![]() |
عبادة الاعتكاف
عباد الله إن من العبادات العظيمة في شهرنا هذا وفي عشرنا هذه الاعتكاف وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في هذه العشر والاعتكاف فيها له فضل عظيم فإن فيه إصابة سنة محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك فإن في الاعتكاف تفريغ القلب فإنه ترك الخلائق والتفرغ لعبادة الخالق وفي هذا الاعتكاف إحياء للسنة وقد قال الله تعالى وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ سورة البقرة:187 فيشرع في أي مسجد وأعظمه المسجد الحرام نسأل الله عز وجل أن يمكن المسلمين متى أرادوا في أي وقت وفي أي رمضان ومن أي مكان أن يعتكفوا في المسجد الأقصى عباد الله هذا الاعتكاف فيه الصلوات الخمس وهو مبكر إليها تلقائياً باعتكافه وكذلك فيه إدراك تكبيرة الإحرام دائماً لأنه متفرغ لذلك، وأيضاً فيه تلاوة القرآن داخل الصلاة وخارج الصلاة وفيه أيضاً التفكر والتدبر والتأمل وفيه محاسبة النفس والتفكير في عيوبها والتوبة وفيه التركيز للاستعداد ليوم الرحيل وإعداد العدة ولذلك يقلل الإنسان فيه من الزيادة في النوم أو الأكل أو مخالطة الناس وإذا حصل له رفيق يراجع معه القرآن فهو طيب وقد تدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن مع جبريل والاعتكاف كما قال بعض العلماء: ليس له مدة معينة فيشرع لأي مدة، وقال بعضهم: أقله ليلة من المغرب إلى الفجر وقال بعضهم أقله يوم وليلة أربعة وعشرين ساعة والمعتكف لا يخرج لزيارة مريض ولا لإتباع جنازة لأن المقصود حبس النفس داخل المسجد لطاعة الله تعالى وله أن يخرج لما لابد له منه كقضاء الحاجة وغسل الجنابة إذا احتلم مثلاً ومن طعام إذا لم يوجد من يجلبه له وليس من الاعتكاف أن ينقل جهاز المحمول بما فيه إلى المسجد والجوال بما فيه أيضاً وإنما يقتصر في استعمالها على ما لابد منه كتفقد الأهل في البيت ويشترط فيه أن لا يضيع عملاً ولا وظيفة لأنه يأخذ عليها أجراً وهي أمانة ولا يضيع أهله وأولاده والمرأة لابد أن تستأذن زوجها، ولا تضيع أولادها وأن يكون المكان مأموناً لها وكذلك أن لا تكون حائضاً ولا نفساء وهذا الاعتكاف إذا صار بنية صالحة استفاد منه الإنسان جداً وجدد إيمانه والنبي عليه الصلاة والسلام كان يفعله لإصابة ليلة القدر فإنه إذا اعتكف أصابها وإذا لم يتسن لك يا عبد الله إلا أن تعتكف مدة ولو قصرت فافعل ذلك وبعض الناس ينويه قبل دخوله لصلاة العشاء ويخرج للسحور مثلاً وهذا يصح عند بعض العلماء والإنسان لا يحرم نفسه من أي شيء من الأجر وكلما طال مكثه في المسجد فهو خير وبركة لأن النبي عليه الصلاة والسلام ذكر لنا حال الرجل المعلق قلبه بالمسجد وجعله من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله نسأل الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه أن يرزقنا إصابة ليلة القدر اللهم لا تحرمنا أجرها ولا تحرمنا فضلها ولا تحرمنا خيرها اللهم اكتب لنا فيها أوسع الحظ من الرزق والنصيب، بارك لنا فيما آتيتنا واجعلنا من أهل كتابك يا رحمن اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين اللهم لا تفرق هذا الجمع في هذا البيت المبارك إلا بذنب مغفور، وعمل مبرور وسعي متقبل مشكور يا رحيم يا غفور اللهم إنا نسألك أن تغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات يا سميع الدعوات اللهم اجعلنا ممن أصاب فضل رمضان، اللهم إنا نسألك أن تخرجنا منه كيوم ولدتنا أمهاتنا، اللهم إنا نسألك في ساعتنا هذه رحمة تلم بها شعثنا وتغني بها فقرنا وتجبر بها كسرنا وتقضي بها ديننا وتشفي بها مريضنا وترحم بها ميتنا وتهدي بها ضالنا يا رب العالمين يا سميع الدعاء يا رحيم يا غفور اللهم صل على نبيك محمد ما تعاقب الليل والنهار، اللهم صل على سيدنا محمد واجعله شفيعاً لنا يوم الدين لا تحرمنا شفاعته ولا تحرمنا الشرب من حوضه يا أرحم الراحمين ولا تحرمنا ملاقاته في جنات النعيم اللهم أحسن خاتمتنا، اللهم أحسن خاتمتنا، اللهم أحسن خاتمتنا وقنا خزي الدنيا وعذاب الآخرة أصلح نياتنا وذرياتنا وهب لنا من لدنك ذرية طيبة يا سميع الدعاء واجعلنا للمتقين إماماً واصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً واجعلنا ممن يدخل الجنة بلا حساب ولا عذاب وارزقنا الفردوس الأعلى يا أرحم الراحمين سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين |
الساعة الآن 02:20 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL