ظلم هذه الفتاة سبب طوفان الباكستان

المكان في هذه الساعة :
أرض واسعة مسحوقة تماماً تزيد مساحتها عن مساحة بريطانيا , يغطيها الطمي الملوث و الركام و بقايا منازل و طرق و جسور و صوامع و أشلاء حيوانية و بشرية , الدمار لا تبلغ وصفه الألفاظ , حتى إن أمين عام الأمم المتحدة المشهور ببروده عندما شاهده قال : إنه منظر يفطر القلب , و أنه سبق و أن شاهد في حياته المهنية أعظم الكوارث في العالم فلم يرى أفضع من هذه الكارثة ....
المكان نفسه فبل أشهر عدة :
في ساحة داخل قرية ريفية تلتف جمهرة واسعة على شكل دائرة من أكثر من ألف شخص من قبيلة تسمَّى ( ماستوي ) , و في وسط الساحة تم وضع منصَّة خشبية , و رُبِطت فوقها الشابة ( بيبي ) ذات الثمانية عشرة ربيعا و التي تنتمي إلى قبيلة ( قوجار ) , و قد جاءوا بأبيها ( غلام فريد ) و وضعوه في الصف الأول ليشاهد بأم عينه ما سوف يتم ارتكابه في حق بنته ( بيبي ) و التي كان كل ذنبها أن أخاها ذا الإحدى عشرة أعوام شوهِد يمشي منفرداً مع بنت تبلغ الثلاثين من قبيلة ( ماستوي ) الرفيعة ( عريبين السّاس ) , الأب المكلوم يتنحب و يتوسل لهم بأن لا يفعلوا .... بابنته حيث أن ولده طفل و أخته لا ذنب لها , بينما يتمركز على جانب الساحة أعضاء مجلس القضاء القبلي الذين أصدروا حكمهم بالإغتصاب الجماعي العلني لبنت هذه القبيلة ( الدنيا ) , غسلاَ لعار إبنة قبيلتهم ذات العرق الرفيع ( كعام المعادي ) , و بينما تشرإبُّ أنظار المتجمهرين المتشوِّقين لمنظر التنفيذ و تتعالى هتافاتهم و صيحات الأب و توسّلاته ؛ يتقدم أربعة من الشباب من البنت التي ترتعد خوفاً و خجلاً , يقوم الأول و الثاني بنزع كامل ملابسها عنها ثم تبدأ عملية الإغتصاب الجماعي العلني و يتناوب الشباب الأربعة على هتك عرضها وسط صرخاتها و بكائها و نحيب والدها الذي لا يجد إزاء عجزه إلاّ و ضع يديه على عينيه فيقوم الذي بجانبه بإبعاد يديه عن وجهه و يشده من شعره ليرفع رأسه و يوجهه تجاه ابنته و هي تُغتصب .
و بعد انتهائهم من أفضع ما يمكن لعقل الإنسان تخيله من جور و ظلم على وجه البسيطة - يترك أفراد قبيلة ( ماستوي ) العتيدة هيكلَ تلك البنت و يُلزموها بالعودة عارية مع والدها الذي يُمنع من تغطية بنته أو سترها فيسيرا باكيان منتحبان في دروب القرية بينما تتعالى بجوارهما صيحات التندّر و الشماتة , و بعدها بأسابيع تتهادى جثة ( بيبي ) بعد أن أصبح الإنتحار الحل الأوحد لمهجة لم تتحمل كل هذا العار و الظلم و الجور الذي لو وُزِّع على بنات مدينة بأكملها لما أطقنه .
كانت ( بيبي ) مثلكِ يا ( دلال ) و يا ( موضي ) و يا ( فاطمة ) , فقد كانت تحلم بفارس أحلام يتزوّجها و يكوِّنا بيتاً و أسرة , ففوجئت بـ ( زحول ) قبيلة ( ماستوي ) الأشاوس يخطفونها نهباً من بيت أهلها و يضعونها على منصّة في مسرحية لم تتخيل أفضع العقليات البشرية أكثرَ شروراً منها .
لم يحدث ذلك في بورما البوذية, و لا في تشيلي النصرانية ,و لا في الصين الكونفيوسية , و لا حتى في الغابات الأفريقية , و إنما حصل في الباكستان الإسلامية .
و ليست قصة ( بيبي ) حدثاً فردياً في هذه الباكستان و لكنه نهج متعارف عليه عند القبائل هناك ( يعني المسألة مسألة سلوم و عوايد ) , فالدولة لا تمنع , و المجتمع لا ينكر , و الشرطة لا تتحرك , فتبّاً لهؤلاء القوم و سُحقاً , فو اللذي بعث محمدا بالحق لو أتي هذا الطوفان على كامل هذه الدولة و ليس على رُبعها كما حصل لما كان ذلك كثيراً على إجرامهم في حق ( بيبي ) وحدها فكيف بجميع أخواتها المغدورات .
و قد يقفز في وجهي تمساح جامي أو بطريق صحوي أو بعير نهضوي فيقول إن الباكستان درعنا الإسلامي و خزينتنا النووية و عمقنا الإستراتيجي , و لا تجوز الشماتة بها الآن بل الواجب مساعدتها و التبرع لها لإقالتها من هذه الكارثة , و يعلم الله كم آلمني نبأ هذا الطوفان , و لكن إصلاح أسباب الطوفان أهم من معالجة الأعراض و من ثوابت عقيدتنا أن سنن الله الكونية ماضٍ حكمها على المسلم و الكافر سواسيةً , و لقد حذّرنا الله سبحانه من ( فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصّة ... ) و قد روى الإمام أحمد في تفسير الآية قول المصطفى صلى الله عليه و سلم : (لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم ، وهم قادرون على أنينكروه فلا ينكروه ، فإذا فعلوا ذلكعذب الله الخاصة والعامة( و إن المجتمع في الباكستان لم يرى و يتفرج فحسب على ( بيبي ) و أخواتها المظلومات , بل كان يهتف و يآزر الظَّلمة فكان حقاً على الله نصرة المظلوم و عقاب الظالم الذي هو المجتمع ( العامّة ) الذي تمالأت كل أطرافة ذات العلاقة على ظلم الضعيفات المهتوكات .
و الآن نامي بهدوء يا أختي و سيدتي ( بيبي ) أنت و أخواتك المفجوعات فقد اقتص المنتقم الجبار من المجتمع الذي تمالأ على تفجير مهجكن و نسف شرفكن بدون أدنى جرم أو ذنب , و انتظرن بسلام يوم الإقتصاص الأعظم من نفس هاتكي عرضكن و شركائهم , و هاهو رئيس الباكستان يعلن البنجاب منطقة منكوبة ,, و أيّ نكبة
و لتقرأوا الخبر :
http://www.mubasheer.com/news-action-show-id-1682.htm
كتبه / سند