أســــــــــــــــــــــــبوع الحمـــــــــــــــــــــــــــــير
إقناع حمار
خرج الحاكم مع بعض وزرائه متخفيا وسائقا سيارته بنفسه ليتفقدوا أحوال الرعيَّة . أشار عليه أحد الوزراء مُتَملقا بالبدء بالعاصمة فهي واجهة البلاد وصاحبة الأولوية لكن الحاكم أبى إلا أن يبدأ بالريف تلك المنطقة المنسيَّة , لم يعترض الوزراء .و في طريق عودتهم بعد أن رأى ما لا يُفرح و لا يسر , و في أحد الأزقَّة الضَيِّقة وإذا بحمار يتمدد في وسط الطريق , أطلق الحاكم آلة التنبيه ليوقظ الحمار إن كان نائما لكن الحمار رفع رأسه قليلا ثم أعادها كما كانت مُصِراً على موقفه وظلَّ ممددا . نظر الحاكم خلفه كي يتراجع لكنه تذكَّر أنها ستكون أول مرة في حياته و أمام مَنْ ? أمام حمار !! هذه ليست للحكام .
نظر حوله علَّه يجد مخرجاً لهذا المأزق , فلم يجد إلا إزاحة الحمار عن الطريق . أشار عليه وزير آخر بإعدامه فهم أصحاب خبرة مع المعارضين .
رد الحاكم : و هل تريد أن تُألب علينا جمعيات الرأفة بالحيوان و نوصم بالقتلة ?
إذاً ما العمل ؟ هذا الذي يحكم شعبا بأكمله و لم يعرف التنازل قط ...
أيعجز أمام حمار ?
طلب من أحد وزراءه أن يترجل و يحاول مع الحمار , لكنه فشل رغم كل الركل والضرب . طلب من الوزير الآخر أن يحاول فهو من الريف وهو الأجدر والأكفأ بالتعامل مع الحمير , لكنه فشل أيضاً .
و أمام فشل الوزراء وإصرار الحمار , رأى الحاكم أن لا بُدَّ من التدخل شخصياً فهذه العقدة لا يحلها إلا المحنكين وأصحاب الخبرة الطويلة أمثاله .
نزل الحاكم من السيارة وأسقط في أذن الحمار بعض الكلمات فإذا به ينهض ويفتح الطريق أمام الحاكم ومن معه ...
ازداد الوزراء إعجابا بالحاكم فهو المُلهَم الذي لا يُقْهَرْ .
نطقوا بصوت واحد : سيدي كيف استطعت إقناع الحمار ؟؟
رد الحاكم مزهوَّاً : أنا أتغلَّبُ على البشر أصحاب العقول , هل سأعجز أمام حمار ?
بالله يا سيدنا و ملهمنا ومنارة الضالين لشعبنا , ماذا قلت له ؟؟
قال الحاكم : هل ستقبلون ما قلت له بلا عصبية و بروح رياضية أو حقد على معشر الحمير ؟
نعم سيدنا علمنا بما تجود به علينا وكلنا آذانٌ صاغية .....
رد الحاكم بكل هدوء
قلت له إذا فتحت لنا الطريق , سأمنحك حقيبة وزير في التشكيلة الوزارية القادمة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!