أسياد و عبيد !
 

أعرف ناشطا متثقفا يرفع شعارات الإصلاح وحرية التعبير والتعددية وقبول الآخر، لكنه في مجالسه الخاصة «جدا» ما زال يتحسر على تحرير الرق وحظر العبودية، وعندما يتحدث عن الرقيق الذين كانوا تحت سيطرة أسرته، كان يبدو كما لو أنه يتكلم عن قطع الأثاث التي يحتويها منزله!

قد يكون الرق اختفى من حياتنا اليوم بشكل رسمي، لكنه ما زال يسكن عقول البعض، ومن يراقب كيف يتعامل هؤلاء مع العمالة التي تعمل لحسابهم وتعيش تحت أسقفهم وكيف ينظرون إليهم يدرك بأن نظرة العبودية ما زالت حية في بعض النفوس ولا يحول بينها وبين أن ينفجر دملها غير الواقع النظامي والاجتماعي!

بل إن بعض من ذاقوا أو ذاق أسلافهم مرارة الرق والعبودية، تملكتهم نفس الحالة في التعامل مع من يعملون لحسابهم، وهذا مؤشر على أن البعض منا يعاني من أسر ثقافة بشرية انقرضت في معظم المجتمعات وحان وقت التحرر نهائيا من تأثيرها الذهني!

اليوم تعلن وزارة العمل عن فتح المجال لاستقدام العمالة المنزلية من ١٥ دولة بما فيها «تشيلي» وتنشر الصحف تكاليف الاستقدام كما لو أنها أسعار المستقدمين، لكن المسألة ليست استقدام عمالة للقيام بالأعمال بالنيابة عنا كما كان يفعل الأسياد بالعبيد في زمن الرق، بل هي الحصول على المساعدة على قاعدة علاقة عمل تحكمها واجبات ومسؤوليات التعاقد!.

تذكر دائما أن كل من يعمل لحسابك، يعمل معك وليس عندك!.

خالد السليمان
عكاظ