مسلسل الاخطاء الطبية - الى متى ؟

هل صحيح أننا لانزال نعيش حالة من الإهمال الفادح في بعض المرافق الحكومية؟.

الإجابة المؤسفة، هي نعم، والمؤلم أنه مع كل حالة إهمال متعمدة أو غير متعمدة، نأخذ وعودا ونستمع إلى شعارات، يبدو أنها لا تفضي على أي شيء، لتعود حليمة إلى عادتها القديمة كما يقول المثل الشعبي.

الخطأ الطبي الفادح، الذي أودى بحياة زميلنا الصحفي والإعلامي، محمد الثبيتي، في أحد المستشفيات بالمنطقة الشرقية، كشف مسلسل الإهمال والعجز، والاكتفاء بالبحث عن مبررات واهية.. وإلا فما معنى أن يدخل مواطن المستشفى لإجراء جراحة بسيطة، هي إزالة مجرد كيس دهني بالفخذ، ليخرج بعدها إلى غرفة العناية المركزة، ومن ثم جثة هامدة على نقالة إلى المقبرة بعد غيبوبة طويلة، تاركا أطفالا صغارا لا يتجاوز أكبرهم العاشرة وأصغرهم لايزال رضيعا في شهره الثالث، ومعهم زوجة وأسرة مكلومة؟.

الزميل الثبيتي ــ رحمه الله ــ انضم إلى طابور ضحايا مسلسل الأخطاء الطبية الهزلي في بلادنا، ودفع حياته دون أن يدري، ثمنا لما كتبه قبل أشهر، منتقدا الأخطاء الطبية التي لا تنتهي، طالما استمر غياب الحساب الصارم، وطالما تعاملنا مع الضحايا الذين ماتوا كمجرد أرقام، وراء كل منها قصة وحكاية إنسانية كبرى.. وللأسف، طالما ظل بعض المسؤولين في مؤسساتنا الصحية، جالسين على كراسيهم الوثيرة، فيما أرواح أبرياء تنتزع قسرا نتيجة خطأ طبي، أو إهمال أو عدم دراية أو خبرة.!.

وكأن الخطأ في حق الرجل، كان لا يكفي، جاءت جنازته أيضا، لتلقي اللوم على جهات كثيرة، وتكشف كيف أن بعض جهات العمل، أو الجهات المسؤولة عن الخطأ نفسه، لا تقدم ولو اعتذارا بسيطا على الأقل، ولو بحضور المشهد الأخير.. جنازة الزميل الثبيتي، حضرها سمو أمير المنطقة الشرقية، فيما غابت عنها حتى إدارة التعليم التي عمل بها، وكذا الشؤون الصحية أو برج الدمام الطبي، الجهتان المسؤولتان على الخطأ الفادح.

لا أعرف، إلى متى ستستمر مثل هذه الخطايا في حق مواطنين، بحثوا عن العلاج، فحصدهم الموت، في جريمة لا يجب أن تليق أبدا، لا بمجتمعنا، ولا بنا على الأقل.. وإن كنت أظن أن الزميل الثبيتي، قد أصبح رقما في كشف الإهمال الطبي في بلادنا، وأعرف أن انفعالاتنا ستخبو بعد فترة وننسى، حتى يصطاد خطأ طبي ضحية أخرى، فتقوم زوبعاتنا، ثم تخمد.. وهكذا يبقى الحال على ما هو عليه، وعلى المتضرر اللجوء إلى السماء..!.

محمد الوعيل
عكاظ



</B></I>