الأخ العزيز زائر الليل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لقد أعجبنى كلامك وغيرتك على سيدنا وحبيبنا والرحمة المهداة وشفيعنا يوم القيامة ولكن أنا راجعت الجزء الأخير من مقال الرجل ووجدت أنه كما قلت يميل إلى نفى أمية النبى من ناحية القراءة والكتابة ولا أتمنى أن يكون بين المسلمين من يقول بهذا وإلا فالحكم عليه بالخروج لإنكاره آيات من القرآن ولكن سيدى علمنى حتى مع المنافقين كان رحيما وقد قال له ربنا العظيم فى القرآن استغفر لهم أو لا تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ولكن نبينا الرحمة كان أشد حرصا على ألا يدخل إنسان النار هذه واحدة أحب أن أوضحها لكم حتى تعرفون أنى لال أقصد الإتفاق معه فى كل ما قال ولكن لابد أن يناقش الرجل هل هو يعنى إسقاط أمية النبى من ناحية القراءة والكتابة أم لا.
أما فى قولك أن الأجر والأجران فهما قاصران على الفتوى فقط فالله يبدل السيئات حسنات للتائب ويضاغف لمن يشاء ومن ناحية أخرى أريد أن أنعطف معك فى منحى أخر فالله يقول لإنا أنزلناه قرآن عربيا (أى ليس أعجمى) فهل العرب أدرى من الله باللغة بالطبع لا ولذلك فكل ما ورد فى القرآن من كلمات هى عربية وإن لم يكن يعرفها العرب لنص الأية
ولذلك فكلمة أمى غير كلمة اممى وقد قال الله فى كل خلقه إن هم إلا أمم أمثالكم ولكن السؤال لحضرتكم هل هناك فى كوكبنا هذا خاصة بعد بعثة رسولنا الكريم أمة غير أمته (إيمانيا) يمكن أن ينتسب اليها احد ( أقول لكم لا لأن كل الناس يجب أن تتبع النبى الأكرم) أما من سبق فى عهد الأنبياء السابقين وماتوا قبل بعثته صلى الله عليه وسلم ،نتهت حياتهم ,اصبحو أمم قد خلت أى أنه لا توجد إلا أمة واحده كما ذكر الله فى القرآن " إنما أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون" والسؤال إذا كان للمؤمنين أمة واحدة وسيدنا محمد رأسها فكيف يطلق على الواحد منها "أمى" نسبة لأمه واحدة لا وزن لغيرها من الأمم عند الله بعد الإسلام أم "أممى" لتعدد الأمم ومعنى ذلك الأعتراف بها كياناومنهجا. ولى تعليق أخر على كلامك بسؤال هل وقف معنى الآيات عند تفسير العلماء الأوائل أم أتسعت الآيات لتستوعب كل ماجاء من اكتشافات علمية وحقائق وصدق الله حين قال "سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" .
أخانا الحبيب إن القرآن نهر فياض الى يوم القيامة ومتسع ليشمل كل ما سبق وكل ماهو أت حتى يرث الله الأرض ومن عليها وما فرّق الأمة إلا التحيز للرأى الذى نقتنع به دون مناقشة الرأى الأخر وتحضرنى قصة نقاش مع فتاة سعودية فقالت نحن حنابلة فكان ردى عليها أن كل أصحاب المذاهب رحمهم الله قد حدد مذهبا طبقا للكتاب والسنة وإننى ما اراهم إلا أنهم قد أقاموا جدرانا لبيت الإسلام من أحد وقف فى أى مكان داخل الا وهو على خير مادام داخل هذه الجدران ولم يخرج منها ولكن انكار الآخر يفرق ولا يجمع.
وفقنا الله واياكم لما فيه الخير وصلى اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه