لطالما طالعتنا الصحف الإلكترونية ووسائل الإعلام المفتوح عامة، من وقت لآخر، بأخبار مزعجة جداً عن تعرُّض مواطنين سعوديين في بعض الدول العربية ـ كما في "الأردن الشقيق" ـ لاعتداءات مختلفة النوع والطريقة، ما بين سكب مادة حارقة على عائلة وتكسير زجاج سيارات وطعن طلاب، ذنبهم هو اختيار الدراسة هناك، وغيرها من المضايقات التي تبدأ من المنافذ البرية حتى دخول العواصم هناك، هذا بخلاف ما يتعرض له "السعودي" في الخفاء دون نشر وتسليط إعلامي خلال سفره، سواء للعلاج أو التعليم أو السياحة..!!
والسؤال: لماذا السعودي تحديداً يتعرض دوماً للأذى في البلدان العربية والنظرة العدوانية والتعدي على الممتلكات وغرس السكين في الظهر، وهدر المزيد من ساعات الانتظار الطويلة في المنافذ الحدودية البرية والجوية و التجهم و سوء التعامل ؟.. ولماذا أيضاً السعودي في الدول العربية على وجه التحديد يكون عرضه للاستغلال والغش والابتزاز وهدر المال، في ظل غياب الحماية القانونية الكافية من الملحقيات وسفارات بلاده في الخارج..؟!!
من حيث المساحة والسكان لا يتجاوز عدد سكان الأردن على سبيل المثال ستة ملايين نسمة؛ الأمر الذي سيحد من عمليات الاعتداء على الطالب السعودي في جامعات الأردن، وكذلك المريض الباحث عن العلاج في ردهات وممرات المستشفيات هناك.. والسائح الباحث عن امتزاج عراقة البادية مع طبيعة الريف، فيما لو كانت هناك جهود حقيقية صادقة لحفظ الأمن وحماية الزائرين بشكل جدي وأسلوب جاد..!!
إن اللافت والمدهش هنا، وما يزيد الوضع مرارة، أن المواطن السعودي يتعرض للهجوم والعنف في بلدان عربية تحظى بمساعدات سعودية كبيرة؛ أفلا يثمر مثل هذا العطاء والدعم السخي والتعامل الطيب مع هؤلاء؟ وإلى متى وهو على هذه الحال في هذه البلدان، التي يشد إليها الرحال وفي ذهنيته وقناعاته أنها بلدان شقيقة، يأمن فيها على نفسه وذاته وإنسانيته وعلى حر ماله..؟!!
محمد الصيعري
صحيفة الاقتصادية السعودية