عندما يتباكى أحدهم على موت عدو لوطنه لم يكن له عمل سوى التهديد والوعيد وإظهار العداوة لبلاده، فإن ذلك ليس من حرية الرأي والتعبير في شيء، بل من اللؤم والخسة والخيانة!
وإذا كان البعض رأى أن رياح الأجواء الإقليمية قد باتت تسير باتجاهات تشجعه على نزع القناع عن وجهه وإظهار مكنون نفسه دون تقية أو مراوغة، فإنه يخطئ تماما إذا ظن أن التدثر بثوب المثقف الداعي للتعددية واحترام الآخر يمكن أن يستر عورته إلى الأبد، أو أن يكون جسرا للنيل من الوطن لصالح أعدائه !
لقد واجه المجتمع السعودي الطوابير الخامسة ومن سار في ركبهم في مراحل زمنية حرجة عديدة وأظهر قدرته على التصدي لها في كل مرة، فعلها في حربي الخليج الأولى والثانية، وفي مواجهة الإرهاب والتطرف، وفي مواجهة اعتداءات الحوثيين، وفي مواجهة أيتام الخريف العربي، وفي مواجهة قومجية دكاكين الشعارات، ولن يعدمه اليوم مواجهة الناهظين من تحت ركام العنصرية والطائفية !
كم هو مؤسف أن نمد الجسور باسم المواطنة وحرية التعبير وقبول الاختلاف في حضن وطن واحد، لنكتشف في النهاية أن أسوار الوطن تقصر عند البعض ليقفز عليها باتجاه من يناصبون وطنه العداء ويخططون للنيل منه وتهديد أمانه!
إن الذي بيني وبين أي إنسان هو هذا الوطن من أحسن إليه أحسنت ومن أساء إليه أسأت !
خالد السليمان
عكاظ
التباكي على اعداء الوطن !
العرض المتطور
