الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان خاص بالمواضيع الاسلامية و الفتاوى الشرعية و الاحاديث النبوية الشريفة و كل ما يخص المسلم في امور دينه

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-07-09, 04:36 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مجلس الادارة
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية محمد محمود

 

البيانات
التسجيل: Feb 2007
العضوية: 458
المشاركات: 6,123 [+]
بمعدل : 0.90 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 862
نقاط التقييم: 234
محمد محمود has a spectacular aura about محمد محمود has a spectacular aura about محمد محمود has a spectacular aura about

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
محمد محمود غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
افتراضي تفسير سورة الكهف (ج9)

بسم الله الرحمن الرحيم

أيهاالأحبة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ونتواصل معكم بطرح تفسير سورة الكهف

ونستعرض هنا القصة الثالثة في السورة

قصة موسى عليه السلام :

1) مع فتاه

2) مع الخضر عليه السلام

ولطول القصة سوف نكتفي اليوم بقصة موسى مع فتاه:



(وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقباً"60")

قوله تعالى:

{وإذ قال موسى لفتاه .. "60"}
أي: اذكر يا محمد وقت أن قال موسى لفتاه، وفتى موسى هو
خادمه يوشع ابن نون،وكان من نسل يوسف ـ عليه السلام ـ وكان يتبعه ويخدمه ليتعلم منه.

{لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين .. "60"}
لكن، ما حكاية موسى مع فتاه؟ وما مناسبتها للكلام هنا؟
مناسبة قصة موسى هنا أن كفار مكة بعثوا ليهود المدينة يسألونهم عن خبر النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم أهل كتاب وأعلم بالسماء، فأرادوا رأيهم في محمد: أهو محق أم لا؟ فقال اليهود لوفد مكة: اسألوه عن ثلاثة أشياء، فإن أجابكم فهو نبي: اسألوه عن الفتية الذين ذهبوا في الدهر، والرجل الطواف الذي طاف البلاد، وعن الروح، فما كان منهم إلا أن سألوا رسول الله هذه الأسئلة، فقال لهم: "في الغد أجيبكم".
إذن: إجابة هذه الأسئلة ليست عنده، وهذه تحسب له لا عليه، فلو كان محمد صلى الله عليه وسلم يضرب الكلام هكذا دون علم لأجابهم، لكنه سكت إلى أن يأتي الجواب من الله تعالى، وهذا من أدبه صلى الله عليه وسلم مع ربه الذي أدبه فأحسن تأديبه.
ومرت خمسة عشر يوماً دون أن يوحي لرسول الله في ذلك شيء، حتى شق الأمر عليه، وفرح الكفار والمنافقون؛ لأنهم وجدوا على رسول الله مأخذاً فاهتبلوا هذه الفرصة لينددوا برسول الله، إنما أدب الله لرسوله فوق كل شيء ليبين لهم أن رسول الله لن يتكلم في هذه المسألة إلا بوحي من الله؛ لأنه لا ينطق عن الهوى ولا يصدر عن رأيه.
ولو كان لهؤلاء القوم عقول لفهموا أن البطء في هذه المسألة دليل صدق النبي صلى الله عليه وسلم؛ لذلك جاءت قصة موسى هنا لترد على مهاترات القوم، وتبين لهم أن النبي لا يعلم كل شيء، وهل المفروض فيه أن يجيبكم عن كل شيء؟ وهل يقدح في مكانته أنه لا يعرف مسألة ما؟
جاءت هذه الآيات لتقول لليهود ومن لف لفهم من كفار مكة: أنتم متعصبون لموسى وللتوراة ولليهودية،
وهاهو موسى يتعلم ليس من الله، بل يتعلم من عبد مثله، ويسير تابعاً له طلباً للعلم. جاءت الآيات لتقول لهم: يا من لقنتم كفار مكة هذه الأسئلة وأظهرتم الشماتة بمحمد حينما أبطأ عليه الوحي، اعلموا أن إبطاء الوحي لتعلموا أن محمداً لا يقول شيئاً من عند نفسه، فكان من الواجب أن تلفتكم هذه المسألة إلى صدق محمد وأمانته، وما هو على الغيب بضنين.
وسبب قصة موسى عليه السلام ـ يقال: إنه سأل الله ـ وكان له دلال على ربه:

