الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد - توطيين الفلسطينين بكردستان لطي صفحة قضية اللاجئين

أكدت مصادر عراقية وفلسطينية، بشكل متطابق، لوكالة "قدس برس"، أنّ هناك مساعٍ جدية تُبذل لفتح ملف توطين أعداد من اللاجئين الفلسطينيين في إقليم كردستان شمالي العراق، وأنّ اتصالات وزيارات جرت وستجري لهذا الغرض، حيث تحقق تقدّم في هذا الملف بعيداً عن الأضواء الإعلامية.

وطبقاًَ للمصادر التي تحدّث كل منها لـ"قدس برس" بشكل منفصل؛ فإنّ المخطط يأتي متماشياً مع مساعي إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإنهاء القضية الفلسطينية، عبر تسوية سياسة لها مصحوبة بمعالجة للقضايا العالقة والتي تعدّ قضية اللاجئين من أعقدها.

وألمحت المصادر إلى أنّ خيار كردستان العراق "موضوع الآن على جدول الأعمال"، وإن كانت قيادة السلطة الفلسطينية برام الله "لا ترغب في الحديث عن هذا الموضوع، نظراً لحساسيّته للجانبين الفلسطيني والعراقي على السواء"، حسب تعبيرها.

وطبقاً للتفاصيل التي أوردتها المصادر؛ فإنّ التوطين سيعتمد على إقامة "مشروعات جذب" إسكانية تُقام في كردستان العراق، مصحوبة بتسهيلات خاصة للاجئين الفلسطينيين الراغبين في الانتقال إليها. وبالمقابل؛ فإنّ الأوضاع الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في بعض دول المنطقة، وبالأخصّ منها العراق ذاته والمخيمات الحدودية الصحراوية بين العراق وسورية، تمثل "عامل طرد" باتجاه التسليم بفرص التوطين في المنطقة الكردية.

ومن أبرز المستهدفين بمساعي التوطين في إقليم كردستان هم فلسطينيو العراق واللاجئون في المخيمات الفلسطينية بلبنان، وكلاهما يعيش "ظروفاً قاسية ومزرية" تحرِّض على الهجرة، كما لاحظت المصادر، التي اعتبرت أنّ معالجة قضية اللاجئين ضمن مشروع التسوية الأمريكي القادم سيتوقف أساساً على تفكيك وجود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان باعتبارهم العقبة الكأداء والملف الأعقد، حسب وصفها.

واعتبرت المصادر أنّ القناعة التي تتأكد في دول المنطقة حالياً هي أنّ مشروعات التوطين قادمة مع خطة التسوية التي تعتزم إدارة أوباما طرحها، وبالتالي فإنّ "رهاب التوطين" يثير القلق في دول المنطقة ككلّ التي تشتمل على وجود فلسطيني، مثل لبنان والأردن والعراق ودول الخليج، وهذا ما يفسِّر الأنباء عن طرد فلسطينيين مقيمين في الخليج باتجاه ماليزيا بعد إنهاء إقاماتهم.

وعن كيفية معالجة التحفظات المفترضة في إقليم كردستان العراقي إزاء مشروع كهذا؛ أشارت المصادر إلى أنّ الاستثمارات الضخمة التي سيتم ضخّها في مشاريع الإسكان قد تغري المسؤولين في الإقليم الواقع شمالي العراق على التجاوب مع المخطط، علاوة على أنّ ذلك سيعزز من الطفرة الاقتصادية في المناطق الكردية، ويساهم في مشروعات التطوير العقاري الجارية هناك بالفعل.