ما أجمل الأدب القرآني الذي تناول قصة المرأة التي أرادت فتنة شاب كان بمثابة مملوك عندها فما كان من الوصف القصصي لحالة مراودتها له ومحاولة استمالته إليها إلا أن أورد قوله تعالى(قالت : هيت لك ) ما أبلغها من عبارة ساقت في ثناياه معان غزيرة يعتمل فيها الفكر وتنفر النفس السوية من سلوك كهذا وتوقن الأفئدة أن الطريق الشرعي للحب هو الزواج ، والقبول النفسي المطمئن لتلك العلاقة بين الجنسين مرتبطا كامل الارتباط بمخافة الخالق والذي تجسد بعبارة ذلك الشاب اليافع(قال معاذ الله)أدب قرآني كريم نزيه يمنح درسا لكل معتبر.. لكل امرأة بأن طريق الشرع هو الأفضل..
و لكل شاب لا تتذرع بأن المرأة فتنة فها هو الشاب (يوسف عليه السلام) توفرت له جميع سبل الأمان ومع ذلك قال بعزة.. قال بكرامة.. قال بتقوى : (إنه ربي أحسن مثواي).
أين أنتَ وأين أنتِ يا من تبحثان عما يهوي بكما في المزالق ويجرفكما نحو بحر الضلال!
وقفة أدبية مع القصص القرآني الشريف:
كيف استطاعت هذه العبارات البليغة أن تمنحنا كل هذه الدروس وتنقل لنا تلك الصورة بعبارات نزيهة لا تجد فيها عبارة تنفر منها ولا عبارة تخجل من أن يقرأها ابنك أو ابنتك فالأدب القرآني منزل من رب عزيز حكيم أفلا نقتدي بهذا الأدب حينما ننبري بأقلامنا لأي ظاهرة نريد معالجتها؟
فالبلاغة مراعاة مقتضى الحال فكونك تعالج ظاهرة سيئة لابد لك من تخير أبلغ العبارات للتعبير عنها فعار على من يدعي معرفة الكتابة أن يأتي بعبارات ساقطة تنفر القارئ فلا يخرج من موضوعه بأكثر من حالة اشمئزاز من هذا الكاتب، وبدلا من أن ينفره من سلوك سيء إذا به يجرعه أسوأ السلوكيات بما أثار في نفسه من عبارات..
الأدب النزيه يحقق متعة فنية عظيمة لمتلقيه بما يثيره في نفسه من مشاعر موجهة لأطيب السلوكيات والساقط عكسه تماما.
فيا من أردت أن تجول بخواطرك في مواضيع اجتماعية أو ثقافية وتلبسها حلة الأدب فكن نزيه القلب أولا ثم لابد لك من معرفة قواعد اللغة التي ستسطر من خلالها أفكارك ثم الدراية الكاملة بفنون البلاغة والفصاحة فصحة التركيب وبراعة الأسلوب وحسن انتقاء الصورة الخيالية له دور كبير في إيصال فكرتك مع مراعاة مقتضى الحال فلكل مقام مقال ولكل موضوع شكله الذي يناسبه.
مع أطيب الأمنيات
حرف منسي
الأدب النزيه
العرض العادي
