قلق دائم يطارد الأهالي ويرعبهم، خصوصا عائلات اللاعبين، كلما لاح في الأفق أن أبنهم لاعب النادي أو المنتخب سيشارك في استحقاق خارج مدينتهم المفضلة، بسبب ما يتردد في القنوات الفضائية عن
كوارث الطيران خصوصا البرامج الوثائقية التي وثقت القصص بالصورة والصوت لأكثر من مصيبة في هذا المجال خصوصا فيما يتعلق بالرياضة والأحداث كثر فهي الشاهد على تلك الكوارث.فكم من أم أو زوجة أو حبيبة ودعت حبيبها اللاعب قبيل ساعات من إقلاع الطائرة والدمعة تنهل والكف تلوح في الأفق مودعة على أمل اللقاء بعد الاستحقاق الذي يساهم اللاعب في جلب الانتصار لتلقي دمعة الفرح من جديد، ولكن الخوف والقلق عندما تتضارب الأنباء وتتناقل وسائل الإعلام كافة خبر سيء أعترى تلك الرحلة فيدب القلق عند الجميع وربما ينهار الأب والأم والزوجة والحبيبة.والقصص على تلك الكوارث لا تعد ولا تحصى، خصوصا وان التنقلات السريعة لا تكون إلا بواسطة الطيران والذي بات لغة السرعة وضرورة من ضرورات الحياة وإقامة البطولات والاستحقاقات بأنواعها كافة.
ولعل ناس كثر باتوا اكثر تشاؤما في الاستحقاق العالمي في نسخته المقبلة والتي ستدار رحاه في القارة السوداء جنوب أفريقيا، خصوصا وان هناك مخاطر كثر تداهم هذا البلد من جوانب عدة تتعلق بالأمن وجودة الملاعب التي ستدار عليها رحى المباريات.
وهناك من يخشى أزمة مطارات البلد المستضيف بسبب تزايد عدد القادمين من الجماهير والسياح واللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية وغيرهم.متعة الطيران باتت مرهونة بمخاطر كثر وقلق لا يهدأ حتى تحط الطائرة قواعدها سالمة.
وتسعى شركات طيران عدة إلى تكثيف أعمال الصيانة على رغم ارتفاع الأسعار الذي أجتاح العالم كافة، في سبيل خدمة جيدة للزبون في ظل تنافس شركات أخرى كثفت إعلاناتها في سبيل استقطاب أكبر شريحة ممكنة.
وعلى رغم أن الكارثة واحدة ولكنها تتفاقم عند أصحاب المشاريع عندما يكون الضحايا من المشاهير وتبقى الذكرى الحزينة خالدة في الأنفس، إلا أنها تفخر في أيام الرخى والأنس بنقل المشاهير والتقاط الصور التذكارية والدعائية.
تحرص خطوط الطيران في الخليج على أن تعتلي الصدارة في خدماتها، من خلال تيسير رحلات طيران آمنة إلى البلدان التي تستضيف البطولات والاستحقاقات.
على رغم أن شركات أخرى عدة لم تستثمر وجود المشاهير على متنها أمثال لاعبي الأندية والمنتخبات الشهيرة ولم تمكن نفسها من التقاط الصور مثل ما فعلتها شركة رويال عندما أقلت فريق الجزيرة الإماراتي إلى طهران فقبيل انطلاق الرحلة حرص كابتن الطائرة ومساعده والمضيفات والمضيفين على التقاط صورة جماعية أمام الطائرة التي ستقلهم من المطار في بادرة جيدة تجسد التعاون ومنها زرع الثقة والطمأنينة في نفوس اللاعبين وأهاليهم.
ولعل ناس كثر باتوا يودعون أهاليهم خشية أن لا يعودوا من سفرهم بسبب كارثة طيران لا قدر الله، خصوصا وأن القصص تجول بخواطرهم مع بداية إقلاع الطائرة.
ولعلنا هنا نستذكر بعض أبطال الرياضة الذين راحوا ضحية تلك الكوارث المأساوية، هذا الملف المغلف بالهاجس المخيف والمحزن سيظل مفتوحا ما دامت هذه التقنية العجيبة تحلق في الفضاء.
