تخيل نفسك يا هذا أن تأتي بإنسان ميت وتعلقه على حبل مشنقه ..
أليس الأمر أسهل من لو كان حياً....
-قد تكون الجثه الهامده أسهل في الشنق من إنسان به روح ...
فقد يقاوم
هذا الانسان إن كان حياً أو قد يستعطفني فأتعاطف معه او قد يبكي
ويصرخ فأرى يدي ثقلت وأصابها التعب فأتراجع عن قراري وأرمي به أرضاً...

في العام الماضي أخبرتي زميلتي في العمل عن إبنة عمها في مدينة
من جنوب المملكه...
تقول قبل عشر سنوات تقريبا كانت لها إبنة عم متزوجه من رجل طاغيه
خالي من جميع مشاعر الحياه وكان يتعامل معها
كأنها اسوأ ما أقتني في الحياه ....
الضرب هي الوسيله الأساسيه في مايريد وما لا يريد..هذه الزوجه
عاشت حياه مريره بين الزوج والأهل فالطرفين وحوش كاسره
...بشر وليسوا ببشر....
إن ضربها الزوج ذهبت لبيت الأهل وما أن تذهب قام الأب والأخ
الأكبر بضربها وإرجاعها لبيت زوجها شائت أم أبت ....
-استمرت الحال سنوات حتى وصلت لمرحله اليأس والبؤس وفقد الأمل
الذي افقدها طعم الحياه...
مره من المرات وهي راجعه من بيت أهلها بعد
ان تذوقت طعم الضرب والتحقير والإهانه كعادتها...
مرت هي وأبنائها الأربعه على بئر من الماء
وهو في طريق عودتها لبيت زوجها فقالت لولديها الكبيرين ....إذهبا
انتما البيت وأنا وأخويكما سنلحقكما بعد أن أشرب الماء وأسقيهم..
-كان الطفلان الصغيرين ..أحدهما يمشي وهو في عمر الثلاث سنوات
والآخر محمول وهو في عمر الأشهر...
سمع الولدان الكبيران كلام أميهما وتقدما عنها للبيت
....ما أن اختفى
أثر أقدامهما ولم تتواني عن رمي نفسها وابنيها الصغيرين في البئر....
قضت الأم حتفها هي والطفلين...وأنتهي عذابها ...
كانت رده فعل الأهل والأقارب والجيران ....
ان هذه إنسانه انتحرت وقتلت ولديها....
طبعا لم يتم تغسيلها ولا تكفينها
وأصبحت عاراً عليهم في مماتها وهي حيه ومماتها وهي ميتة...
-لم يدرك احد من هؤلاء المخلوقات أنها ميته منذ سنوات ....فلم تتواني
او تتردد ان تموت تحت التراب طالما هي ميته فوقه..
قد يكون الكثير من الأحياء فوق التراب ميتين ...
_كثير من الأطفال اللذين يتعرضون للضرب
قد نجدهم لا يلجئون للبكاء أو المقاومة
وكأن أجسادهم غير قابله للإحساس بالألم...
لكن قد تكون هذه المقاومة عبارة
عن تعود لوسيلة استخدمنا اقسي منها على هذا الطفل وهي أهون عليه من الإهانه والنبذ والتحقير...

-والمراهق الذي لا يجد له ملاذا
في الاسره غير اللوم والتهميش والتصغير
..فنعتقد عندما نعرضه للعقاب مرات عديده أنه لم يعد
يبالي به ولكنه قد وصل لمرحله يقول
هل من مزيد فلن تجدوا أثر لما تزيدون...
-ايضاً الزوجه التي تتعرض للتوبيخ والشتم والاهانه من قبل زوجها
....بعد سنوات عديده تجد نفسها
تصمت أمام كلماته اللاذعة دون أي رد ..
.فهي ميته المشاعر مسبقاً
فلن تؤثر بقيه الإضافات على ما اختزنته
وتكدس في ذاكرتها حتى تعفن بها ....
ختاما:
فلا تتردد ايها الجلاد في نصب مشنقتك للأموات فلن تتكبد العناء في قتل ميت...
كثيرون هم الأموات في الحياة وقد يكونون بيننا ولم نلتفت لهم....
منقول للفائدة ومراجعة النفس
ذيب الشوامين