يحكى أن المأمون كان يمشي على مقربة من خيام بعض الأعراب (المعروف عن الأعراب وسكان البادية أنهم أفصح العرب لأن لغتهم سليمة لم يخالطها شئ)رأى فتاة في العاشرة من العمر تحمل قربة ماء ثقيلة والقربة تميل وينسكب الماء منها فصاحت الفتاة
يا عمي (الحق فاها ,لقد غلبني فوها , لا طاقة لي بفيها
)
و فو من الأسماء الخمسة التي ترفع بالواو وتنصب بالألف وتجر بالياء
أعجب المأمون جدا بفصاحة الفتاة الصغيرة فقال لها : ما أفصحك يا فتاة
فردت البنت عليه : يا عم وهل ترك القرآن لنا فصاحة هناك آية في القرآن فيها خبرين وأمرين ونهيين وبشارتين استغرب الأصمعي وقال أي آية هذه
تلت البنت الآية
قوله تعالى : " و أوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه ، فإذا خفت عيه فألقيه في اليم و لا تخافي و لا تحزني إنا رادوه إليك و جاعلوه من المرسلين " جمعت هذه الآية الكريمة بين أمرين و نهيين و خبرين و بشارتين
أما الأمرين فهما : " أرضعيه ، و ألقيه في اليم ،
و أما النهيان فهما " لا تخافي " ، و " لا تحزني " .
و أما الخبران فهما " أوحينا " و " خفت "
و أما البشارتان فهما " أنا رادوه إليك " و " جاعلوه من المرسلين " .