** خلال الأشهر الماضية شهدت ثماني مدن تسعة حوادث راح ضحيتها أربعة أطفال أبرياء آخرهم الطفلة «إسراء» كما قتلت امرأة مسنة بشج رأسها وطعن رجل مريض حتى أسلم روحه لخالقها، ونجت فتاة وأمها من الموت بعد تعرضهما لعدة طعنات هوجاء، وحرق وجه طفل بمكواة منزلية، وكان العاملات المنزليات الأثيوبيات خلف تلك الحوادث التي استطعت إحصاءها بعد أن عدت إلى أرشيف «عكاظ» الإليكتروني باحثا عن جرائم العاملات المنزليات الأثيوبيات فوجدتها تكاد تكون «ظاهرة» وربما تزيد في أعدادها على جرائم «الإندونيسيات» السابقة، ومن المؤكد أن هناك حالات لم ينشر عنها في مناطق أخرى من بلادنا.
أتمنى أن يقوم أحد محرري «عكاظ» بكتابة تقرير صحفي مدعم بالأرقام واللقاءات مع كل الأطراف المعنية بهذا الجرم الفاحش كالعمالة نفسها، ومصدريها، والمسؤولين الدبلوماسيين من بني جلدتها، والأسر التي استقدمتها، وضباط البحث والمحققين الجنائيين الذين باشروا تلك الجرائم، ويضاف لهم أطباء نفسيون يشخصون هذه الظاهرة التي احتلت مساحة لا بأس بها من أخبار الجرائم وبشكل ملفت للنظر، وهي حقيقة مشكلة لابد من حلها، ولا يجب أن نتعامل معها كحالات فردية خصوصا أنها قد تفشت بشكل ملفت للنظر في كل مدننا وفي ظروف حياتية متغيرة بحسب طبيعة كل منطقة من بلادنا، ومن شأن المتابعة الصحفية أن تنبهنا كأسر مستضيفة إلى هذا الشر الذي يعيش بيننا، فنتخذ منه موقفا ونحتاط له حرصا وسلامة، ونفتح أعيننا إلى هذا الخطر الذي يعيش في بيوتنا، فالاسترخاء سيصيبنا في مقتل، لأننا وفلذات أكبادنا وزوجاتنا مرشحون لأن نكون ضحايا لتلك العمالة التي تقتل بدم بارد وبشكل غير إنساني أو ديني أو أخلاقي وبدون سابق إنذار، خصوصا ونحن نمنح كل الثقة لمن يعملون لدينا دون أدنى حذر أو مراقبة .. وتلك هي مشكلتنا كأسر .. نحسن الظن.. ونبادر في منح الثقة .. ولا نستفيد من تجارب الآخرين .. ولا نعتبر بما نقرأ ونسمع.
فاللهم احفظنا في بيوتنا واحمنا من شرور العاملين لدينا.
عبد العزيز محمد النهاري
عكاظ