بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ليس بعجيب ان يغضب أستاذ على تلميذه لانه خالفه.
العجيب حقًّا عندما تجد أستاذًا يغضب على تلميذه، لا لأنَّه خالفه، بل لأنَّه لم يخالفه قطُّ؛ فقد ذكر ابن خلكان - رحمه الله تعالى - في وفياته: أنَّ بعض الفقهاء حَكى له أنَّه سأل الشيخ كمال الدِّين عن الأثير ومنزلته في العلوم، فقال: ما أعلم، فقال: وكيف هذا يا مولانا، وهو في خِدمتك منذ سنين عديدة، ويشتغل عليك؟ فقال: لأنِّي مهما قلتُ له، تلقَّاه بالقَبول، وقال: نعم يا مولانا، فما جاذبني في مبحثٍ قطُّ حتى أعلمَ حقيقة فضله.
وممَّا يُذكر في هذا الصَّدد أنَّ على الآباء أن يسمحوا لأبنائهم بقدرٍ من المخالفة المهذَّبة؛ حتى تنشأ عندَ الطفل الشخصيةُ الواثقة، بدلاً من تنشئتِهم على التبعيَّة والاضطراب والاهتزاز.
ولقد تنبَّه فقهاؤنا -رحمهم الله تعالى - إلى ذلك:
فها هو إمام المالكيَّة الكبير، وفقيه المغرب سحنون بن سعيد التنُّوخي القيروانيُّ - رحمه الله تعالى - كان يسمح لابنه بأن يناظرَه:
فقد ذَكَر الذهبيُّ - رحمه الله تعالى - في السِّير في ترجمة ابن سحنون أنَّه كان يناظر أباه، فكانت النتيجة لذلك - بعد فضل الله تعالى - أن صار ابنه - كما يقول الذهبيُّ - محدِّثًا بصيرًا بالآثار، واسعَ العِلم، متحريًا متقنًا، علاَّمة كبيرَ القدر.
فحري بنا اخواني أخواتي ان نتنبه لهذا الأمر ,وفقني الله واياكم لخير الدين والدنيا والأخرة
تقبلوا تحياتي
وتعظم في عين الصغير صغارها.......وتصغر في عين العظيم العظائم