المناهج وقضية (الخالق الواحد)

برلمان المجلس الأوروبي في فرنسا صوّت هذا الاسبوع على رفض نظرية الخلق (الخالق الواحد)والعياذ بالله وطالب البرلمانيون برفع نظرية الخلق من مناهج العلوم والتدريس بالمدارس لتعارضها مع حقوق الانسان والحقوق العلمية للمخترعين والمكتشفين! .. ويفلسف البرلمانيونذلك بأنه يوجد تعارض علمي مع نظرية الخالق لأن نظرية الخالق الواحد تنفي نظرية الخلق وتطور الانواع في الحياة والبيئة من خلال نظرية الارتقاء الطبيعي وان هذا خطر على حقوق الانسان وحقوق العلماء انطلاقا من ان للعلماء الحق في ان يضمنوا حقوقهم في المناهج العلمية وفي العلوم الحديثة..
هذا التقرير تناقله عدد من وسائل الإعلام السبت الماضي 6اكتوبر.

في البدء ان الله العلي القدير يتعالى عن ما حاولوا جعله ووصفه وان القرآن الكريم اشار الى آيات كثر تصفهم وتنعتهم بالنكران والجحود ومن المناسب جدا أن تتولى رابطة العالم الإسلامي والهيئات و(البرلمان) الإسلامي الرد على تصويت المجلس الاوروبي والذي سيزحف باتجاه إقرار هذه التوصية لتكون ملزمة لجميع الدول وتثبيته في جميع مناهج دول المجلس الاوروبي ومطالبة دول العالم بتعديل مناهجها حتى على حد قولهم لا (يحجر) على العلماء وتبقى قضية (الخالق الواحد) متروكة للعلماء لتحديدها حتى وإن كانت للمسلمين عقيدة بذلك تبقى هذه العقيدة تفسر من ضمن تفسيرات شعوب العالم.. رابطة العالم الإسلامي والهيئات الإسلامية والبرلمانات والجمعيات والمنظمات الإسلامية هي المسؤولة عن الرد والتوضيح والا فإن مناهج دول العالم الاسلامي ستطالبها اوروبا بالتغيير وترك (الخالق الواحد) قضية مطروحة للنقاش والمجادلة الفكرية والعلمية.

اوروبا دائما تضع سيفاً مسلطاً على رقاب دول العالم الإسلامي وتطاردها بسوط حقوق الانسان وكأننا كدول إسلامية من يخرق تلك الحقوق، ونعاقب دائما بقانون حقوق الانسان بينما تلتزم الصمت وتسكت اوروبا وأمريكا والغرب كله عندما نفتح حقوق الإنسان في ماضيها الاستعماري للعالمين العربي والإسلامي حتى الاعتذار عن ماضي الاستعمار ترفضه وتسكت عنه منذ زمن الاسكندر المقدوني في الألف الاول قبل ميلاد المسيح عليه السلام عندما غزا الاسكندر الشرق ودمر الممالك وأباد الشعوب ثم الدولة الرومانية والبيزنطية ثم الحروب الصليبية وايضا الاستعمار الحديث في القرن العشرين وقبل ذلك واخيرا الذبح والدمار والقتل في فلسطين والعراق وافغانستان كان الغرب هو المبادر فلماذا غابت حقوق الانسان عن مذابح الغرب التاريخية، والغرب في جميع سجلاته لا يتجه بالحروب الا شرقا وتحديدا للوطن العربي الحروب الصليبية وحروب الاستعمار واخيرا تحت ادعاءات محاربة التطرف يقترفون القتل والتنكيل والتدمير.

الغرب لا يرفع ورقة حقوق الانسان الا اذا كان الطرف المقابل مسلماً وعربياً عندها يستيقظ ضمير وحق الانسان وما عدا ذلك يغط الضمير الأوروبي في سبات ونوم عميق، تصويت البرلمانيين الأوروبيين في رفض الخالق الواحد تعالى الله عن أقوالهم مقدمة لأن تكون ضمن أجندة وملفات فرضه على المناهج في الدول الإسلامية وأحد مطالب مكافحة التطرف الدولية والمطالبة بتعديل المناهج وتهذيبها من التطرف و(الحجر) وحبس حرية العلماء في التعبير .. وقرار البرلمان في المجلس الأوروبي غير ملزم لكنه سيفعّل ويصل الى المناهج في اوروبا ثم يصبح قانوناً ملزماً على جميع المناهج الإسلامية والعربية، فلماذا لا تتحرك المنظمات الإسلامية دفاعاً عن معتقداتها وحقوقها في صياغة أفكارها وفقاً لمعتقداتها؟.
بقلم د . عبد العزيز جار الله الجار الله