في عام 1993 كانت الكارثة التي أبكت الأمهات الزامبيات كافة وخرجن يبكين ويمزقنا ملابسهن المتهالكات فسقطت دمعة العالم عندما سقطت طائرة في 28 نيسان من العام نفسه تقل أعضاء وإداريي منتخب زامبيا المشارك في تصفيات كاس العالم 94 أثناء عودتهم من جزر موريشيوس لخوض مباراة ودية استعدادا لتصفيات مجموعتها التي كانت تضم السنغال والمغرب وقتل في الحادث 30 شخصا بينهم 18 لاعب و5 مسؤلين، وكان للسنغال لاعبين بارزين في أوروبا لم يكونوا على متن الطائرة ومنهم كالوشيا بواليا محترف في فريق ايندهوفن الهولندي وكان يلعب مع ناديه يوم الحادثة المشئومة وكذلك موسيدنا الذي يلعب لا اندرلخت البلجيكي وجوهانشتون بواليا بنادي بول السويسري والذي كان مقررا سفرهم بمفردهم للالتحاق بالمنتخب.
وتظل من كوارث الطيران الأشهر التي لا زال الناس والإعلام يداولها بين فينة وأخرى، كانت في عام 1958 عندما وقعت الطائرة التي تقل الجهازين الفني والإداري ولاعبي مانشستر يونايتد بعد مباراة الفريق أمام فريق رد ستار اليوغسلافي في الاستحقاق الأوروبي أبطال الدوري الأوربي وانتهت المباراة بالتعادل الايجابي 3-3 لكن الرحلة والكارثة لم تعترف بالتعادل فقتلت الكارثة الفرحة التي كانت تجوب الطائرة وهي تحلق في الأفق بين السحاب، فجأة أصاب الطائرة خلل ولم يعد كابتن الطائرة السيطرة عليها مثلما يكون حال كابتن فريق ما لا يستطيع أن يسيطر على نصف لاعبي فريقه يتشاجرون مع لاعبي الخصم أو بعض الجماهير، وسقطت فرحة اللاعبين مع بداية سقوط الطائرة في الثلوج، وقتل 28 لاعبا وإداريا ومنهم 8 من أشهر لاعبي مانشستر بينما كتب الله الحياة لـ 20 شخصا من بينهم اللعب الشهير بوبي شارلتون الذي طارده الحلم المزعج كثيرا أين ما حل ورحل.
وكارثة قبل تلك ومأساة موجعة عندما سقطت الطائرة التي كانت تقل أفراد فريق تورينو الايطالي ولا زالت عالقة في الأذهان والتي راح ضحيتها 28 لاعبا.
ولم يتوقف مسلسل الكوارث بهذه الفاجعة في 1960 لقي 8 من أبرز نجوم المنتخب الدنمركي مصرعهم أثناء رحلة لهم من مدينة كاستروب الدنمركية. وفي عام1966 سقطت طائرة تقل أفراد لمنتخب شيلي للهواة وقتل أفراد المنتخب كافة.
الأحزان تتابعت والأمهات لازلن ينحن بأصواتهن ويتباكن وهذا المشهد عاد ليتكرر في عام1969 عندما سقطت طائرة تقل لاعبي ومسئولي نادي داستروتفسن أشهر الأندية البوليفية قتل في الحادث19 لاعبا وإداريا.
ولأن كوارث الطائرات لا يعترف بالقارات والمسميات والأكبر والأصغر أو القوة والضعف ذكرى مؤلمة يتذكرها أهالي إقليم أوزباكستان أحد أهم أجزاء الاتحاد الروسي قبل تفككه وكان عام 1979 هو نذير سقوط لأحدى أقوى دولتين في العالم آنذاك فسقطت الطائرة كما سقط نظام الاتحاد السوفيتي، إذ لقي أفراد فريق باختاكور الروسي سابقا، الأوزباكستاني حاليا مصرعهم عندما اصطدمت الطائرة التي كان يستقلونها بطائرة أخرى في سماء مدينة طاشقند.
وفي 1987 سقطت طائرة تقل فريق اليانزا احد أقوى أندية البيرو ولقي 43 شخصا مصرعهم من بينهم 17 لاعبا و4 مدربين و3 حكام في فاجعة هزت البيرو.
ولم يسعف الوقت قائد طائرة تابعه للخطوط الجوية السورينامية في بارامابيو أن يحط بطائرته في مطار بلاده قادما من أمستردام فحلت الكارثة في 1989وتوفي 174 شخصا على متنها من بينهم 43 لاعب كرة قدم هولندي من أصل سورينام .
منقول