من الرائع وجود مكتبة في كل مدرسة تقريبا، ولها أمينها الذي يستلم على أمانة المكتبة راتبا وظيفيا، والعبرة في جودة الكتب من جهة، ونصح الأمين من جهةٍ أخرى!
العلاقة بين الإنسان والكتاب تبدأ بشكلٍ قوي منذ الصغر، لا يكون الكتاب ثقيلا عن النفس، أو هادما للذات، بل تكون القراءة نفسها لذة مطلقة، ونشوة لا تساويها الملذات. منذ المكتبة الصغيرة في البيت، أو المدرسة على الأقل يتكون الإنسان في علاقته مع الكتاب إما حبا أو كراهية. وقلما يكون للإنسان صلة بالكتاب ومن ثم يكون هامشيا أو لا قيمة له، بل تفتح المعارف أبواب المعرفة والرزق معا، فالعلم رصيد وخبرة واستلهام، والكتاب لا يخذل صاحبه ولا يمله ولا يقليه ــ كما قال الجاحظ.
الكتاب ليس صديقا للمثقف فقط، بل في حواراتٍ مع سينمائيين ومخرجين وممثلين عالميين يشكل الكتاب جزءا من حياتهم ووقتهم، فربما انبجس عمل فني من خلال قراءة رواية، أو سيرة ذاتية، أو فكرة فلسفية، فالعمل الفني له علاقة كبيرة بالكتاب، ويدخل في العمل الفني كل من المختصين بالرياضة والموسيقى والهندسة والفيزياء وسواها من العلوم التي تحتاج إلى تغذية الفنون.
تخيلوا العالم من دون قراءة وكتابة وصحف ومجلات وعلوم ومعارف، ما الذي سنفترق فيه عن عالم الحيوان؟!
المعرفة هي التي «أنْسنت» الإنسان وهذبته من وحشيته، وأدخلته إلى عوالم السلام والطمأنينة والمحبة، بالعلم والمعرفة والفنون يتهذب الإنسان!
في معرض أبوظبي للكتاب، وجه الشيخ محمد بن زايد بثلاثة ملايين درهم لطلاب وطالبات المدارس لشراء ما يحبونه من الكتب، وذلك عبر «كوبونات» تعطى لهم، أتمنى فعلا أن تكون هذه المبادرة سابقة تتبعها وزارات التعليم العربية كلها، فالقراءة هي مصباح لكشف الكون، وما أجمل قول المتنبي:
أعز مكان في الدنى سرج سابح ** وخير جليسٍ في الزمان كتاب.
تركي الدخيل
عكاظ