{رب أرني أنظر إليك .. "143"}
(سورة الأعراف)
والذي أطمعه في هذا المطلب أن الله كلمه:
{وما تلك بيمينك يا موسى "17"}
(سورة طه)
فأطال موسى الكلام مع ربه، ومن الذي يكلمه الله ولا يطيل أمد الأنس بكلام الله؟ لذلك قال موسى:
{قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى "18"}
(سورة طه)
وهكذا أطال موسى مدة الأنس بالله والحديث معه سبحانه، لذلك سأله: يا رب، أيوجد في الأرض أعلم مني؟ فأجابه ربه تبارك وتعالى: نعم في الأرض من هو أعلم منك، فاذهب إلى مجمع البحرين، وهناك ستجد عبداً من عبيدي هو أعلم منك، فأخذ موسى فتاه وذهب إلى مجمع البحرين.
وقد ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن موسى ـ عليه السلام ـ خطب مرة فسئل: من أعلم؟ فقال: أنا ـ يعني من البشر، فأخبره الله تعالى: لا بل في الأرض من هو أعلم منك من البشر حتى لا يغتر موسى ـ عليه السلام ـ بما أعلمه الله.

ثم يقول تعالى:
{لا أبرح حتى أبلغ مبلغ البحرين .. "60"}
لا أبرح: أي لا أترك، والبعض يظن أن لا أبرح تعني: لا أترك مكاني الذي أنا فيه، لكنها تعني: لا أترك ما أنا بصدده، فإن كنت قاعداً لا أترك القعود، وإن كنت ماشياً لا أترك المشي، وقد قال موسى ـ عليه السلام ـ هذا القول وهو يبتغي بين البحرين، ويسير متجهاً إليه، فيكون المعنى: لا أترك السير إلى هذا المكان حتى أبلغ مجمع البحرين.
وقد وردت مادة (برح) في قوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام:
{فلن
أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي .. "80"}
(سورة يوسف)
قالها كبيرهم بعد أن أخذ يوسف أخاه بنيامين ومنعه من الذهاب معهم، فهنا استحى الأخ الأكبر من مواجهة أبيه الذي أخذ عليهم العهد والميثاق أن يأتوا به ويعيدوه إليه.


و
"مجمع البحرين" أي: موضع التقائهما، حيث يصيران بحراً واحداً، كما يلتقي مثلاً دجلة والفرات في شط العرب. وقوله:
{أو أمضي حقباً "60"}
الحقب: جمع حقبة، وهي الفترة الطويلة من الزمن، وقد قدروها بحوالي سبعين أو ثمانين سنة، فإذا كان أقل الجمع ثلاثة، فمعنى ذلك أن يسير موسى ـ عليه السلام ـ مائتين وعشرة سنين، على اعتبار أن الحقبة سبعون سنة.
ويكون المعنى: لا أترك السير إلى هذا المكان ولو سرت مائتين وعشرة سنين؛ لأن موسى عليه السلام كان مشوقاً إلى رؤية هذا الرجل الأعلم منه، كيف وهو النبي الرسول الذي أوحي الله إليه؛ لذلك أخبره ربه أن علم هذا الرجل علم من لدنا، علم من الله لا من البشر.



(فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سرباً"61")

(بلغا) أي: موسى وفتاه (مجمع بينهما) أي: مجمع البحرين (نسيا حوتهما) أي: حدث النسيان منهما معاً، وإن كان حمل الحوت منوطاً بفتى موسى وقد نسيه، فكان على موسى أن يذكره به، فرئيس القوم لابد أن يتنبه لكل جزئية من جزئيات الركب، وكانت العادة أن يكون هو آخر المبارحين للمكان ليتفقده وينظر لعل واحداً نسى شيئاً، إذن: كان على موسى أن يعقب ساعة قيامهم لمتابعة السير، ويذكر فتاه بما معهم من لوازم الرحلة.
والحوت: نوع من السمك معروف، وفي بعض البلاد يطلقون على كل سمك حوتاً، وقد أعدوه للأكل إذا جاعوا أثناء السير، وكان الفتى يحمله وهو مشوي في مكتل. وقوله تعالى:

