بسم الله الرحمن الرحيم
اسمح أخي أن أوضح وأستوضح ..
فعندي تعقيب بسيط على مشاركتك ..أتمنى أن يتسع صدرك له ..
نعلم أن اللهجات ليس بالضرورة أن ترتبط بالقرآن الكريم..
فارتباطها يزيد من شأنها , وعدم ارتباطها لا يقلل منها..
وأما الاستدلالات التي استدليت بها فهذه قاعده في اللغة العربية تسمى(
هاء السكت ).. وليست محصورة على (
المتحدث فقط )..
وكون تشابه رسمها(فقط الرسم) يتشابه مع لهجتنا, فليس بالضرورة ربط اللهجة بها (على العموم)..
حتى أنه قد (تحمس بعض الأخوان في الردود ) ووضعوا أمثلة لا تمت لهمزة السكت بأي صلة...
فقوله تعالى ( وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ ) .. الهاء هنا ضمير متصل في محل نصب مفعول به .. لأنها عائده على (الحوت)..
وقول سيدنا عثمان ( لا أخلع سربالاً سربلنيه الله ) نفس الإعراب .. فالهاء تعود على (سربالاً ) ...
ولا ألوم أخواننا المستشهدين بهذه الكلمات ..لأن تبريرهم هو نفس تبرير الكاتب وهو ( تشابه الرسم فقط ) ...
.
.
.
نحن لا نقولها للسكت (أو بسببه) .. بكل نقولها (لنسب الأمر للمتحدث فقط )..
فمواضع السكت كثيره..لم تظهر في لهجتنا أبداً..
فهل نقول ..( من هوه..؟؟ )
أو هل نقول ( مه..؟؟ )
أو هل نقول ( من هيه ..؟؟ )
بالتأكيد لا نقولها..
بل على العكس ..
نحن أضفناها للأفعال لنسب الأمور للمتحدث فقط .. مثل (شوفنيه) .. بينما في اللغه لا تضاف في مثل هذه المواضع..فقد أضيفت على الأفعال في مواضع لغير المتحدث ..مثل (اقتده) ..
.
.
.
نقطتين لابد أن نؤمن بهما ..
1- اللهجات ليس عيباً حتى ولم لم ترتبط بالقرآن .. ويجب أن نفتخر بلهجتنا كونها موروث(وهو أمر مؤكد لا يحتاج إلى برهان )..وإن كانت مرتبطة بالقرآن فهو خير وخير.. ولكن لهجتنا(الحويطات ) لا أعتقد أن وجود كلمتين أو ثلاث في القرآن تتشابه (رسماً فقط ) مع لهجتنا وتختلف (تشكيلاً ).. لا أعتقد أن هذا الأمر يربط اللهجة بالقرآن ...
2- هناك قبائل تفخر بلهجتنا وهي غير مرتبطة بالقرآن.. بل أن بعض اللهجات تعتبر (لغة مستقلة).. كما في لهجة( فيفا).. ورغم ذلك تجدهم يفخرون بها في كل منبر..
فلماذا نحن نستعيب لهجتنا.. ونحاول أن نبررها بتبريرات (مشكوك فيها ) ..؟؟
.
.
.
هناك من يقول إن الأهم في الموضوع هو
وجود الكلمة بالمعنى الذي نستخدمه .. وهو نسب الأمر للمتحدث.. كما في (كتابيه)..فأقول..
أولاً.. التشكيل إختلف تماماً..ومن يقول تحورت مع الزمن فهو مخطئ.. فلماذا لم تتحور بقيه الكلمات مثل (اقتده ) وغيرها.. ؟؟
فهي قاعدة ثابتة لايمكن تحويرها..أو تحوير جزء منها بسبب تشابه في الكتابه مع لهجتنا..
ثانياً..إذا أردنا أن نربط كلمه بكلمة..فالأولى أن نسير على القاعدة الأم....فنقول ( سيارتيَه )..بفتح الياء..
ولا نزيد أو نضيف أمراً محدثاً على القاعدة.. فكما أوضحت سابقاً.. أصبحت هذه الهاء في كل كلامنا.. حتى الأفعال ..أم أنه يجب أن نقول ( أرعنيَه ) و ( شوفنيَه) ..؟؟؟
ثالثاً..لماذا نأخذ من الموضوع ما يتفق مع رؤيتنا ويبرر غاياتنا.. ولا نأخذ الموضع بأكمله.. بمعنى إنتقاء الجهة التي تعجبنا وترك الجهة التي لا تعجبنا.. بالرغم من أنها كلها (موضوع واحد) .. فهذه الطريقة هي من تجلب الشكوك ..فقد يأتيك من يثبت عكس كلامك.. فهل ستستعيب من لهجتك وقتها...؟؟؟
.
.
أ
وبشكل عام..
لا أتمنى أن نتعلق بأمور فيها ( تشكيك ) مادمنا نرتكز على أمر (مؤكد )..
وإن استعبنا من لهجتنا حد تبريرها .. فـ (الله يستر من الباقي ) ...!!
.
.
أخيراً..
لابد من شكر الكاتب.. فهو مجتهد..
وقد يكون مصيباً وقد يكون مخطئاً..كما هو أنا.. وما يحدد الإصابة والخطأ هي الأدلة والمنطق..
.
.
أما أنا فأفتخر بلهجتي كموروث شعبي..ولا أفضل نسبها إلى أمور (مشكوك في صحتها وقد تفتح أبواباً نحن في غنىً عنها..)..
وأرعونيه خلصت كلاميه ... 
والسلام عليكم ..