مشرف ترجمة صلاتي التراويح والتهجد يعد الدكتوراه في قراءتي حفص وورش حفظي يقود فريقاً من المترجمين لنقل الصلاة لأكثر من 39 قناة
حفظي أثناء إشرافه على برامج الترجمة الفورية لصلاة التراويح في المسجد الحرام بمكة المكرمة
الرياض: إسلام محمود
لما كان رمضان هو شهر القرآن .. كان أولى أن يكون الحوار مع أهل القرآن في شهره وشهرهم؛ فكان هذا الحوار مع الشيخ سامي حفظي عبد الكريم أحد حفظة كتاب الله الكريم والمشرف على فريقي الترجمة الفورية لصلاتي التراويح والتهجد من المسجد الحرام في مكة المكرمة باللغة الإنجليزية ومعه زميله محمد مصطفى وفريق الترجمة الفورية من المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة باللغة الفرنسية بقيادة زميله محمد مجاهد ومعه الزميل أحمد طه، وهم جميعاً من حفظة كتاب الله ومن المجازين بالقراءات العشر، بينما يُعدُّ الشيخ سامي رسالة الدكتوراه في القراءات باللغة الإنجليزية، التي تعتبر أول رسالة أكاديمية في مجالها وله فيها السبق والريادة، وتركز الدراسة على قراءتي حفص وورش.
وقد أطلقت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد هذا المشروع الرائد السنوي للترجمة الفورية لصلاة التراويح من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، والذي بدأته منذ خمسة أعوام بالتنسيق مع وزارة الثقافة والإعلام، إلا أن ما يميز مشروع هذا العام الذي يشرف عليه مستشار وزير الشؤون الإسلامية ومدير المشروع طلال بن أحمد العقيل أنه قد تم تطويره تقنياً من خلال برنامج حاسوبي حديث ومتطور يضمن بث خطوط الترجمة بوضوح ونقاء وصفاء تساهم في القراءة السريعة والمتابعة الدقيقة بشكل مريح للنظر، حيث استفادت الوزارة من تجارب الأعوام السابقة، واكتسب فريق العمل خبرة إدارية وفنية وعلمية، خاصةً فريقي الترجمة الذي يشرف عليهما معاً شيخنا ومحاورنا سامي حفظي عبد الكريم، بما يضمن سلامة الترجمة ليستفيد منها أبناء المسلمين من غير الناطقين باللغة العربية، خاصةً أن الشيخ سامي قد أخبرنا أن هناك أكثر من 39 قناة فضائية حول العالم تنقل ترجمة صلاة التراويح من تلفزيون المملكة فضلاً عن كثير من المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت؛ حيث يسعى هذا المشروع العظيم إلى إيصال المعاني الكريمة للقرآن الكريم إلى المسلمين كافة في أنحاء الأرض ولغير المتحدثين باللغة العربية.
الشيخ سامي حفظي عبد الكريم من مواليد المملكة في مدينة جدة عام 1399 هـ ، والتي لبث فيها من عمره 17 عاماً وحصل منها على الثانوية وكان ترتيبه الأول على المنطقة الغربية في المملكة عام 1416 هـ، ثم عاد إلى مصر ليأخذ الثانوية الأزهرية ويتفوق فيها ليلتحق بعدها بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، التي تُعدُّ الوحيدة والمتفردة بقسمي الترجمة الفورية وقسم الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية.
وقد بدأت الترجمة الفورية بقصة عن شخص كان صاحب متجر كبير في الولايات المتحدة وكانت له اهتمامات كبيرة في القضايا الدولية، فاتفق مع مهندس كهربائي ويدعى السيد فينلي بعد أن خطرت له فكرة أنه من الممكن أن نستمع بأذن وأن نترجم فوراً إلى لغة أخرى بواسطة مكبر للصوت، وتحدث عن هذه الفكرة إلى توماس واتسون الذي كان مديراً لشركة آي بي إم وحصل الثلاثة على براءة اختراع، تبنى هذا الاختراع شخص يدعى فيرجيل في فرنسا. وبعد ذلك كان لا بد من وجود مترجمين فوريين ليقوموا بهذه المهمة. والترجمة الفورية هي الترجمة التي تتم شفوياً تلبيةً لاحتياجات التفاهم بين المتكلمين بلغات مختلفة وهي اختصاص لا يتقنه إلا المتفوقون". وهي من أصعب التراجم الشفهية نظراً لأنها الوحيدة التي تقتصر على استخدام المترجم لحاسة السمع فقط، بينما الأخريات يتم فيهن استخدام البصر والسمع واللمس أو اثنتين منهما على الأقل؛ فالمترجم يجد نفسه بحضرة رجل حي يفكر ويتحدث، وهذا ما يطلب منه أن ينقله، فالمسافة بين المترجم الشفهي والحديث هي أقرب بكثير من المسافة بين المترجم الكتابي والنص.
وخلال الحوار الروحاني الذي جمعنا لاحظت اختلافاً في عيني الرجل لا يكاد يظهر، فتردد الشيخ سامي كثيراً قبل أن يجيبني، فهو لم يتعود أن يشتكي لغير الله، بأنه نام ذات ليلة من ليال شهر فبراير الماضي ليصحو من نومه وقد ذهب نور عينه اليسرى تماماً، كما أن الأطباء قد أفتوا بأن العين اليمنى هي الأخرى معرضة لنفس الشيء، ولما كان الشيخ سامي في مملكة خادم الحرمين الشريفين مملكة الإنسانية؛ كان الطلب والرجاء من الله في المقام الأول، ثم من أهل الخير والمروءة الذين تمتلئ بهم جنبات المملكة خاصةً والأمة الإسلامية عامةً، أن يساعدوا الشيخ سامي في العلاج بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، حيث يعاني وفقاً لتشخيص طبيب آخر موثوق من "التهاب قزحي أمامي وتليف بالجسم الزجاجي وضمور بالشبكية فيما يمكن أن نطلق عليه التهاب شبكي فيروسي للعين اليسرى التي تعاني أيضاً من انخفاض في الضغط".
وسريعاً ما أدار الشيخ سامي في خجل وعفة بعيداً عن حاجته الشخصية إلى التقاط طرف الحوار من جديد ليقول إنه قد حدث عطل فني ذات ليلة، وانقطع الصوت وانقطعت الصورة أيضاً، وهنا يأتي فضل حفظ كتاب الله الكريم إذ أكمل (وهذا حدث معه في مكة ومع الزميل مجاهد في المدينة) الترجمة اعتماداً على حفظه للقرآن أولاً، وعلى معرفته المسبقة بإيقاع صوت القارئ الشيخ في الصلاة هل هو بطيء أم سريع، ووقفاته، واستمر العمل إلى أن تم إصلاح العطل الفني، وعودة الصورة والصوت إلى الشاشات الثلاث التي يعمل من خلالهن الشيخ سامي، والتي تختص الأولى بالبرنامج الحاسوبي المتقدم للترجمة الفورية، والثانية لنقل الترجمة على الهواء مباشرةً والثالثة هي الشاشة التي يراها المشاهد أمامه .
جريدة الوطن
مشرف ترجمة صلاتي التراويح والتهجد يعد الدكتوراه في قراءتي حفص وورش
العرض المتطور
