الخطبة الاولى

السلام عليكم ورحمه الله

الحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه ملئ السماوات وملئ الارض وملئ ما بينهما وملئ ما شئت اللهم من بعد .. اهل الثناء والمجد .. وكلنا لك عبد

وصلى الله على سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين النبي الكريم وصاحب الشفاعة والفضل العظيم .. أما بعد :

فيا اخواني واخواتي المسلمين والمسلمات .. لقد رأينا تكالب الكفار والصليبين على المسلمين في كل مكان .. واصبحت السياسة القديمة العصرية ؛ سلخ المسلمين من دينهم وجعلهم مسلمين في الاسم فقط .. فينفقون الاموال الطائلة والجهود الكبيرة في سبيل الهاء شبابنا وفتياتنا عن دينهم وامور دنياهم واخرتهم .. فيجعلوهم كالدواب " اجلكم الله " لا هم لها سوى الأكل والنوم والشهوة .. فتجد الفتاة الفلانية تهتم بنوع المساحيق ونوع اللباس الواجب لبسه للخروج وللمقابلة وللجلوس .. فاصبح همها في اليوم كله هو نوع اللباس ولونه ، والزخارف التي تحويه ونوع العطور واقصى مدى لرائحة العطور .....

واما الشباب فتراهم يجادلون عن انواع السيارات وانواع قصات الشعر الجديدة .. واين وماذا وكيف تحدث الى فتاة ؟؟ وكم فتاة خرجت معه وهل هذه جميلة ام غير انيقة ام ماذا ؟؟

امور دنيوية تافهة لا تقدم في ميزان الامة شيء .. بل تزيد الامة انكسارا وتراجعا وتخاذلا بسبب هذه المواقف والامور التافهة

اقولها كلمة صادقة : ان الصليبين والكفار نجحوا في الوصول الى شبابنا .. فترى المساجد فارغة الا من الجدران والامام .. وترى المطاعم والشوارع ملئية باصناف البشر والطعام والشهوات ...

يا بناة المساجد والصلوات .. المساجد حزينة لانها تركت فارغة .. والقرآن العظيم يشتكي الى الله من هجر المسلمين له .. لا يذكرونه الا في ايام معدودات

االمساجد تشتكي من جور اهلها وتركهم لها .. فكيف لا تسمعون كلام المنادي قائلا : حي على الفلاح

ان الله يدعوكم الى الفلاح والخيرات والحسنات والبركات .. وانتم لا تجيبونه الا بعدا ونكرانا لنعم الله

ادعوكم الى وقفة صادقة حقيقية مع انفسكم بأن تبدأوا في حسابها دقيقة بدقيقة .. بل لحظة بلحظة

ولا تترك نفسك ترنو للشهوات ومترفات الدنيا الزائلة .. بل اجعلها تسمو الى اعالي القمم بهمتك العالية ..

الدنيا ساعة فاجعلها في طاعة .. ومثلكم في الدنيا كمثل سائر في الصحراء معه القليل من الزاد تقيه التعب والجوع ... فيجد شجرة ، فيجلس تحت ظلها ساعة ليرتاح من الحر والسير .. ويكمل طريقه بعد مدة قصيرة .. فمهمته ليست الجلوس تحت الشجرة بل ان يصل الى هدفه وهو الجنة ورضا المولى سبحانه

والحمد لله رب العالمين

هذه بداية بإذن الله لسلسلة مواضيع : كلمات وخطب في حياتنا

اخى عبدالرؤف صدوق
جزاك الله خيرا
وجعل عملك بموازين حسناتك
ونسئل الله ان يوفقك بدنياك واخرتك
ومنتظرين منك الكثير والكثير