ياريت يخلوا الحريم يسوقوا !!

عندما تزدحم عليَّ أعباء الحياة ، وتطالُبني زوجتي بقضاء مصالح خارج المنزل أقول ياريت يخلو الحريم يسوقوا

وعندما أدخل إلى المنزل وأجد الخادمة لم تقم بأعمالها بسبب عدم وجود متطلبات وأغراض المنزل أقول ياريت يخلو الخادمات يسوقوا .

وعندما يجتمع علي أبنائي هذا يطلب شراء حلوى وذاك شراء لعبة والآخر بالخروج للنزهة أقول ياريت يخلو أولادي يسوقوا !!.

ليس حديثي عن قيادة المرأة للسيارة كما يظن البعض ، ولكن حديث عن خصلة لو ابتعد عنها الإنسان لزاد إنتاجه في الحياة ، ولقلَّ اتكاله على الآخرين ، ولعمَّر الدنيا والآخرة ، وإذا فقد هذا السلوك شابه الأموات بعدم الإنتاج والعمل فتصبح الحياة والممات سواء ..

ألا وهو الكسل الذي صح عند البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يقول:«اللَّهمَّ إِني أَعوذُ بكَ منَ العجز والكسل » وكما نُقل أنه أوصى بهذا الدعاء أن يقال في أذكار الصباح والمساء.

فالكسل يُعرَّف بأنه التثاقل عما ينبغي .

ولهذا أمثلة حية في حياتنا ... فالبعض من كسله تجده يرمي النفايات بجانبه أو في الشارع كسلاً من أن يوصلها في سلة النفايات أجلكم الله .

والبعض يسد بسيارته على الآخرين كسلاً لأنه لا يُريد أن يخطو خطوات زائدة بأقدامه عن المكان الذي أراده.

والبعض يسمع منادي الله ينادي حي على الصلاة وهو يستطيع أن يجيبه ولكنه الكسل .

فالبعض يقول ارتاح في النهار كي تتمكن من النوم في الليل براحة، وإذا أتتك رغبة للعمل فارتح قليلاً حتى تزول تلك الرغبة.

لذلك وتجد الواحد منا من كثرة النوم يبحث عن نوم آخر ليُذهب تعب النوم ، ولكن كما قيل:إذا أردت أن لا تتعب فاتعب لئلا تتعب.

والكسل نوعان : كسل العقل بعدم إعماله في التفكير والتدبر والنظر في آلاء الله ، والنظر فيما يصلح شأن الإنسان ، وليس تأخر الأمم إلا عن كسل أصحاب العقول فيها .

والنوع الثاني هو كسل الأبدان .

عافنا الله وإياكم منه.


بقلم أ : وسيم عبد الرحمن