الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد

من منّا لا يُخطيْ أو يُذنبْ؟

{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله}

من منّا لا يُخطيْ أو يُذنبْ؟

ومن منّا لا يُحبُّ أن يتوب ويتقبّل الله توبتهُ وأوبته؟

الحديث في باب التوبة رحب والكلام فيها مُتشعّب يأخذنا أحيانا الى بوابة الترغيب ويحيلنا في أحيان أخرى الى الترهيب

فمن لم تُغره الجنان بما ذُكر فيها أخافته الجحيم بما نُقل عنها وعلينا أن نُدرك ما ينتظر الأرواح بعد انتقالها الى العالم الآخر لنُهيّء لها المكان الذي نرتضيه لها فلا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت يبنيها

وأحاديث التوبة والحثّ عليها كثيرة تضيق عنها الصفحات والأشعار فيها كذلك

فعنه صلوات ربي وسلامه عليه-يا أيها الناس توبوا الى الله واستغفروه فإنّي أتوب اليه في اليوم مائة مرّة-وقال -إن الله يبسطُ يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها- وطلوع الشمس من مغربها يعني فوات أوان التوبة

وفي الحديث القدسي-يا عبادي إنّي حرّمتُ الظلم على نفسي وجعلته بينكم مُحرّما فلا تظالموا.يا عبادي كلُّكم ضالّ إلا من هديته فاستهدوني أهدكم.يا عبادي كلُّكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم.يا عبادي كلُكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسُكم.يا عبادي إنّكم تُخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم.يا عبادي إنّكم لن تبلغوا ضرّي فتضرّوني.ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني.يا عبادي لو أنّ أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أتقى قلب رجُل واحد منكم ما زاد ذلك في مُلكي شيئا.يا عبادي لو أنّ أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أفجر قلب واحد منكم ما نقص ذلك من مُلكي شيئا.يا عبادي لو أنّ أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيتُ كلّ واحد مسألتهُ ما نقص ذلك ممّا عندي إلا كما ينقصُ المخيط إذا دخل البحر.يا عبادي إنّما هي أعمالكم أحصيها لكم ثمّ أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله-

للشافعي

إن لله عـبـاداً فطـنـا
تركوا الدنيا وخافوا iiالفتنا
نظروا فيها فلما iiعلمـوا
أنها ليست لحي iiوطنـا

جعلوها لجـة iiواتخـذوا
صالح الأعمال فيها iiسفنا
وكيف يغفل عن التوبة من علم أنّ آخر الحياة موت
يقول الشاعر

وكيف يلذُّ العيش من كان موقنا
بأنّ المنايا بغتة ستُعاجله

فتسلبه مُلكا عظيما iiونخوة
وتُسكنهُ القبر الذي هو iiآهلُه
ومنها قول القائل
يا أيها الباني والناسي منيّتهُ
لا تأمُلنّ فإنّ الموت مكتوبُ

على الخلائق إن سُرّوا وإن فرحوا
فالموتُ حتف لذي الآمال منصوبُ

لا تبنينّ ديارا لست iiتسكُنها
وراجع النسك كيما يُغفر iiالحوبُ
وقول القائل يزجر نفسه
كفّي عن التعذال iiواللوم
واستيقضي من سنة النّوم
إنّي وإن تابعتُ في iiلذّتي
قلبي وعاصيتك في لومي
أرجو من إفضاله iiتوبة
تنقل من قوم الى iiقوم
ويقول الشاعر مناجيا ربّه
يا من يُجيبُ دعا المُضطر في الظُّلم
يا كاشف الضرّ والبلوى مع iiالسقم
قد نام وفدك حول البيت iiوانتبهوا
وأنت عينُك يا قيّومُ لم iiتنم
هبْ لي بجُودك فضل العفو عن جُرُمي
يا من إليه أشار الخلقُ في iiالحرم
إن كان عفوُك لا يُدركه ذو iiسرف
فمن يجودُ على العاصين iiبالكرم
ومن أقوال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه حين مرّت أمامه جنازة

من كان حين تصيب الشمس جبهتــــــه أو الغبار يخاف الشّين والشعثــــــا

ويألف الظلّ كي تبقى بشاشتـــــــــــــــه فسوف يسكن يوما راغما جدثــــــا

في قعر مظلمة غبراء موحشـــــــــــــــة يطيل في قعرها تحت الثرى اللبثـــا

تجهزي بجهاز تبلغيـــــــــــــــــــــــن به يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبــثا

وللشافعي أيضا

يا من يعانق دنيا لا بقـاء iiلهـا
يمسي ويصبح في دنياه iiسفـاراً

هلا تركت لذي الدنيـا iiمعانقـة
حتى تعانق في الفردوس iiأبكارا

إن كنت تبغى جنان الخلد تسكنها
فينبغي لك أن لا تأمـن النـارا
ولأبي نواس
فيا ليت أن الله يغفر ما iiمضى
ويأذن في توباتنا iiفنتوب

أقول إذا ضاقت عليّ iiمذاهبي
وحلّ بقلبي للهموم ندوب

لطول جناياتي وعظم iiخطيئتي
هلكت ومالي في المتاب iiنصيب

وأغرق في بحر المخافة iiتائها
وترجع نفسي تارة iiفتثوب

ويذهلني عفو الكريم عن الورى
فأحيا وأرجو عفوه iiفأنيب

فأخضع في قولي وأرغب سائلا
عسى كاشف البلوى عليّ iiيتوب
جعلنا الله جميعا ممّن يتوبون اليه سبحانه وتٌتقبّلٌ توباتهم