[frame="15 98"]
أتيتُ أخيراً ....
مثخناً
أكتم الدمع العزيز َ
واخفي جراحاً 
في كل نبرةٍ تنتحب
 
 
حبست الصوت 
لكن هيهات 
للحزن ان ينحبس
 
أكابد البحر و الأمواج
لعلي احظى بنشوة ٍ
لكني عرفت اخيرا ان الموج 
على المجداف لابد ان ينتصر
 
َ أتيت من عالمي
لأسكن غريباً وحيداً
مستكينًا بلا أمل 
 
ألملم الجراح من مخيلتي 
و أعزف من أدمعي 
الحاناً يبكي لها القمر
 
لم يحدوني هناك عشقٌ
و هنا لم أجد بصيص أمل
 
لكني أتيت أخيرا
لاُقابَل َبواقع ٍ لايحتمل 
 
لذا غيرتُ مكنون ذاكرتي
غيرتُ عنواني
 
 
و مسحت الأطلال من بيدائي
و التاريخ من ارجاء ذاكرتي
 
مزقت ماضي الأمجاد من تاريخي
و محوت معالم الغزو 
و تناسيت الآباء و الأجداد
 
رميت كتب الأدب
و سِير العظماء وشطبت
تاريخ الملاحم و البطولات
 
كسرت مرسامي
و رميت بقايا قصاصاتي 
 
 
غيرت عاداتي 
و رسمت بالاوهام
ارجاء مملكتي
 
لونت ما بقي من مساحاتي
وزرعت الزنبق في سفوحي
و بنيت بالشمع الاحمر مدن الاحلام
 
غيرت هندامي
و تنازلت عن لغتي 
و تنصلت من ذاتي 
لأغفو قليلا - ليس اكثر
 
و حين صحوت
تبخرت من ارجاء ذاكرتي 
كل الاوهام
 
 
و عدت كما كنت
لاغرق في جلبابي الاسود
 
من المؤسف جدا
ان تتبخر على أيديهم
معالم احلامي
 
و من المؤسف جدا
ان حروفي ما باتت تعني شيئاً
في زمن ٍ قدر العربي فيه ان يتألم
 
 
فالواقع شيئٌ لا يُتصور
قتلٌ - ذلٌ - تركيعٌ
 
و دمنا الغالي ... بات مباحاً
يهدر بسخاءٍ على قارعة الطرقات
 
اشلاء القتلى ما باتت تعني شيئا
و ضمير العالم بدم الاطفال ملطخ 
 
عار ان تنتهك كرامتنا و تدفن
تحت ركام الاحقاد
 
ما ابشع ان نحيى في زمن ٍ
تحكمه الهمجية 
في زمن القطب الاوحد
 
نُحرت كل الاخلاق 
و صُلبت المبادئ والأعراف
و سقطت تحت الأحذية
مفاهيم حقوق الانسان
 
وامعتصماه
في زمني ما باتت تعني شيئاً
و قد تصبح اغنية ًراقصةً
تهتز لها طرباً كل الاجساد
 
في زمن ٍ بتنا نعيش ... 
على هامشه
و خارج اسوار الحسبان
 
الى اين الطريق ؟
لا احد من قومي يعلم
و لا الى اين المآل ؟
 
كل الدروب اقفلت
و اغتيلت في مهدها كل الآمال 
فلا تلوموني ان أتيت أخيرا
لاُنحر من ضمن القطعان
[/frame]
 
( الآتي الأخير )