الشبكة العامة لقبائل الحويطات - المنبر الاعلامي و المرجع الرسمي المعتمد

•• لست ضد وقوف قناة الجزيرة إلى جوار الإخوان المسلمين وأنصارهم في مصر العربية أو غيرها.. وأن تتبنى قضيتهم.. وتوصل صوتهم إلى كل الناس.. فذلك شأن القناة.. ما دامت قد اختارت هذا الخط ومضت فيه ..

•• لكنني لست مع التزوير وتشويه الحقائق.. وتلفيق الوقائع والأحداث.. واستغفال المشاهد إلى هذه الدرجة وذلك الاستخفاف بعقول الناس.

•• فالإعلام الصادق لا يكذب ..

•• والإعلام المحترم لا يزور ولا يزيف ..

•• وإعلام الموقف لا يبتدع القصص.. ويلفق الحكايات.. ويفتعل المشاهد.. لأن ذلك ليس من خصائص المهنة الإعلامية الشريفة.. على الإطلاق ..

•• وما تعرضه القناة المذكورة هذه الأيام من صور.. وتقدمه من مشاهد تقول إنها حشود إخوانية كبيرة في مختلف المحافظات المصرية.. هو غير ما هو قائم وموجود ويراه الناس هناك مرأى العين.. ويسيء إلى الإخوان أنفسهم قبل غيرهم ..

•• نعم هناك مجموعات صغيرة ما زالت ماضية في هوجة التظاهر.. ورفض التسليم بالأمر الواقع.. سواء كانت هذه المجموعات تتحرك في إطار عمل منظم تقوده بعض العناصر القيادية في تنظيم الإخوان.. أو كانت تعكس اجتهادات شخصية أو تعبر عن مشاعر خاصة.. لكنها وفي كل الأحوال ليست بالصورة التي تقدمها الجزيرة وتحشد لها بعض المتحدثين الذين يتفقون معها في عدم الرضى عن الوضع المصري القائم.. وهي وهؤلاء المتحدثون أحرار في ما يقولونه ويعبرون عنه شريطة أن يكونوا أمناء في أداء رسالتهم الإعلامية حتى يحترمهم المشاهد ويتعاطف معهم أو يقبل ولو بعض ما يقولونه ..

•• وشيء آخر تحاول قناة الجزيرة أن تكرسه عند نقلها لما تعتبره عدوانا من السلطات المصرية على الأنفاق التي تربط بين غزة والأراضي المصرية.. وهي الأنفاق التي وجدت من أجل فك خناق إسرائيل على أبناء غزة ..

•• لكن الاستخدام السيئ والضار بالأمن القومي المصري لهذه الأنفاق اضطرهم إلى إغلاق بعضها للحد من تلك الأخطار التي باتت تهدد أراضي سيناء وأهالي سيناء.. ورجال القوات المسلحة المصرية في سيناء.

•• حملة الجزيرة الحالية هذه على مصر تتسق مع سياساتها التي كانت تدعم حكم الإخوان خلال العام الماضي.. وهي سياسة لم يعترض عليها أحد.. لكن عندما تفتقر إلى الحد الأدنى من المهنية والمصداقية فإنها تتحول إلى صوت للباطل..

•• ولحسن الحظ فإن المشاهد العربي لم يعد يأخذ بأسلوب هذه القناة وبطرحها الذي يثير الدهشة وربما الشك كذلك في حقيقة الأهداف الخطيرة التي تخدمها منذ تأسست.. ومضت تسعى في تنفيذها كأداة تفتيت خطيرة لأواصر أبناء الأمة العربية.. بدل أن تعمل على تنميتها.. والحفاظ عليها.. وذلك هو الأمر المؤسف للغاية.

***

ضمير مستتر:

•• عندما يموت الضمير المهني.. يكون التشويه هو الرائد والسائد..

د / هاشم عبده هاشم
عكاظ