كم هو مثير للشفقة منظر العمال وهم يعملون تحت حرارة شمس الصيف اللاهبة، هذا العام والأعوام الخمسة القادمة ستعاني المملكة من صيف مرتفع الحرارة إلى خمسين درجة في الشمس، هذه حرارة قاتلة لا يطيقها أحد لمدة طويلة، وقد منعت كل الأنظمة في دول الخليج العمل في وقت الظهيرة خلال ثلاث ساعات حين ترتفع درجة الحرارة فوق الأربعين وقد صدر عندنا مثل ذلك، لكن مع الأسف لم يلتزم بذلك النظام وتساهلنا في التطبيق، ومع هذا الصيف اللاهب هذا العام شددت وزارة العمل على توقيع أقصى العقوبات بحق مخالفي قرار تشغيل العمالة تحت أشعة الشمس، وذلك بمعاقبة المخالفين بغرامة مالية لا تقل عن ثلاثة آلاف ريال ولا تزيد على عشرة آلاف ريال عن كل مخالفة أو إغلاق المنشأة لمدة لا تزيد على ثلاثين يوما أو إغلاقها نهائيا وذلك كما نشر في الصحف وكعنوان رئيسي في جريدة المدينة 14/7/2013، وهذا المنع يسري حسب قرار مجلس الوزراء من الساعة 12 ظهرا إلى الـ3 بعد الظهر من شهر يوليو إلى نهاية أغسطس، وقرار المجلس صدر من سنوات ولكن تساهلت جهات الرقابة في تطبيقه وخصوصا في المقاولات الصغيرة. ومنظر العمال وهم يعملون في هذا اللهيب مخالفة إنسانية ونظامية حتى لو رضي العمال بالعمل كمقاولة محدودة المدة، فبعضهم يستقتل للحصول على نقود أكثر فتراهم يضعون أغطية للرأس مبلولة أو من الكرتون، ولكن ينبغي منعهم حتى لا تسيء لنا.
نحن مصابون بالتعثر في المشاريع لذلك أقترح على الوزارة إيقاف العمل في شهر أغسطس وخصوصا عند ارتفاع الحرارة عن المعدل المقبول، أما المشاريع الكبيرة فتلتزم الشركات بوضع مظلات لحجب الشمس مع ضرورة التوقف في ساعات الحظر، إن العمل في الظهيرة أو تحت الشمس الحارقة لن يكون بالجودة المطلوبة لأن العامل سيكون مرهقا.
التعثر في المشاريع عادة دائمة سيئة ومضرة بالتنمية.. ولكن التوقف عن العمل تحت الشمس في هذا الصيف اللاهب هو قرار إنساني يجب تطبيقه و«ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».
بقلم / عبد الله ابو السمح
عكاظ