
ما هو شرح الحديث الشريف الذي يقول فيه المصطفى عليه الصلاة والسلام : ( من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد). وجزاكم الله خيرا. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:</SPAN></SPAN> فإن الحديث المذكور حديث صحيح -كما قال الألباني وغيره- وهو في مسند الإمام أحمد وغيره بهذا اللفظ، وبعض ألفاظه في الصحيحين. ومعنى الحديث أن من قتل دفاعا عن ماله أو عن أهله أو في نصرة دين الله تعالى والذبِّ عنه بأي وسيلة، أو عن نفسه فهو شهيد له حكم الشهداء في ثواب الآخرة. جاء في تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي: (من قتل دون ماله ) أي عند دفعه من يريد أخذ ماله ظلما ( ومن قتل دون دمه ) أي في الدفع عن نفسه ( ومن قتل دون دينه ) أي في نصرة دين الله والذب عنه ( ومن قتل دون أهله ) أي في الدفع عن بضع حليلته أو قريبته ( فهو شهيد ) لأن المؤمن محترم ذاتا ودما وأهلا ومالا، فإذا أريد منه شيء من ذلك جاز له الدفع عنه، فإذا قتل بسببه فهو شهيد. اهـ وجاء في شرح مسلم للإمام النووي: باب دليل على أن من قصد أخذ مال غيره بغير حق كان القاصد مهدر الدم حقه، وإن قتل كان في النار، وأن من قتل دون ماله فهو شهيد؛ فيه: أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت ان جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: فلا تعطه مالك. قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: قاتله. قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: فأنت شهيد. قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: هو في النار. اهـ والله أعلم. |
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
عن معآذ بن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله سبحانه وتعالى على رؤوس الخلائق يوم القيامة )) الغيظ : هو الغضب الشديد ، والإنسان الغاضب هو الذي يتصور نفسه أنه قادر على أن ينفذ ؛ لأن من لا يستطيع لا يغضب ، ولكنه يحزن ، ولهذا يوصف الله بالغضب ولا يوصف بالحزن ؛ لأن الحزن نقص ، والغضب في محله كمال ؛ فإذا اغتاظ الإنسان من شخص وهو قادر على أن يفتك به ، ولكنه ترك ذلك ابتغاء وجه الله ، وصبر على ما حصل له من أسباب الغيظ ؛ فله هذا الثواب العظيم أنه يدعى على رؤوس الخلائق يوم القيامة ويخير من أي الحور شاء . |
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
الله يجزاك خير اختي ولاحرمك ربي الأجر وجعلها في ميزان حسناتك يآآرب
آلحـــــــــــــــــــــديث: عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي # العدوي رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه متفق على صحته . رواه إماما المحدثين : أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة الجعفي البخاري ، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري رضي الله عنهما في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة . الشرح لما كان هذا الباب في الإخلاص لله ، وأنه ينبغي أن تكون النية المخلصة لله في كل قول وفي كل فعل وعلى كل حال وذكر المؤلف من الآيات ما يتعلق بهذا المعنى ، ذكر رحمه الله من الأحاديث ما يتعلق به أيضاً ، وصدر هذا بحديث عمر بن الخطاب الذي قال فيه سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى هاتان الجملتان اختلف العلماء - رحمهم الله - فيهما ، فقال بعض العلماء إنهما جملتان بمعنى واحد ، وأن الجملة الثانية تأكيد للجملة الأولى . ولكن هذا ليس بصحيح وذلك لأن الأصل في الكلام أن يكون تأسيساً لا تأكيداً . ثم إنهما عند التأمل يتبين أن بينهما فرقاً عظيماً ، فالأولى سبب ، والثانية نتيجة . الأولى سبب يبين فيها النبي صلى الله عليه وسلم أن كل عمل لابد فيه من نية كل عمل يعمله الإنسان وهو عاقل مختار فلابد فيه من نية ولا يمكن لأي عاقل مختار أن يعمل عملاً إلا بنية . حتى قال بعض العلماء : لو كلفنا الله عملاً بلا نية لكان من تكليف ما لا يطاق وهذا صحيح ، كيف تعمل وأنت عاقل في عقلك وأنت مختار غير مكره عملاً بلا نية ؟ هذا مستحيل لأن العمل ناتج عن إرادة وقدرة ، والإرادة هي النية ، إذا فالجملة الأولى معناها أنه ما من عامل إلا وله نية ولكن النيات تختلف اختلافاً عظيما وتتباين تبايناً بعيداً كما بين السماء والأرض . من الناس من نيته في القمة في أعلى شيء ومن الناس من نيته في القمامة في أخس شيء وأدنى شيء . حتى إنك لترى الرجلين يعملان عملاً واحداً يتفقان في ابتدائه وانتهائه وفي أثنائه وفي الحركات والسكنات والأقوال والأفعال ، وبينهما كما بين السماء والأرض كل ذلك باختلاف النية . إذاً الأساس أنه : ما من عمل بلا نية . نتيجة قوله : وإنما لكل امرئ ما نوى إن نويت الله والدار الآخرة في أعمالك الشرعية حصل لك ذلك ، وإن نويت الدنيا فقد تحصل وقد لا تحصل . قال الله : من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ما قال عجلنا له ما يريد بل قال ما نشاء أي لا ما يشاء هو لمن نريد لا لكل إنسان فقيد المعجل والمعجل له . إذاًَ من الناس من يعطى ما يريد من الدنيا ومنهم من يعطى شيئاً منه ومنهم من لا يعطى شيئاً أبداً . هذا معنى قوله عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد أما ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً لابد أن يجني هذا العمل الذي أراد به وجه الله والدار الآخرة . وقوله : إنما الأعمال بالنيات . . إلخ هذه ميزان لكل عمل ، لكنه ميزان الباطن وقوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها : من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ميزان للأعمال الظاهرة . ولهذا قال أهل العلم : هذان # الحديثان يجمعان الدين كله ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً يطبق هذا الحديث عليه ، قال فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه الهجرة : أن ينتقل الإنسان من دار الكفر إلى دار الإسلام ، مثل أن يكون في أمريكا - وأمريكا دار كفر - فيسلم ولا يتمكن من إظهار دينه هناك ، فينتقل إلى البلاد الإسلامية هذه هي الهجرة . إذا هاجر الناس ، فهم يختلفون في الهجرة ، منهم من يهاجر ويدع بلده إلى الله ورسوله ، يعني إلى شريعة الله التي شرعها الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم هذا هو الذي ينال الخير ، وينال مقصوده ولهذا قال : فهجرته إلى الله ورسوله أي فقد أدرك ما نوى الثاني : هاجر لدنيا يصيبها ، مثلاً رجل يحب جمع المال فسمع أن في بلاد الإسلام مرتعاً خصباً لاكتساب الأموال فهاجر من بلد الكفر إلى بلد الإسلام فقط ، لا يقصد أن يستقيم على دينه ولا يهتم لدينه ، إنما همه المال . ثالثاً : رجل هاجر من بلد الكفر إلى بلد الإسلام يريد امرأة يتزوجها قيل له لا نزوجك إلى في بلاد الإسلام ولا تسافر بها إلى بلاد الكفر ، فهاجر من بلده إلى بلاد الإسلام من أجل المرأة . فمريد الدنيا ومريد المرأة لم يهاجر إلى الله ورسوله ، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : فهجرته إلى ما هاجر إليه وهنا قال : إلى ما هاجر إليه ولم يقل فهجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ، فلماذا ؟ قيل لطول الكلام ، فإذا قيل فهجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها طال الكلام وقيل بل لم ينص عليهما احتقاراً وإعراضاًَ عن ذكرهما لأنها نية فاسدة منحطة . وعلى كل حال فإن هذا الذي نوى بهجرته الدنيا أو المرأة لاشك أن نيته سافلة منحطة هابطة بخلاف الأول الذي هاجر إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم . أقسام الهجرة : الهجرة تكون للعمل ، وتكون للعامل ، وتكون للمكان . القسم الأول : هجرة المكان : فأن ينتقل الإنسان من مكان تكثر فيه المعاصي ويكثر فيه الفسوق