تحت العنوان أعلاه نشرت إحدى الصحف المحلية تقريراً يتضمن حديثاً لبعض العزيزات اللاتي صدر القرار بتعيينهنّ عضوات في مجلس الشورى.
وما يلفت النظر في ذاك التقرير أن بعض من تحدثن فيه أكدن أن (قضية قيادة المرأة للسيارة) من الأولويات التي سوف يَـبْـدَأن طرحها والـسعي لها تحت قبّة المجلس.
وهنا عجيب اختزال كل القضايا والإشكالات التي تواجه المرأة السعودية، تحت عنوان (قيادة المرأة للسيارة)، وكأنّ الوصول لتلك الغاية أو المحطة، وجلوس المرأة تحت عجلة القيادة هو العلاج الناجح والوحيد لجميع صور معاناة المرأة السعودية ورمز تحررها.
كنت أتوقع أنّ (المرأة السعودية) في مجلس الشورى سوف تكون شريكاً فاعِـلاً بالرأي في طَـبـخ القرارات في شتى القضايا الوطنية لأنها ركن أساس في بناء هذا الوطن.
وفيما يتعلق بقضايا المرأة تحديداً كان الطموح أن تقوم العضوات بالمبادرة في فتح الملفات المفصلية كـ ( الـعَـضْـل والعنف اللذين يضربان بسياط العذاب فريقاً من النساء تحت ذريعة من الجهل والعادات البالية، وكذا حرمان المطلقات والأرامل والعوانس من الحقوق والمساعدات، وأيضاً البطالة التي تغرق في مستنقعها فئة كبيرة من النساء، حتى من خريجات التعليم العالي، كذلك هناك قضايا المعلمات المسكينات اللائي تُـسْـفَـك دماؤهنَ على الإسفلت في رحلات يومية من العذاب)!
وأخيراً ياعُـضوات مجلس الشورى مع التقدير للرجال ..(الأمل) فيكنّ في توجيه بوصلة نقاشات المجلس نحو المحطات التي تهم الشريحة الكبرى من المواطنين والمواطنات، وفي العمل على تفعيل ما يصدر عنه من قرارات.
لأن حضوركن الإعلامي أقوى وصوتكنّ أعلى؛ فنرجو أن لا تكون (قيادة المرأة للسيارة) وغيرها من قضايا الهامش هي المهم والأهم والغاية الكبرى لَـدَيكنّ.
بقلم / عبدالله منور الجميلي