قصة هداية

هذه قصة حقيقة معاصرة استوقفتني كثيرا عندما سمعتها
وهي لأحد الإخوة المهتدين من الأمريكان
و هاكم البيان

المقدم : دعنا نتحدث عن قصتك
أنا واثق من أن الناس متحمسون
لسماع قصة اعتناقك الإسلام
حدثنا عن ذلك
حدثنا عن تجاربك الدينية السابقة
وما الذي قادك إلى الإسلام؟


الدكتور براون : حسناً , في الواقع
هذا الموضوع فيه نوع طرفة بالنسبة لي
لأن معظم الناس يظنون
أنني كنت مسيحياً قبل أن أصبح مسلماً
و على أن أصحح لهم وأقول : لا لم أكن مسيحياً
لقد بذلت أقصى جهدي لأكون مسيحياً
حاولت لسنوات عديدة أن أكون مسيحياً و بطرق متعددة ولكن أي منها لم يصلح معي
أتلقى العديد من نظرات الاستغراب عندما أقول ذلك
و خلاصة القول
أن ما حدث معى أني بدأت أبحث عن الدين
منذ حوالي تسعة عشر عاماً


كانت لي ابنة
ولدت بمرض قلبي يدعى : (تضيق برزخ الأبهر)


وهذا مرض قاتل بمعنى أن الطفل الذي يولد بهذا المرض يموت في أغلب الأحيان


ثم إنه يموت بطريقة سيئة


بمعنى أنهم يقومون بعمل عملية جراحية في القلب , و بعد سنوات قليلة يقومون بتكرار العملية


وبعد بضع سنوات أخرى يقومون بتكررها



ومع نمو الطفل , يجب زيادة حجم (النسيج الصناعي)


وفي نهاية المطاف يموت الطفل ولأول مرة في حياتي عندما علمت بحالة ابنتي
شعرت بالعجز وفقدان السيطرة


لم أستطع فعل أي شئ حيال هذا الموقف


كل المشاكل التي واجهتني
في حياتي من قبل كنت أعالجها بمفردي


إذا كنت في حاجة لمزيد من المال , أعمل أكثر


إذا احتجت تصليح شئ ما , أبحث
عن من يصلحها أو أصلحها بنفسي ... إلخ إلخ


بالتأكيد أنتم تفهمون ما أعني


عندما ولدت هذه الطفلة وكان اسمها هيلين


ذهبت مباشرة إلى وحدة العناية المركزة


جسدها من هنا منطقة الصدر و إلى أسفل
كان لونه أزرق رمادي قاتم



وذلك لأن جسدها لم يكن يحصل على الأكسجين


كان جسدها يتضور جوعا للأكسجين أمام أعننا


وذلك الجزء من جسدها كان يموت
عندما رأيت ذلك , كما قلت من قبل


كانت هذه المرة الأولى في حياتي
التي شعرت بالحاجة لقوة خارقة عظيمة


كنت ملحداً إلى ذلك الحين



نشأت في عائلة تنتمي لطائفة الكويكرز
(وهي إحدى الطوائف البروتستانتية)


ولكن ما كانوا يمارسون الديانة
وما كنت آخذ على نفسي أي ديانة
الشاهد , كان على أن أترك غرفة العناية المركزة


حيث جاء فريق من الأطباء والمتخصصين


وأثناء قيامهم بأعمالهم
ذهبت إلى حجرة الصلاة
ولأول مرة في حياتي أصلي


ولكنها كانت صلاة الملحدين النموذجية والتي تدعى صلاة الشكاك



و صلاة الشكاك هذه تمضي على هذا النحو :
يا إلهي (إذا كان ثمة إله) احفظ روحي (إذا كان لدي روح)
هذه هي صلاة الشكاك
غالب الملحدين عندما يصلون , يصلون بهذه الطريقة



يقولون : يا إلهي (إن كنت موجود..)


