• يترقب المسلمون بعد أيام قلائل، قدوم شهر رمضان المبارك، وبرغم مجيء هذه المناسبة الإسلامية العظيمة في ظل تصاعد وتعدد وتنوع وتفاقم الأحداث والصراعات والفتن الدامية والمدمرة والمأساوية، التي تكتنف بعض دول عالمنا العربي والإسلامي، التي اصطلت وشعوبها بجحيمها، على أيدي «طغاتها» الذين امتصوا خيراتها، وبمجرد سقوط أقنعتهم عما كان يتخفى تحتها من بشاعة خيانتهم لأمانتهم ودينهم وبيعهم لأوطانهم، أخذتهم العزة بالإثم فمارسوا بحق هذه الأوطان وشعوبها، ما لايمكن أن يمارسه أعدى أعداء الإسلام والعروبة، مما يتواصل اقترافه من تدمير وانتهاك وفتك وسلب ومجازر وحشية آثمة.
•• أقول برغم تزامن هذه المناسبة الدينية الكريمة والمباركة مع هذه المآسي المريرة، هل يعقل أن لا يكون في كل هذه الاعتبارات والعبر ما يحول أو حتى يحد من استمراء واستمرار بعض القنوات الفضائية العربية التي دأبت على تبني ودعم وتقديم «تلك البضاعة الضارة» من المسلسلات والبرامج...الخ، التي يتخللها من المخرجات ما تأباه القيم «السوية» في كل الأوقات، ومن باب أولى رفضها واستنكافها إذا جاء بثها خلال أعظم الشهور وأقدسها شهر رمضان الكريم.
•• فقد اعتادت «بكل أسى» هذه القنوات الفضائية العربية، على اتخاذ هذا الشهر الفضيل، موسما للتنافس على هذا «الاتجار الدنيوي البخس» فيتفانى المعنيون في هذه القنوات بتسويق هذه «البضاعة» في استنفار لما فاتهم لحصد وحشد أكبر كم منها، وتتباهى هذه الفضائيات باستعراض ما تمخضت عنه جهودها و «تضحياتها» التي واصلت بذلها طوال أشهر سبقت مجيء «موسم رمضان» مما مكنها من «الظفر» باحتكار هذا الكم أو ذاك من «البضاعة» التي ستملأ بها شاشات وساعات بثها طوال أيام وليالي شهر رمضان!!!.
•• إلى متى سيظل هذا الصلف والتعنت، من قبل هذا البعض من القنوات الفضائية، والقائمين عليها، خاصة أن من بينهم من أنعم الله عليه بما يغنيه ويملي عليه أكثر من سواه استثمار هذا الشهر في «احتكار» أكبر رصيد من الأعمال الخيرية وجعله موسما خاصا وخالصا لحصاد الآخرة، لا تنافسا على ما يخدش روحانية هذا الشهر الكريم، ويصرف أهم وأغلى وأكبر شريحة عما نأمل ترسيخه فيهم من العبادات والعادات...، كل هذا وسواه يلم به أرباب هذه القنوات ولكن...، والله من وراء القصد.
تأمل:
من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره.
عابد هاشم
عكاظ