في قراءة
عن سؤ الخلق لــ أ / احمد العبيدي
عَنْ أَبِي الدرداءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلَ في مِيزَانِ الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالى لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ .
,
,
حدَّثني أحدهم ذاتَ مرَّةٍ قائلاً:
كنا جلوساً في سهرةٍ صاخبة، لها وقعها على النفس،
ولها أثرها البالغ في المسامع،
ولها علاماتٌ و وشومٌ لا تُمحى من الأنظار،
راسخةً مسترسخةً في الذاكرة، لا تذهب ولا تتزحزح ..
قلتُ وماذا أيضاً؟
قال: يا صديقي لم أجدني أبلهاً مشدوهاً كذاك الليل،
فكلّما مرّت "صبية" من "صبايا الليلِ" وجدتني فاغراً فمي أتبعها،
ولا أدري وقتها لما كنت أتبعها!
هل لطولها الفارع، أم لخصرها الذي في الضيق قابع
أم لتمايعها اللعين، أو تثنيها، وتبخترها أمام الرجال اليافعين؟
لا أدري،
ولكن ما أعيه حقاً، هي أنها كانت "صبيّة ليلٍ" أو "فتاة هوى"
تمرُّ من أمامنا تلفت الأنظار (وتَتَمَتَّعْ) ..
وتستمعُ بشدهِ الأفواه،
ولكن إن حدثناها يا صديقي، تجاهلت، ثمَّ مضت
وفغرنا الأفواه، إعلاناً للـ( ...... )
قلتُ يا صديقي:
هل تدري أن صبية الليل تلك موجودةً بيننا،
في مكاتبنا في الشوارع والأسواق وفي كل مكان!!
قال: كيف؟
قلتُ:
ألم يحدث يوماً أن جذب أحدهم انتباهك عن قصدٍ ورغبة بأن تنظر إليه
ولو بداعي أن يبيعك شيئاً في السوق مثلاً، أو ليقدم لك عملاً في مكتبك مثلاً، أو بسيارته في الشارع مثلاً؟
قال: بلا، ولكن ما علاقة ذلك!
قلت تريث قليلاً يا رجل ..
ألم يحدث في إحدى المرّات أن حاولت بعد أن لَفَتَ انتباهك، أن تبتسم لأحدهم، أو ترد عليه، أو تشير بيدك إيماءاً بالسلام، أو لتبدأ بسؤاله أي سؤال؟
قال: بلااا ولكن أيضاً ماعلاقة كل هذا، فهذا أمر لطيف.
قلت: تريث،
وحينما حاولت فعلَ ذلك، ألم يحدث ولو لمرةٍ واحدة أن بادلك أحدهم ذلك بالتجاهل، أو الصدود، أو التنكِّر، أو التكبِّر؟
قال: بلااااااا، وإنه والله لفعلُ شرذمة قبيح، ودنيء منحطّ تافه.
وإنه ليحرق القلوب والأفئدة، ويدمي العيون والمسامع والألسنة.
ومع كل هذا لماذا تشبه بينهما؟
قلت: ياصديقي:
أما كان غرض الاثنين فقط جذب الأنظار؟
قال: بلا.
قلت: أولم نعرهم نفس الإهتمام؟
قال: بلا.
قلت: أو ما حصلنا على نفس التجاهل؟
قال: بلا والله.
قلت: ألم "نفغر" بعد الفعلتين بذات القهر؟
قال: والله لقد صدقت.
فما سيّء الخُلُقِ وبائعة الهوى أو "فتاة الليل" إلاّ توائِم.
,
,
ا اللهم انا نعوذ بك من سؤ الاخلاااق ..
,
تقديري
ضي ~
كـ بائعات الهوى ,
العرض العادي
