لنا أن نجاري ونجامل وزارة الصحة فنطمئن إلى تراجع عدد الإصابات بفيروس كورونا وأن نغض الطرف عن تلك البيانات المسجلة في موقع وزارة الصحة والتي تشير إلى أن عدد الإصابات بهذا الفيروس قد اقترب من الألف إصابة وأن عدد الوفيات يكاد يبلغ نصف عدد الذين تمت إصابتهم.
ولنا أن نعيد هذا التراجع في عدد الإصابات إلى ما تتخذه وزارة الصحة من إجراءات وما تقوم به من حملات توعية وأن نغض الطرف في الآن نفسه عن استمرار تعرض الممارسين الصحيين للإصابة بهذا الفيروس وفزع كثير من المواطنين من مراجعة المستشفيات خوفا منهم أو تصديقا لأخبار تختلط بالشائعات وشائعات تختلط بالأخبار عن أن أقسام الطوارئ في بعض المستشفيات باتت تشكل بؤرا للإصابة بالفيروس.
لنا أن نركن إلى الطمأنينة سائلين الله السلامة من كل داء غير أنه لا سبيل لنا، حتى وإن حاولنا، أن نسلم بأن التحذيرات التي تطلقها وزارة الصحة من مخالطة الإبل تقف وراء هذا التراجع في عدد الإصابات، ذلك أن مقتضى أن نصدق ذلك أن تكشف لنا وزارة الصحة عن عدد المصابين الذين انتقل إليهم هذا الفيروس من بين رعاة الإبل والمالكين لها والمفتونين بألبانها والمعايشين لها ليل نهار، وعن نسبة عدد هؤلاء إلى نسبة من تمت إصابتهم ممن لم يخالطوا بعيرا واحدا في حياتهم ولم يتذوقوا حليب ناقة واحدة تعلوه الرغوة طازجا وهم متكئون على كوم من التبن بقرب مراعي الإبل وتجمعاتها على هوامش كل مدينة من مدن المملكة.
لوزارة الصحة جهدها الذي لا يمكن التنكر له، ولها دورها في بث رسائل الطمأنة غير أن على وزارة الصحة أن تدرك أنها تخاطب مجتمعا عاقلا يحسن التفكير وأن تتيقن أن رسائل الطمأنة التي تفتقر إلى الدقة حينا والمصداقية حينا من شأنها أن تشوه الدور الذي تقوم به وزارة الصحة وأن تحول دون الطمأنة التي تهدف إلى بثها.
سعيد السريحي
عكاظ