وربما يكون بلد كفر إلى بلد لا يوجد فيه ذلك . وأعظمه الهجرة من بلد الكفر إلى بلد الإسلام ، وقد ذكر أهل العلم أنه تجب الهجرة من بلد الكفر إلى بلد الإسلام إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يظهر دينه . وأما إذا كان قادراً على إظهار دينه ولا يعارض إذا أقام شعائر الإسلام فإن الهجرة لا تجب عليه ولكنها تستحب ، وبناء على ذلك يكون السفر إلى بلد الكفر أعظم من البقاء فيه ، فإذا كان بلد الكفر الذي كان وطن الإنسان إذا لم يستطع إقامة دينه فيه وجب عليه مغادرته والهجرة منه . فكذلك إذا كان الإنسان من أهل الإسلام ومن بلاد المسلمين فإنه لا يجوز له أن يسافر إلى بلد الكفر لما في ذلك من الخطر على دينه وعلى أخلاقه ولما في ذلك من إضاعة ماله ولما في ذلك من تقوية اقتصاد الكفار ونحن مأمورون بأن نغيظ الكفار بكل ما نستطيع كما قال الله تبارك تعالى : يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين وقال تعالى : ولا يطئون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين فالكافر أياً كان ، سواء كان من النصارى أو من اليهود أو من الملحدين ، وسواء تسمى بالإسلام أو لم يتسم بالإسلام ، الكافر عدو لله ولكتابه ولرسوله وللمؤمنين جميعاً ، مهما تلبس بما يتلبس به فإنه عدو . فلا يجوز للإنسان أن يسافر إلى بلد الكفر إلا بشروط ثلاثة : الشرط الأول : أن يكون عنده علم يدفع به الشبهات ، لأن الكفار يوردون على المسلمين شبهاً في دينهم وفي رسولهم وفي كتابهم وفي أخلاقهم ، في كل شيء يوردون الشبهة ليبقى الإنسان شاكاً متذبذباً ، ومن المعلوم أن الإنسان إذا شك في الأمور التي يجب فيها اليقين فإنه لم يقم بالواجب ، فالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره يجب أن يكون يقيناً فإن شك الإنسان في شيء من ذلك فهو كافر . فالكفار يدخلون على المسلمين الشك حتى أن بعض زعمائهم صرح قائلاً : لا تحاولوا أن تخرجوا المسلم من دينه إلى دين النصارى ولكن يكفي أن تشككوه في دينه ، لأنكم إذا شككتموه في دينه سلبتموه الدين وهذا كاف . أنتم أخرجوه من هذه الحظيرة التي فيها العزة والغلبة والكرامة ويكفي ، أما أن تحاولوا أن تدخلوه في دين النصارى المبني على الضلال والسفاهة فهذا لا يمكن ، لأن النصارى ضالون كما جاء في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وإن كان فدين المسيح دين حق لكنه دين الحق في وقته قبل أن ينسخ برسالة النبي صلى الله عليه وسلم . الشرط الثاني : أن يكون عنده دين يحميه من الشهوات لأن الإنسان الذي ليس عنده دين إذا ذهب إلى بلاد الكفر انغمس لأنه يجد زهرة الدنيا هناك ، من خمر وزنى ولواط وغير ذلك . الشرط الثالث : أن يكون محتاجاً إلى ذلك مثل أن يكون مريضاً يحتاج إلى السفر إلى بلاد الكفر للاستشفاء ، أو يكون محتاجاً إلى علم لا يوجد في بلاد الإسلام تخصص فيه فيذهب إلى هناك أو يكون الإنسان محتاجاً إلى تجارة ، يذهب ويتجر ويرجع المهم أن يكون هناك حاجة ولهذا أرى أن الذين يسافرون إلى بلد الكفر من أجل السياحة فقط أرى أنهم آثمون ، وأن كل قرش يصرفونه لهذا السفر فإنه حرام عليهم وإضاعة لمالهم وسيحاسبون عنه يوم القيامة حين لا يجدون مكاناً يتفسحون فيه أو يتنزهون فيه . حين لا يجدون إلا أعمالهم لأن هؤلاء يضيعون أوقاتهم ويتلفون أموالهم ويفسدون أخلاقهم وكذلك ربما يكون معهم عوائلهم ، ومن عجب أن هؤلاء يذهبون إلى بلاد الكفر التي لا يسمع فيها صوت مؤذن ولا ذكر ذاكر وإنما يسمع فيها أبواق اليهود ونواقيس النصارى ثم يبقون فيها مدة هم وأهلوهم وبنوهم وبناتهم فيحصل في هذا شر كثير نسأل الله العافية والسلامة . وهذا من البلاء الذي يحل الله به النكبات والنكبات التي تأتينا والتي نحن الآن نعيشها كلها بسبب الذنوب والمعاصي ، كما قال الله : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير نحن غافلون في بلادنا كأن ربنا غافل عنا كأنه لا يعلم ، كأنه لا يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته . والناس يعصرون في هذه الحوادث ولكن قلوبهم قاسية والعياذ بالله وقد قال الله سبحانه : ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون أخذهم العذاب ونزل بهم ومع ذلك ما استكانوا إلى الله وما تضرعوا إليه بالدعاء وما خافوا من سطوته ، لكن قست القلوب نسأل الله العافية وماتت حتى أصبحت الحوادث المصيرية تمر على القلب وكأنها ماء بارد . نعوذ بالله من موت القلب وقسوته وإلا لو كان الناس في عقل وصحوة وفي قلوب حية ما ساروا على هذا الوضع الذي عليه نحن الآن مع أننا في وضع نعتبر أننا في حال حرب مدمرة مهلكة ، حرب غازات الأعصاب والجنود وغير ذلك ومع هذا لا تجد أحداً حرك ساكناً إلا أن يشاء الله . إن أناساً في هذه الظروف العصيبة ذهبوا بأهليهم يتنزهون في بلاد الكفر وفي بلاد الفسق وفي بلاد المجون والعياذ بالله . أقول مرة ثانية إن الهجرة من بلد الكفر الذي لا يستطيع أن يقيم الإنسان فيه دينه واجبة . والسفر إلى بلاد الكفر للدعوة يجوز إذا كان له أثر وتأثير هناك فإنه جائز لأنه سفر لمصلحة ، وبلاد الكفر كثير من عوامهم قد عمي عليهم الإسلام لا يدرون عن الإسلام شيئاً بل قد ضللوا وقيل لهم إن الإسلام دين وحشية وهمجية ورعاع ولا سيما إذا سمع الغرب هذه الحوادث التي جرت على يد أناس يقولون إنهم مسلمون سيقولون أين الإسلام ؟ هذه وحشية فينفرون من الإسلام بسبب المسلمين وأفعالهم ، نسأل الله أن يهدينا أجمعين . القسم الثاني : هجرة العمل ، وهي أن يهجر الإنسان ما نهاه الله عنه من المعاصي والفسوق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه فاهجر كل ما حرم الله عليك سواء كان مما يتعلق بحقوق الله أو مما يتعلق بحقوق عباد الله فتهجر السب والشتم والقتل والغش وأكل المال بالباطل وعقوق الوالدين وقطيعة الأرحام وكل شيء حرم الله تهجره ، حتى لو أن نفسك دعتك إلى هذا وألحت عليك فذكرها أن الله حرم ذلك حتى تهجره وتبعد عنه . القسم الثالث : هجرة العامل ، فالعامل قد تجب هجرته أحياناً ، قال أهل العلم : مثل الرجل المجاهر بالمعصية الذي لا يبالي بها فإنه يشرع هجره إذا كان في هجره فائدة ومصلحة . والمصلحة والفائدة أنه إذا هجر عرف قدر نفسه ورجع عن المعصية . ومثال ذلك : رجل معروف بالغش بالبيع والشراء فيهجره الناس فإذا هجروه تاب من هذا ورجع وندم ورجل ثان يتعامل بالربا فيهجره الناس ولا يسلمون عليه ولا يكلموه فإذا عرف هذا خجل من نفسه وعاد إلى صوابه . أما إذا كان الهجر لا يفيد ولا ينفع وهو من أجل معصية لا من أجل كفر لأن الكافر المرتد يهجر على كل حال - أفاد أم لم يفد - لكن صاحب المعصية التي دون الكفر إذا لم يكن في هجره مصلحة فإنه لا يحل هجره لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ومن المعلوم أن المعاصي التي دون الكفر عند أهل السنة والجماعة لا تخرج من الإيمان فيبقى النظر هل الهجر يفيد أم لا ، فإن أفاد فإنه يهجر ودليل ذلك قصة كعب بن مالك ، وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع رضي الله عنهم الذين تخلفوا عن غزوة تبوك فهجرهم النبي صلى الله عليه وسلم وأمر المسلمين بهجرهم لكنهم انتفعوا في ذلك انتفاعاً عظيماً ، ولجؤوا إلى الله وضاقت عليهم الأرض بما رحبت ، وضاقت عليهم أنفسهم وأيقنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه فتابوا وتاب الله عليهم . هذه أنواع الهجرة : هجرة المكان ، وهجرة العمل ، وهجرة العامل . |
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
الله يوفقكم
|
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
جزاك الله خيراً كثيراً ... أختي الفاضلة أم أحمد .. |
رد: حديث صحيح مع شرحه (شاركونا)
شكركم على المرور
|
الساعة الآن 02:39 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL