الصناديق الثلاثة
في حياة كل منا ثلاثة صناديق وذهن مشتت بينها
صندوقان مقفولان!!
وصندوق مفتوح!
الصندوق الأول: فُتح وأُغلق, لكننا نقتني مفتاحه السحري
لذا نفتحه ونغلقه متى نشاء
الصندوق الثالث: مقفول, ويشغلنا دائما ما بداخله
أما
الصندوق الثاني: فهو المفتوح أمامنا
لهذا لا نعيره نفس الاهتمام لأنه بين أيدينا
وعادة، كل ما في قبضتنا لا نقدّر قيمته كما يجب
صناديق العمر ثلاثة:
الماضي والحاضر والمستقبل
وأفكارنا زئبقية الحركة
هي كذرّات رمال في عاصفة هوجاء داخل الذهن
اللا استقرار مبدؤها
تنتقل بين الأزمنة, فتحوم كالدبابير حول الماضي
وتنتقل منه بسرعة الضوء الى المستقبل
ولا تترك هذا الذهن المسكين يستريح لحظات في حضن الحاضر
دائما نحتفظ بمفتاح الماضي لنخرج منه صور الذكريات
ونعيش معها وقتا طويلا على حساب الحاضر المظلوم
اهتمامنا بالماضي يعني استنزاف للوقت الحاضر لكننا نعود اليه
اما لزرع ابتسامة أو لتعميق جرح
ونخرج منه صورا وكلمات يعجز الحاضر عن خلقها أمامنا
وهو بالنسبة لنا عنصر أمان
لأنه انتهى ونحن خرجنا منه بسلام ولم ننته معه
ثم ننتقل الى المستقبل,
كثيرون منا نراهم متشبثين بحبال الماضي
بذكريات سحقها الزمن تحت وطأة أقدامه
وكثيرون يبحرون بأفكارهم وأرواحهم الى عالم الغد
يقضون حاضرهم بالانتظار والترقب فيخرجون من الحاضر
ويأبون الاحساس به, لأنهم نقلوا أحاسيسهم ووظفوها على حدود الزمن للقاء المستقبل
قليل منا من يعيش اللحظة ويشعر بها
قليل جدا من يمضغها ويتذوق طعمها يتشربها ويستوعبها
الاحساس باللحظة يتطلب الهدوء والسكينة والتأمل والتدبر والتفكر
وهذا ما نفتقده في كل عمل نقوم به
فغالبا ما نكون شاردي الذهن، منشغلين بالتفكير بما مر وبما سيمر