[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
كان نجاح الأمير فيصل ولورانس في المدة الواقعة ما بين سنة ١٩١٦ وسنة ١٩١٨ ، في كسب ولاء وثقة
جميع الفئات والقبائل العربية،
وصهر ذلك الولاء في جبهة واحدة متراصة الصفوف، واشتراكها في الحرب مع الحلفاء ضد الأتراك،
على اختلاف نزعاتها ومشاربها من اعظم المنجزات التي توصلا إلى تحقيقها في تلك الفترة.
ورب قائل يقول: لكن ذلك قد تم كله بفضل الذهب.
وهذا كذب. وينسى هؤلاء كما قال لورانس أن الرشوة أشبه بسيف ذي حدين .
ذلك لأن الرشوة وسيلة غير مأمونة النتائج . فمن ذا الذي يستطيع أن يضمن صداقة المرتشي الذي لا يكتفي من الرشوة !
فمثل هذا الذي لا يشعر بالقناعة يبقى شأنه شأن عدوك مهما حاولت أن تعطيه، أو مهما حاولت أن تدفع له ثمنًا لصداقته.
ولكن هناك من يهبك صداقته مقابل مبلغ ضئيل من المال يعتبره كمساعدة تقتضيها طبيعة العمل، وليس كثمن لبيع نفسه.
ومثل هؤلاء كنت تجد منهم المئات بل الألوف في أنحاء الجزيرة العربية.
والواقع انه كانت هناك عوامل أخرى لا علاقة لها بالمال ولا بالذهب مطلقًا هي التي حققت المعجزة …
معجزة توحيد العرب وجمع شملهم تحت راية الأمير فيصل .
وأعني بهذه العوامل… قوة الصبر والإرادة وتقديم التضحيات مهما بلغ الثمن …
ولا عجب إذا وجدنا هذه الخصال الحميدة تتجسد يومذاك في
فيصل… لورانس… والشيخ عودة ابن تايه
الفصل العاشر
كتاب : لورانس لغز الجزيرة العربية
انتوني ناتنغ و لويل ثوماس
١٩٨٧
بيروت[align=center]
للاطلاع على الكتاب ____ اضغط هنا
تحياتي[/align]
[/align]