لا تلعنه .. إنه يشرب خمرا .. !!
أكثر الناس الذين نخالطهم مهما بلغ أحدهم من السوء .. إلا أنه لا يخلو من خير وإن كان قليلاً .. فلو استطعنا أن نعثر على مفتاح الخير لكان حسناً ..
اشتهر عن بعض المجرمين .. أنه كان يسطو على بيوت الناس ويسرق أموالهم لينفق بعضها على ضعفاء وأيتام !! أو يبني بها مساجد !!
أو كالتي ترى أيتاماً جوعى فتزني لتحصل مالاً تسد به جوعهم ..
بنى مسجداً لله من غير حله
فكان بحمد الله غير موفق
كمُطْعِمةِ الأيتام من كد عرضها !
لك الويل لا تزني ولا تتصدقي
وكم من حامل سكين ليطعن بها .. فاستعطفه طفل أو امرأة فَرَق قلبه .. وألقى سكينه عنه
إذن عامل الناس جميعاً بما تعلم فيهم من خير .. قبل أن تسيء الظن بهم ..
نبينا وقرة أعيننا محمد صلى الله عليه وسلم .. بلغ من خلقه أنه كان يلتمس المعاذير للمخطئين .. ويحسن الظن بالمذنبين ..
وكان إذا قابل عاصياً ينظر فيه إلا جوانب الإيمان قبل جوانب الشهوة والعصيان .. ما كان يسيء الظن بأحد .. يعاملهم كأنهم أولاده وإخوانه .. يحب لهم الخير كما يحبه لنفسه ..
كان رجل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قد ابتُلي بشرب الخمر .. فأتوا به يوماً وقد شرب خمراً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر به فجُلد
ثم مرت أيام .. فشرب خمراً .. فجيء به أخرى فجلد ..
ومرت أيام .. ثم جيء به قد شرب خمراً .. فجُلد ..
فلما ولى خارجاً .. قال رجل من الصحابة : لعنه الله .. ما أكثر ما يؤتى به !!
فالتفت إليه صلى الله عليه وسلم .. وقد تغير وجهه فقال له : لا تلعنه ..
فو الله ما علمت أنه يحب الله ورسوله ..
فإذا تعاملت مع الناس فكن عادلاً .. اذكر الخير الذي فيهم .. وأشعرهم أن شرهم لم يجعلك تنسى خيرهم .. فهذا يقربهم إليك ..
فن ..
قبل أن تبدأ في نزع شجرة الشر في الآخرين ..
ابحث عن شجرة الخير واسقها ..
اخترته لكم من
كتاب / استمتع بحياتك
د . محمد بن عبد الرحمن العريفي