.. ليذل به ..
.
.
حُكي أن المنصور كان جالسا فألح عليه الذباب حتى أضجره فقال انظروا من بالباب من العلماء
فقالوا: مقاتل بن سليمان
فدعا به ثم قال له: هل تعلم لأي حكمة خلق الله الذباب؟
قال: ليذل به الجبابرة
قال: صدقت ثم أجازه
---------
لا إله إلا الله
إجابة طريفة لكنها حقيقة
أو أنها مشمولة في حقيقة
حيث أن كل المخلوقات جند لله
و لا يعلم جنود ربك إلا هو
و في الأمم السابقة دلائل مشابهة
كقصة النمرود و أن ما قتله هو بعوضة دخلت في إذنه
و كالعنكبوت و الحمامة في الغار
كلها تنفذ أمر الله متى أراد
و تتصرف بما هو خارج عن عالمها
أو ما لا يتوافق مع عالمها و خاصة في المفاهيم
و تصير أداة لحكمة يريدها الله
لذا جاءت الإجابة صريحة
و جاء قبولها بلا جدال
لأنها دلالة توصل المعنى لمن كان في المعنى
و لا يخفى على أحد المعنى
فسَلم الكل للمعنى
و في سياق الحديث من جانب أخر
فإن من خصائص النبي أنه كان لا يقع عليه ذباب قط
عليه أفضل الصلاة و السلام
فهو طاهر من كل دنس
و لا يصيبه دنس
نظيف من الداخل و الخارج
ريحه كريح المسك
و عرقه كأنه عطر
و مستحيل أن يجرؤ ذباب أو غيره
من أن يدنس أو حتى يحاول مضايقة حبيب الرحمن
و خلاصة الموضوع
أنه مهما بلغ إنسان من منزلة و عظمة و جبروت و تسلط
فإن أصغر و أضعف المخلوقات لا يستطيع حجب ضررها عليه
فسبحان الله العظيم
رب العرش المجيد
فعال لما يريد
ذو البطش الشديد
لا شىء عنه يحيد
والله العزيز العليم