[align=center]
[frame="8 85"]
[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم
قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: من ابتلي ببَلاء فكَتَمَه ثلاثة أيام
صَبْراً واحتساباً كان له أجرُ شهيد.
وسَمِع الفُضَيْل بن عِيَاض رجلاً يشْكو بلاء نَزَل به فقال: يا هذا تشكو
مَنْ يَرْحَمُك إلى من لا يَرْحمك.
وقال: مَن شكا مُصِيبةً نزَلت به فكأنما شَكا ربَّه.
وقال دُريد بن الصِّمة يَرْثي أخاه عبد الله بن الصِّمة: قليلَ التَّشَكِّي
للمصائب ذاكرًا من اليوم أَعقابَ الأحادِيث في غَدِ وقال تأبَّطَ شرًّا:
قليلَ التشكِّي للمُلًمَ يصيبه كثيرَ النوَى شتى الهوى والمسالِكِ الشيبَانيّ
قال: أخبرني صَديقٌ لي قال: سَمِعَني شُريح وأنا أشْتَكي بعضَ ما
غمني إلى صديق " لي " فأخذ بيدي وقال: يا بن أَخي إياك والشَّكْوى
إلى غير اللّه فإنه لا يَخلو من تشكو إليه أن يكون صديقاً أو عدوًّا
فأما الصديق فتخْزُنه ولا يَنْفعك وأما العدوّ فَيَشْمَت بك انظُر إلى
عيني هذه - وأشار إلى إحدى عَينيه - فواللّه ما أبصرت بها شخصاً
ولا طريقاً منذُ خمسَ عشرةَ سنة وما أخبرتُ بها أحداَ إلى هذه الغاية
أما سمعتَ قول العبد الصالح: " إنما أَشْكو بَثِّي وحُزْني إلى اللهّ "
فاجعلْه مَشْكاك ومَفْزَعك عند كل نائبة تَنُوبك فإنه أكرمُ مَسْئول
وأقربُ مدعوٍّ إليك.
كتب عَقِيل إلى أخيه علي بن أبي طالب رضوانُ اللهّ عليهما يسألهُ
عن حاله فكتب إليه: عزيزٌ عليّ أنْ تُرَى بي كآبة فيَفْرَحَ وَاشٍ أَوْ
يُسَاءَ حَبيب وكان ابن شُبْرمة إذا نزلتْ به نازلةٌ قالت: سحابة "
صَيْف عن قليل " تَقَشِّع.
وكان يُقال: أَرْبع من كُنوز الجنَّة: كِتْمان المُصيبة وكِتمان الصَّدقة
وكِتمان الفاقة وكِتمان الوَجَع.
[/align]
[/frame]
[/align]