الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان خاص بالمواضيع الاسلامية و الفتاوى الشرعية و الاحاديث النبوية الشريفة و كل ما يخص المسلم في امور دينه

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-03-13, 12:45 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرف عام منتديات القبيلة
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عبد الرؤوف صدوق

 

البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 14228
المشاركات: 227 [+]
بمعدل : 0.05 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 185
نقاط التقييم: 10
عبد الرؤوف صدوق is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
عبد الرؤوف صدوق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
افتراضي الخطبة الثانية : البركة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله أحمده بمحامده التي هو لها أهل، وأثني عليه الخير كلَّه، لا أحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأوّلين والآخرين، وقيوم السماوات والأرضين, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيُّه وخليله، بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين, فما ترك خيراً إلا دل الأمة عليه، ولا شراً إلا حذرها منه؛ فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فأوصيكم ـ معاشر المؤمنين ـ ونفسي بتقوى الله عز وجل، فإن تقوى الله هي خير مخرج ، وهي مفتاح الخيرات ومعدن البركات، " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا" [الطلاق:2، 3]

أيها المسلمون، من الظواهر التي لحظها أغلب الناس اليوم واتفقت فيها كلمة أكثرهم حتى لا يكاد يختلف فيها اثنان قلّة البركة في الأموال والأولاد، وعدم الانتفاع بالأرزاق والأبناء، حتى إن الرجل ليكون مرتّبه عاليًا ودخله جيدًا وأبناؤه عُصْبَة من الرجال الأقوياء الأشداء ثم تراه يقترض ويستدين، ويعيش في بيته وحيدًا أو مع زوجه العجوز لا أحد من أبنائه يحن عليه أو يلتفت إليه. ولربما دخل كثير من الناس السوق وجيبه مليء بالمال، فلا يخرج إلا وهو صفر اليدين أو قد تحمَّل شيئًا من الدَّين، وعندما ينظر فيما أتى به من أغراض وحاجات لأهله لا يجد إلا أشياء كمالية صغيرة، يحملها بين يديه بلا عناء، ولا تساوي ما أنفق فيها من مال.
أليست هذه حقيقة مشاهدة، وواقع يشكل ظاهرة ملموسة وقضية محسوسة.

إنَّ المسلمَ ذا القلب الحيِّ والعاقلَ المتبصِّر ممن يلقي السمعَ وهو شهيد ليتساءَل: أين البرَكة؟! أين الطّمأنينةُ؟! أين الحياةُ الطيِّبة الموعود عليها في مثل قوله سبحانه: " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " [النحل:97]؟!
كم من أمّةٍ قويّة غنيّة، ولكنها تعيش في شِقوَةٍ، مهدَّدَة في أمنها، تخشَى تقطُّع أوصالها، يسدوها قلَقٌ، يهدِّدها انحلال، قوّةٌ في خوف، ومَتاع بلا رضا، ووَفرةٌ من غير صلاح، وحاضِر نضِر ومستقبَل مظلِم، بل لعلَّه ابتلاء يعقبُه نكال.

تساؤل يقف عنده المؤمن وهو يقرأ قوله تعالى : " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ" [الأعراف:96].

ما هي البركةُ؟ وأين البركة؟ وأين الحياةُ الطيّبة والعيشة الهنيّة؟

عبادَ الله، البركة هي النّماء والزِّيادة والسعادة والكثرةُ في كلِّ خير، وبرَكاتُ ربِّنا كثرةُ خيره وإحسانِه إلى خلقه وسَعَة رحمته. والبركةُ فيوض الخيرِ الإلَهيّ وثبوته ودوامُه.

قال أهل العلم: ولما كان فضل الله لا يُحصَى ولا يحصَر ويأتي للإنسان من حيث لا يحسّ ولا يحتسِب قيل لكلِّ ما يشاهَد منه زيادةٌ غير محسوسَةٍ:هو مبارك وفيه بركة.

