الترويح عن النفس في الإسلام ..

جبل الخالق سبحانه وتعالى النفوس على حب المرح والانبساط والنفور من الغلظة والصرامة .. لذا فإنه ومع ما عرف عنه من جد كان يلاطف أصحابه ويمزح حتى مع الصغار ..





روى أنس أن رجلاً من أهل البادية اسمه زهيراً و كان رجلاً دميماً فأتاه الرسول يوماً وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره فقال : أرسلني من هذا ؟ فالتفت فعرف النبي فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي حين عرفه .. فجعل النبي يقول : " من يشتري هذا العبد ؟ فقال : يا رسول الله إذاً تجدني كاسداً .. فقال : لكن عند الله لست بكاسد " .

وكان يمازح خادمه أنساً ويقول له : يا ذا الأذنين .. وها هو عبد الله بن الحارث يقول : ما رأيت رجلاً أكثر مزحاً من الرسول .

وقد اهتم بالسباق ومارسه فقد روي عن عائشة أنها قالت: خرجت مع النبي في بعض أسفاره وأنا لم أحمل اللحم فقال للناس : تقدموا فتقدموا .. ثم قال : تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقته فسكت حتى إذا حملت اللحم .. فسابقته فسبقني وجعل يضحك ويقول هذه بتلك ..وكان صحابته يتسابقون أمامه بغير رهان .. وقد سابق بين الخيل وسابق كذلك بين الإبل ..
ومما يدل على عنايته بالتربية الجسمية وإجادة فنون القتال أنه منع شابين من الخروج في أحد لصغرهما في السن وهما سمرة بن جندب ورافع بن خديج فقيل له : إن رافعاً يجيد الرمي فأذن له .. ثم قيل له : إن سمرة يصرع رافعاً فأذن له كذلك .

وكان عروة بن الزبير يقول لأبنائه : يا بني العبوا فإن المروءة لا تكون إلا بعد اللعب ..
وقال الحجاج لمربي ولده : علم ولدي السباحة قبل الكتابة فإنهم يصيبون من يكتب عنهم ولا يصيبون من يسبح عنهم .

وهكذا نجد أن الإسلام يهدف إلى تنمية الشخصية الإسلامية تنمية متكاملة في شتى الجوانب فلا يعلي من شأن جانب على حساب الآخر كما في كثير من النظم التربوية البعيدة عن الهدي الإسلامي ..