تجتاح بعض مدن المملكة هذه الأيام سيول عاتية.. يذهب ضحيتها الكثيرون.. وتتهدم بفعلها بيوت كثيرة.. لاسيما في الأودية والسهول المعرضة لتلك السيول الجارفة باستمرار..
٭٭ ورغم تكرر هذه المأساة..
٭٭ ورغم ارتفاع الأصوات المطالبة بتأمين الحماية لهؤلاء المواطنين ومعظمهم من الفقراء.. والبدو الرحل.. بل والمعدمين أيضاً.. إلا أن أحداً لم يتحرك بدرجة كافية للحيلولة دون استمرار المأساة.. وكأن الأمر لا يعني أحداً.. وكان هؤلاء المواطنين (المسحوقين) ليسوا جزءاً منا..
٭٭ هذه المأساة لا يكفيها جهد وزارة.. أو قطاع.. أو جهة واحدة.. بل الأمر يخص وزارات الشؤون البلدية والقروية.. والنقل.. والزراعة.. والمياه والكهرباء.. والشؤون الاجتماعية.. وهيئة الإسكان بصورة أساسية.. ثم هو يخص كل وزارة وجهة وهيئة ومصلحة وقطاع تهمه حياة الإنسان وتعنيه المحافظة على حقوقه..
٭٭ وإلا فمن سيدافع عن هؤلاء.. ومن سيحميهم من الكوارث الطبيعية.. ومنها كارثة هذه السيول.؟
٭٭ فلا سدود كافية تمنعها..
٭٭ ولا خطة توطين.. تبعد هؤلاء عن بطون الأودية السحيقة..
٭٭ ولا ضمان اجتماعي يصلهم..
٭٭ ولا أبسط وسائل الحياة تتوفر لهم ، بما في ذلك الماء..والكهرباء.. والطريق.. ومن باب أولى ألا يتوفر لهم الهاتف.. أو البث التلفزيوني.. أو أي مظهر من مظاهر الحياة الترفيهية التي يتمتع بها بقية المواطنين
في طول البلاد وعرضها..
٭٭ هذا الواقع المؤلم يحتاج إلى إجراء واحد..
٭٭ إلى قرار واحد..
٭٭ إلى خطوة واحدة..
٭٭ إلى إيجاد هيئة عليا مختصة بمواجهة الكوارث الطبيعية في الداخل.. تخطط وتدرس وتعتمد المشاريع والبدائل والخدمات المطلوبة لإنقاذ هؤلاء وأمثالهم بسرعة فائقة..وتعالج المشاكل والأخطاء المؤدية إليها..
وفي مقدمتها الاستيطان في المناطق الخطرة.. أو العبور منها.. في مواسم الأمطار والسيول.. ومساعدتهم على الحياة في مواقع آمنة يتوفر فيها السكن المناسب..والعيش الكريم.. وأسبابه من تعليم وصحة ورعاية اجتماعية وسواها..
٭٭ فنحن ولله الحمد.. بلد لا تنقصه الإمكانات..ولا الحس الإنساني.. ولا حسن التخطيط.. ولا يعوزه إلا البت السريع..والانجاز المتواصل لكثير من الخطط والبرامج والدراسات وأعمال اللجان التي لا تتوقف.. ولا تنتهي..
٭٭ إن لدينا بطئاً عجيباً في التنفيذ..
٭٭ كما أن لدينا ارتباكاً واضحاً في تحديد الأولويات..
٭٭ وإلا فهل هناك ما هو أولى من الحفاظ على أرواح الناس.. وتأمين العيش الآمن لهم؟!
٭٭ وأنا متأكد بأن عشرات الأوامر.. والتوجيهات.. والقرارات قد اتخذت في هذا الصدد بعينه..
٭٭ غير أن التنفيذ بقي غائباً..ولم يتغير شيء..
٭٭ وإلا فإن ما تغير هو تزايد عدد الضحايا.. والمشردين.. والمعدمين..
٭٭ ففي ذمة من يكون هؤلاء جميعاً؟!
٭٭ سؤال أتمنى أن يجد إجابته.. في كل وزارة.. وقطاع.. ومصلحة.. وأمانة مدينة.. فقد ينتفض الجميع ويخافون الله في أنفسهم.. ويتذكرون إلحاح ولي الأمر.. ودعوته لهم جميعاً بالعمل.. والعمل.. والعمل.. والانجاز بسرعة.. وتجنب ما قد يترتب على هذا البطئ من أضرار فادحة تلحق بمواطنين أبرياء..
٭٭ وإلى متى تستمر هذه الحال؟!
٭٭٭
ضمير مستتر: ٭٭ (من لا يخاف الله في مسؤوليته وأمانته.. فإن الله لن يسامحه.. فدعاء المظلوم شديد الوطأة).
بقلم الدكتور هاشم عبده هاشم
هؤلاء المعدمون في ذمة من ؟
العرض العادي