فالخير كلُّه من الله وإليه وبيدَيه، فربّنا سبحانه منه كلُّ خير، وله الحمد كلّه، وله الثناء كله، تبارك اسمُه، وتباركت أوصافُه، وتبارك فِعاله، وتبارَكت ذاته، فالبركة كلُّها منه وبيَدِه، لا يتعاظَمُه شيءٌ سُئلَه، ولا تنقصُ خزائنُه على كثرةِ عطائه وجزيلِ نَوَاله، أكُفُّ جميع العالم إليه ممتدَّة تطلُبُه وتسأله
" يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ" [الرحمن:29]
" يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ" [المائدة:64]

ويمينه ملأى، لا يغيضُها نفَقة، سحّاءَ الليل والنهار، عطاؤُه وخيرُه مبذول في الدنيا للأبرارِ والفجار، فللَّهِ الحمد أولاً وآخرًا وظاهرًا وباطنًا على خيرِه الجزيل وفضله العميمِ وبركاته الدائمة ونِعَمه الوافرة الظاهرةِ والباطنة، فتبارك سبحانَه بدوامِ جودِه وكثرة خَيره ومجدِه وعُلوِّ عظمَته وجلالِ قدسه.

والمبارَك من الناس ـ كما يقول ابن القيّم رحمه الله ـ هو الذي يُنتَفَع به حيث حلَّ، " وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ" [مريم:31].

بركاتٌ يضَعها الله في الأشياءِ والأنفس والأموال والبنين والأهلِين والأحوال والأزمنةِ والأمكنة والعلومِ والمعارف والمشاعِرِ والأعمال. بركاتٌ في طيِّبات الحياةِ، وبركاتٌ تنَمِّي الحياة وترفَعُها، وليست البركة في وفرةِ المال ولا سَطوة الجاه ولا كَثرة الولَد ولا في العلم المادي، إنها قيمةٌ معنويةٌ لا تُرى بالعَين المجرَّدة، ولا تُقاس بالكمّ، ولا تحويها الخزائِن، بل هي شُعورٌ إيجابيٌّ يشعُر به الإنسان بين جَوانحه، يخبرُ عنه صفاءُ نفسٍ وطمأنينةُ قلبٍ وانشراحُ صَدرٍ وقناعةٌ ظاهرة ورضى آمن.

كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يجِد البركةَ في الرغيف والرَّغيفين، وربما شبِع هو وأصحابه مِن صَحفةٍ واحدة.

وكان عثمانُ رضي الله عنه الذي جهَز جيشَ العُسرة قد بلغَت ثمرةُ نخله مائتي ألف أو تزيد حيث بارك الله له إنفاقَه في سبيله.

وهذا الزبير بن العوام قد أوصَى ولدَه عبد الله أن يقضيَ دينَه الذي يبلغُ ألفَ ألفٍ ومائتي ألف يعني: مليونا ومائتي ألف، وقد قال لولده عبد الله: يا بنيّ، إن عجَزت عنه في شيءٍ فاستعن عليه مولاي، فوالله ما وقعتُ في كُربةٍ من دينٍ إلا قلت: يا مولى الزبير، اقضِ عنه دينَه، وكان لم يدَع دينارًا ولا دِرهمًا إلا أَرضَين له، ودارَت الأياّم وبارَك الله في أرضِ الزبير وبِيعَتَا، فبَلغت تركةُ الزبير خمسين ألفَ ألفٍ ومائتي ألف يعني: خمسين مليونًا ومائتي ألف، وكان له أربعُ نسوة، فصارَ نصيبُ كلّ واحدةٍ منهنّ ألفَ ألف ومائتي ألف يعني: مليونا ومائتي ألف، كمقدار الدَّين الذي عليه. هذه القصّة رواها البخاريّ في صحيحه. فانظروا ـ يا رعاكم الله ـ كيفَ تكون البركة.

فاتقوا الله عبادَ الله، والتَمِسوا لأنفسكم مواضعَ البركة في حياتِكم، وراجِعوا أنفسكم باحثين عن أسبابِ فُقدانها،" وإنَّ الله لا يغيِّر ما بقوم حتى يغيِّروا ما بأنفسهم، ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون " [الأعراف: 96].

ولقد سمعنا قصة الروسية التي أسلمت وحاربت قومها وعائلتها من أجل أن تحافظ على دينها واوامر ربها ، فما بالكم اخواني واخواتي بمن يتنازل لأقل سبب وأقل هزة ارضية .. البركة في النفس والمال والعمل والصحة والعقل .. انها توكلت على الله حق توكله .. فلم يخذلها الله
















عرض البوم صور عبد الرؤوف صدوق   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL