الــزنــادقة المـــجاهــــرين

الزنادقة المجاهرين


انتشرت الزندقة في العصر العباسي بشكل واسع ، فتنثروا في أرض الله فمنهم الوزير والكاتب و الشاعر والداعي ومنهم المطبل ، ولكن بعد أن حج هارون الرشيد واقتراحهم عليه بعمل مجمرة كبرى داخل الكعبة ووضع العود فيها لكان ذلك سابقة له ، فعلم وفطن أن هذه حيلة منهم لتكون ذريعة لعبادة النار، فقال لئن رجعنا إلى بغداد ليرين الله ما أصنع ، فلما عاد إلى بغداد فتك بهم .

إن أعظم سبب لانتشار الزندقة هو تحسن الوضع الاقتصادي للدولة ، فهذا يجعل الإنسان لا يشتغل في أمر عيشته طوال يومه ، فتجده يفتش عن أمور جديدة عليه بل هي دخيلة على الحياة برمتها ، و مع مرور الوقت تكون أفكاراً يعتنقها بل يضحي من أجلها حتى لو أدى به ذلك إلى قطع عنقه والتاريخ شاهد بذلك

الزندقة هي ضد الإيمان بجميع مراحله ، وأعتقد أن الزنادقة في زماننا بدأو يتكشفون ويتبين نتن أفكارهم وقبيح أفعالهم وإن العاقل ليدرك أن هؤلاء يجب أن تصدر فيهم أحكاماً كحكم هارون الرشيد ، وكلنا يجب أن نقول للزنادقة أقسمت يا رأس لتنزلنه أقسمت يا رأس لتنزلنه ، وكأني بأبي تمام مناديآ

السيف اصدق أنباءً من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب

الزندقه درجات فليس كل زنديق يُقطع رأسه ، ولكن إذا انتشرت الزندقة فحكمهم واحد عقلاً وشرعاً ، فلابد من سيف يقطع دابرهم ويشتت أفكارهم ، ومن لم يحكم بقطع رأسه فوراً فلابد من حكم بديل كقطع أحد أعضائه إلى أن يأتي يوم الله المشهود ويتم التنفيذ فيه ، فمن كان كاتباً فيجب قطع يده النتنة ومن كان شاعراً فيجب قطع لسانه الرخيص ، ومن كان حيواناً بهيمياً وجزء منه إنسان يهيم في الجنس حتى على رؤوس الخلائق عبر الفضاء فيجب تعزيره بما يتناسب مع خزيه وعاره وشناره ، ومن كان أضحوكة يعبد الشيطان الرجيم فهو "كفوه " ويجب قطع خمسة أعضاء من جسده اللعين قبل إرساله إلى جهنم

اقتلوهم ، انحروهم ، ارجموهم ، اقذفوهم ، انبذوهم ، العنوهم ، اطردوهم ، شرذموهم ، مزقوهم ، بما يتوافق مع حكم الله فيهم

ولنا في تاريخ الملك عبد العزيز عبرة فنحن نعيش في أمن قطفنا ثمرته من سيف الملك المرحوم فالسيف يوقف كل نفس أمارة بالسوء سواء كانت سارقة أو معتدية أو زنديقة تحاول زعزعت المجتمع ويجعلهم يشغلون الناس عن أمور دينهم ودنياهم

عبدة للشيطان ، شعراء حداثيون ، كتاب منافقون ، جنسيون ممقوتون ، عملاء سفارات ، رجال إعلام مأجورون ، جهلاء يخوضون في أحكام الله ، نحن أمام كارثة سيزداد حجمها وتتفاقم إن لم يقاوم المجتمع بأفراده ومؤسساته الفكر الإباحي الذي تنشره التيارات العلمانية والليبرالية الضالة ، فالتحرشات الجنسية تحدث داخل المجتمع ، وحفلات الرذيلة الجماعية تفوح رائحتها بين الحين والآخر، وجرائم الاغتصاب صارت ظاهرة مزمنة في بعض المجتمعات ، والفاحشة تنتشر بمسميات جديدة كزواج الويك إند، وزواج الدم، وزواج الفريند، وزواج الوشم، بلا ولي ولا شهود، وماوصل إليه حال المجاهر بالمعصية الساقط بأمر الله وقرينه في البالتوك الملقب بشيخ البالتوك لهو دليل على الخيانة للدين والوطن والمهنة ، ومن المعلوم أن كلا الساقطين خرجا على المسلمين من أوحال الرذيلة بلاهوية ولا مبدأ ، وقد صنعوا وقدموا لأبناء المسلمين عبر قناتين فضائيتين مختلفتين إلا أن الفكر الذي يقود هاتان القناتين وهو فكر واحد ناهيك عن أن المالك الشخصي لهما رجل لطالما وصل أذاه للدين وأهله

لم يكن غريباً أن تقع جرائم انحراف فردية هنا أو هناك في بعض المجتمعات، لكن الغريب والخطير أن تتحول تلك النوعية من الجرائم إلى ظاهرة تتصف بالعلنيـة ، والجماعية

المجرم الحقيقي وراء هذه الجرائم ليس ذاك الرجل الذي يوصف بأنه ذئب بشري لوحده ، أو تلك المرأة التي توصف بأنها ساقطة ، المجرم الحقيقي هو الفكر العلماني والليبرالي الإباحي الذي يستورد وقوده من مال وأفكار من الغرب ليثير الشهوات، ويحرك الغرائز، ويهيمن على الثقافة والفكر والعادات ، ويرسّخ فيها رؤيته الفاسدة للمرأة, والتي يخفيها بشعارات الحرية والعصرية فيخدع كثيراً من الفتيات ويُفسدهن، ويُوقع كثيراً من الفتيان في الانحلال، ويفرض على الناس سفور المرأة والاختلاط في كثير من مؤسسات العمل والدراسة، ويتيح للفاسقين نشر الفساد واستغلال فقر كثير من النساء لدفعهن إلى طريق السفور والاختلاط والغواية ...