[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.alhowaitat.net/mwaextraedit4/backgrounds/196.gif');background-color:black;border:4px double silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center] 
و قلنا كثيرا
 
و كان المساء حزينا حزينا ..
 
و طافت على الصمت
 
كل الحكايا ..
 
سنين تخفت وراء السنين
 
و مازال قلبي طفلاً بريئاً
 
يحدق فيك..
 
و يحبو إليك
 
كأني على الأمس ماتت خُطايا
 
تغيرت الأرض في كل شيء
 
و مازلت أنت
 
نقوشاً على العمر
 
و شماً على القلب 
 
ضوءاً على العين
 
مازلت أنت بكارة عمري
 
شذا من صبايا
 
رأينا الليالي على راحتينا
 
رماداً من الشوق
 
طيفاً بعيدا
 
يثور و يهدأ
 
بين الحنايا
 
فعطرك هذا الذي كان يأتي
 
و يسرق نومي
 
و شعرك هذا الذي كان يهفو 
 
و يسفك دمي
 
و صوتك هذا الذي كان يخبو
 
فأشقى بهمي
 
 
----*--------
 
و قلنا كثيرا ..
 
و أحسست أن الزمان
 
الذي ضاع منا
 
تجمع في العين حبات دمع
 
و أصبح نهراً من الحزن يجري
 
يسد الطريق
 
و أن الدموع التي في المآقي
 
غدت في عيونك أطياف ضوء
 
و صارت بقلبي
 
بقايا حريق
 
أكاد أعانق عينيك شوقاً
 
و أنتِ أمامي
 
و بيني و بينك
 
درب طويل
 
و خلف المسافات
 
جرح عميق
 
و أحسست أني لأول يوم
 
رجعت أردد بعض الحروف
 
و عاد لساني يحبو قليلا
 
و ينطق شيئاً فمنذ سنين
 
نسيت الكلام
 
و قلنا كثيرا ..
 
و أحسست أنك حين ذهبت
 
أخذت من العمر كل البريق
 
فلم يبق في العمر غير الصدأ
 
و أن دمي تاه بين العروق
 
و خاصم نبضي
 
و ماذا سيفعل نبض غريق
 
 
-------*---------
 
 
و أحسست أنك يوم ارتحلت
 
 أخذت مفاتيح قلبي
 
فما عاد يهفو لطيف سواك
 
و ما عاد يسمع إلا نداك
 
و أنك حين إرتحلت
 
سرقت تعاويذ عمري
 
فصار مُباحا
 
و صار مشاعا
 
و أني بعدك بعت الليالي
 
و في كل يوم يدور المزاد
 
أبيع الحنين
 
أبيع السنين
 
و أرجع وحدي
 
و بعضي رماد
 
و أني أصبحت طفلاً صغيراً تشرد عمراً
 
و صار لقيطاً على كل بيت
 
و صار مشاعاً على كل صدر
 
و صار خطيئة عمر جبان
 
و أحسست أني
 
تعلمت بعدك
 
زيف الحديث .. و زيف المشاعر
 
تساوت على العين كل الوجوه
 
و كل العيون
 
و كل الضفائر
 
تساوى على العين لون الوفاء
 
و زيف النقاء
 
و دم الضحايا
 
و دم السجائر
 
تساوت على القلب كل الحكايا
 
فما عُدت أعرف عطر الحلال 
 
و عطر البغايا
 
 
-----*-------
 
و قلنا كثيرا ..
 
و عدت أفتش في مقلتيك
 
و ألقى رحالي على شاطئيك
 
و أبحرت ..
 
أبحرت في مقلتيك
 
لعلي أرى خلف هذى الشواطىء
 
وجهي القديم الذي ضاع مني
 
و فتشت عنه السنين الطوال
 
لقد ضاع مني منذ إرتحلت
 
رأيتك وجهي الذي ضاع يوماً
 
بنفس الملامح
 
نفس البراءة
 
نفس البكارة
 
نفس السؤال
 
و قلنا كثيراً و عند الصباح
 
رأيتك في الضوء
 
ذرات شوق أبت أن تضيع
 
لمحتك في الصبح أيام طُهر
 
تراجع فيها نداء الخطايا
 
و زهرة عمر أبت أن تُزف لغير الربيع
 
فمازلت أنت الزمان الجميل
 
و كان الوداع هو المستحيل
 
-----------*--------
 
فيا شهر زاد التي فارقتني
 
و ألقت على الصبحِ بعض الرماد
 
تُرى هل قنعت بطيف الحكايا
 
تُرى هل سئمت الحديث المعاد
 
و قلنا كثيراً و عند الصباح
 
رجعت وحيداً  أُلملم بعضي
 
و أجمع وجهاً تناثر مني
 
و فوق المقاعد تجري دمايا
 
و عدت أسائل عنك المقاهي
 
و أسأل رواد هذا المكان
 
فيصفع وجهي حزن كئيب
 
و لم يبق في الصمت
 
إلا ندايا
 
فمازال عطرك في كل شيء
 
و مازال وجهك خلف الجدار
 
و بين المقاعد
 
فوق المرايا
 
تُرى كان حُلماً
 
على كل رُكن تَـئِـن البقايا
 
فما كنت أنت
 
سوى شهر زاد
 
و ما كان عمرى ...غير الحكايا 
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
 
 
 
فاروق جويدة
 