ذلك لأنهم غير متأكدين
وهكذا كانت صلاتي



قلت : يا الله إن كنت موجوداً - (أنا لا أعلم هل أنت موجود أم لا)- لكن إن كنت موجوداً
فإني احتاج إلى عونك


وأخذت على نفسي عهدا لله في ذلك اليوم


عاهدت الله تعالى أنه إذا أنقذ حياة ابنتي


وأرشدني إلى الدين
الذي يحبه ويرضاه , فسأتبع هذا الدين


هكذا كان العهد ببساطة


انتظرت بعد ذلك مدة خمسة عشر أو عشرين دقيقة


وعندما عدت إلى وحدة العناية المركزة



وكانت ابنتي على الجانب الأخر
من وحدة العناية المركزة


حينما دخلت ونظرت من خلال الغرفة


وجدت الأطباء وقد رفعوا أعينهم من على ابنتي


وكان بإمكاني أن أرى أن هناك شئ قد تغير


كانت على وجوههم
علامات الإندهاش , كأنهم لا يفهمون ماذا يحدث !


وعندما اقتربت منهم
أخبروني ببساطة أنها ستكون بخير
وأنها لن تموت


لقد عادت طفلة طبيعية تماما
عادت بكامل صحتها

لم تعد تحتاج لعملية جراحية أو لعلاج


لقد انقلب حالها تماما



وهنالك شئ , لقد أخذنا لها
رسم قلب قبل ذلك ثم أخذنا رسم قلب بعد ذلك


من قبل كان لديها ما حدثتكم عنه



أما بعد ذلك
فقد ذهب ما بها تماما



أذكر أن الأطباء ألمحوا إلى بعض تفسيرات
في محاولة لجعل الأمر معقولا بالنسبة لي و بالنسبة لهم


أظن أنهم وضعوا تفسيراتهم


ولكني أتذكر حينما كنت
واقفا أنظر إليهم وأحدث نفسي قائلا :


ربما تصلح هذه التفسيرات معكم ولكنها لا تصلح معي


أعنى أني دعوت الله عز وجل


وعلى الآن أن أقر بأن الله تعالى قد مد يد العون لي


لقد استجاب الله دعائي والآن جاء دوري لأوفي بعهدي


وهكذا بدأت رحلة البحث عن الدين
ظننت أني سأجد الحق في المسيحية


درست اليهودية أولا
ومن ثم قادني ذلك لدراسة المسيحية


ظننت أني سأجد الحق فيها
لسنوات وسنوات حاولت إقناع
نفسي بالمسيحية وأن أصبح مسيحيا


أعني , لقد ذهبت إلى عدة طوائف
كـ : مجيئو اليوم السابع , المورمون , الكويكرز



... المعمدانية الجنوبية , الكاثوليكية , الأرثوذكسية اليونانية


لا أدري تحديداً كم هي عدد الطوائف التي ذهبت إليها


في محاولة للبحث عن الحقيقة في المسيحية


وكنت أواجه نفس الشئ في كل مرة


حيث كانت تعجبني بعض الأشياء
ولكني أواجه مشاكل في قبول أشياء أخرى


وعندما آتي لأمور الاعتقاد


أتحدث مع القساوسة وأتساءل : كيف تفسر هذه؟
فلا يستطيعون تفسيرها


و كيف تفسر تلك ؟ أيضا لا يستطعون تفسير تلك


وماذا عن هذه ؟ ...فيكتفون بهز أكتافهم


فما يكون على إلا أن أقول
حسناً , شكرا على أية حال , ثم أنتقل إلى طائفة أخرى


واستمر بي الحال هكذا
حتى وجدت جميع أسئلتي مجاب عليها في الإسلام


كان هذا حالي
حتى وجدت الإسلام ودخلت الطمأنينة قلبي


وأدركت أنه الدين الذي تتجمع فيه كل قطع الأحجية
-----------

ملتقى اهل الحديث