الحكم بالسجن 3 سنوات على منتظر الزيدي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قضت محكمة عراقية امس بسجن الصحافي العراقي منتظر الزيدي ثلاث سنوات لقذفه الرئيس الامريكي السابق جورج بوش بفردتي حذاء كان ينتعله.

واصدرت المحكمة الجنائية المركزية العراقية حكمها على الصحافي الزيدي وسط انتقادات واسعة.

وقال القاضي عبد الامير حسان الربيعي ان المحكمة قررت سجن الزيدي ثلاث سنوات, بعد ادانته بتهمة الاعتداء على رئيس دولة اجنبية خلال زيارة رسمية.

وقد اكد الزيدي خلال الجلسة انه غير مذنب, حين سأله القاضي فيما اذا كان مذنبا ام لا, وقال ان "ردة فعلي كانت طبيعية, واي عراقي مكاني كان سيفعل ذلك".

وخلال افادته للقاضي, اكد الزيدي انه قام بهذه الخطوة لان الرئيس الامريكي السابق هو "المسؤول عن الجرائم التي حدثت في العراق".

وكان الزيدي وقف فجأة في 14 كانون الاول خلال مؤتمر صحافي كان يعقده الرئيس الامريكي السابق مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي, والقى بحذائه في وجه بوش وصرخ "هذه قبلة الوداع يا كلب", دون ان يصيبه.

ورفض رئيس فريق الدفاع عن الزيدي المؤلف من 25 محاميا متطوعا قرار الحكم, ووصفه بالمخالف للشرعية القانونية.

وقال رئيس الهيئة المحامي ضياء السعدي, وهو نقيب المحامين العراقيين, ان "الحكم يخالف القوانين العراقية وسأطعن فيه امام محكمة التمييز".

وقال السعدي إن الصحافي متمسك بموقفه الداعي الى اخذ الثار من بوش كونه دمر بلاده وقتل وشرد ابناءه اثناء غزوه العراق مطلع .2003

وزاد "وفق قناعة وشرعية موقف الصحافي الزيدي فانه يجب اسقاط التهم ضده فورا لانه متمسك بها".

واكد رئيس الفريق القانوني ان نحو اربعة ملايين مشرداً الان مضى عليهم سنوات خارج بلادهم فضلا عن قتل اكثر من مليون ونصف المليون شخص وامور اخرى جاءت بسبب سياسات بوش المعادية للعراقيين, وهي تداعيات تأثر بها الصحافي الزيدي.

واردف "بوش لم يتعرض لخطر من جراء إلقاء الحذاء عليه".

من جهته, قال محامي الدفاع يحيى العتابي "لقد توقعنا هذا لان التهمة هي الاعتداء على رئيس دولة اجنبية خلال زيارة رسمية", وعقوبتها قد تصل السجن 15 عاما.

وأضاف "اننا نعتبر هذا القرار هو انتصار للباطل على الحق, لقد اجتمع منتظر بنا بعد قرار المحكمة وأوصانا بأن نكون يدا واحدة وأن فريق الدفاع سوف يقدم طلبا لتمييز قرار الحكم".

ومنع الصحافيون من دخول قاعة المحكمة وسمح للمحامين فقط, وعلا صراخ افراد عائلة الزيدي واتهموا المحكمة بانها "امريكية" مطلقين الشتائم.

وعقب صدور الحكم هتفت شقيقة الزيدي وهي تبكي "يسقط عميل الامريكان المالكي", بينما تأسف شقيقه عدي للحكم, وقال "انه حكم سياسي".

كما وصف ميثم الزيدي شقيق الصحافي العراقي قرار المحكمة بأنه "قرار غير نزيه", مضيفا ان "القرار غير نزيه وسمعناه قبل أن ندخل المحكمة من مصادرنا الخاصة حيث دخلنا قاعة المحكمة ونحن نعرف أن منتظر سيحكم بالسجن مدة ثلاث سنوات".

واعتبر العراقيون صدور القرار على هذا النحو ضد من اهان بوش بانه "خيبة امل ونكسة في تاريخ القضاء العراقي".

وقال النائب البرلماني طه اللهيبي "كان الاولى ان يفرج عن الزيدي من اول جلسة لكن صدور حكم بسجنه ثلاث سنوات امر معيب".

وراى مراقبون بان محاكمة الزيدي سببت احراجا كبيرا لحكومة المالكي كون الصحافي الزيدي اصبح رمزا للكرامة والكبرياء بنظر الشارع العراقي والعربي بعد ان ودع بوش بالنيابة عنهم بفردتي حذاء.

وقال الدكتور صباح البغدادي "حكم المحكمة جاء سياسيا لكن منتظر نال رضا واحترام جميع العراقيين والعرب وهذا هو الاهم".

وقال "في يوم المحاكمة لم يكن المالكي موجودا في بغداد لانه تهرب من تنديد العراقيين بقرار الحكم الذي يعرفه مسبقا".

وقالت مصادر صحافية ان الزيدي, المولود في 15 كانون الثاني ,1979 احضر الى المحكمة تحت حماية مشددة, وكان يرتدي بدلة بنية فاتحة اللون ونظارات طبية.

وفي الاثناء, قالت قناة البغدادية التي يعمل فيها الصحافي العراقي منتظر الزيدي في بيان لها "في الوقت الذي نحترم فيه القضاء العراقي ونؤمن بنزاهته يؤسفنا الحكم الذي صدر على الزميل منتظر الزيدي من قبل محكمة الجنايات المركزية بالحبس ثلاث سنوات وفق مادة قانونية غير مناسبة للحادث".

وقالت الفدرالية الدولية للصحافيين امس ان الحكم بالسجن ثلاث سنوات على الصحافي الزيدي "غير متناسب" مع ما فعله الصحافي و"مؤسف".

واكد امين عام المنظمة ايدن وايت, التي تضم 600 الف صحافي من اكثر من 100 بلد, ان "هذا الحكم غير متناسب ابدا" مع ما قام به الزيدي.

واضاف "ان الصحافي قام بهفوة خطيرة لكنها تظل امرا كان يمكن تسويته داخليا دون احالته على القضاء".

وتابع "ان الرد العراقي مؤسف ونحن ندعو الى الرحمة وخفض العقوبة في الاستئناف لقد امضى اصلا فترة سجن طويلة في هذه القضية".

وفي لبنان تجمع حوالي ثلاثين شخصا امس على مقربة من السفارة العراقية قرب بيروت تنديدا بمحاكمة الزيدي.

وحمل المتظاهرون لافتات ترفض المحاكمة "غير الشرعية", و"اوباما انت وجايي تذكر بوش والصرماية", اضافة الى احذية رفعت على عصي في مواجهة السفارة التي وقف المتظاهرون على بعد امتار من بابها الرئيسي حيث انتشر عناصر الامن.

ودعا اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني الى التظاهرة للمطالبة ب¯"الحرية لمنتظر الزيدي, الحرية للشعب العراقي, الحرية للشعوب المحتلة", بحسب ما جاء في بيان وزع خلال التظاهرة.

وجاء في البيان ان حذاء الزيدي "سيرفع مجددا في وجه الاحتلال واقنعته الداخلية", مضيفا في مخاطبة للامريكيين والمسؤولين العراقيين "ان محاكمتكم ظالمة ومرفوضة بحق الانسان والانسانية وحق الشعوب في تقرير مصيرها".

وقال احد المنظمين حسين مروة (25 عاما) "جئنا الى هنا لنقول لمنتظر الزيدي: نحن معك والشباب العربي معك, ولنطلب من الشعوب العربية ان تهب لنصرته لانه كان يعبر عن راي غالبية العرب".

وتعليقا على الحكم بالسجن ثلاث سنوات, قال "هذه المحاكمة غير شرعية لانها صادرة عن سلطة في كنف الاحتلال, ثم ان الفعل الذي قام به الزيدي فعل مقاوم والقانون لا يعاقب الفعل المقاوم".

واعتبر ان "المحكمة التي صدر عنها الحكم غير صالحة, بينما العمل الذي قام به الزيدي صالح لانه موجه ضد المجرم بوش: الحذاء مقابل الاحتلال والصواريخ التي تقتل اطفال العراق".

وقال الطالب الجامعي محمد رضا (20 عاما) ان ما قام به الزيدي "اقل ما يمكن القيام به وقد عبر عن كبت عدد كبير من الناس".

وقال حسن زيتوني (24 عاما) "من المخزي ان يحكم على الزيدي بالسجن ثلاث سنوات, بينما ينعم بوش الذي قتل مئات الالوف من الاشخاص بالعيش الرغيد".

الى ذلك, قال الرئيس الامريكي السابق جورج بوش ان اصدار حكم بالسجن مدة ثلاث سنوات على الصحافي العراقي الذي رشقه بالحذاء هو مسالة عراقية بحت, حسب ما افاد المتحدث باسمه امس.

وصرح المتحدث روب ساليترمان ان "هذه مسالة تخص النظام القضائي العراقي".

وأصبح الزيدي اليوم هو أول صحافي في تاريخ العراق يعاقب بالسجن بتهمة الاعتداء على رئيس دولة أجنبية خلال زيارته للعراق وفق المادة 223 من قانون العقوبات العراقي لة 1969 .

أشكرك أخوي مروق أوقات على الطرح والصراحة ماتوقعت الحكم يكون بهذي الطريقة،،

تقبلوا تحياتي