{فاتخذ سبيله في البحر سرباً "60"}
خرج الحوت المشوي من المكتل، وتسرب نحو البحر، والسرب: مثل النفق أو السرداب، أو هو المنحدر، كما نقول: تسرب الماء من القربة مثلاً؛ ذلك لأن مستوى الماء في القربة أعلى فيتسرب منها، وهذه من عجائب الآيات أن يقفز الحوت المشوي، وتعود له الحياة، ويتوجه نحو البحر؛ لأنه يعلم أن الماء مسكنه ومكانه.



(فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً"62") أي: جاوزا في سيرهما مجمع البحرين ومكان الموعد، قال موسى ـ عليه السلام ـ لفتاه: أحضر لنا الغداء فقد تعبنا من السفر، والنصب: هو التعب.
فمعنى ذلك أنهما سارا حتى مجمع البحرين، ثم استراحا، فلما جاوزا هذا المكان بدا عليهما الإرهاق والتعب؛ لذلك طلب موسى الطعام. وهنا تذكر الفتى ما كان من نسيان الحوت


(قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجباً"63")

هذا كلام فتى موسى: أرأيت: أخبرني إذ لجأنا إلى الصخرة عند مجمع البحرين لنستريح

{فإني نسيت الحوت .. "63"}
ونلحظ أنه قال هنا (نسيت) وقال في الآية السابقة

{نسيا .. "61"}
ذلك لأن الأولى إخبار من الله، والثانية كلام فتى موسى. فكلام الله تبارك وتعالى يدلنا على أن رئيساً متبوعاً لا يترك تابعه ليتصرف في كل شيء؛ لأن تابعه قد لا يهمه أمر المسير في شيء، وقد ينشغل ذهنه بأشياء أخرى تنسيه ما هو منوط به من أمر الرحلة.
ثم يعتذر الفتى عما بدر منه من نسيان الحوت، ويقول:

{وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره .. "63"}
فالشيطان هو الذي لعب بأفكاره وخواطره حتى أنساه واجبه، وأنساه ذكر الحوت. وقوله تعالى:

{واتخذ سبيله في البحر عجباً "63"}
أي: اتخذ الحوت طريقه في البحر عجباً، في الآية السابقة قال:

{سرباً "61"}
وهذه حال الحوت، وهنا يقول (عجباً) لأنه يحكي ما حدث ويتعجب منه، وكيف أن الحوت المشوي تدب فيه الحياة حتى يقفز في المكتل، ويتجه صوب الماء، فهذا حقاً عجيبة من العجائب؛ لأنها خرجت من المألوف.



(قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصاً"64")

أي: قال موسى ـ عليه السلام
{ذلك ما كنا نبغ .. "64"}
أي: نطلب، فهذا المكان الذي فقد فيه الحوت هو المكان المراد، فكأن الحوت كان أعلم بالموعد من موسى، وهكذا عرف عنوان المكان، وهو مجمع البحرين، حتى يلتقي البحران فيصيران بحراً واحداً.
وهذه الصورة لا توجد إلا في مسرح بني إسرائيل في سيناء. وهناك خليج العقبة وخليج السويس، ويلتقيان في بحر واحد عند رأس محمد. ثم يقول تعالى:

{فارتدا على آثارهما قصصاً "64"}
أي: عادا على أثر الأقدام كما يفعل قصاصو الأثر، ومعنى:

{قصصاً "64"}
أي: بدقة إلى أن وصلا إلى المكان الذي تسرب فيه الحوت، وهو الموعد الذي ضربه الله تعالى لموسى ـ عليه السلام حيث سيجد هناك العبد الصالح


وإلى اللقاء في الجزء القادم وقصة موسى عليه السلام والخضر

تحياتي

محمد محمود















عرض البوم صور محمد محمود   رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
(ج9) , الكهف , تفسير , صورة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL