بسم الله الرحمن الرحيم
قيل لقوم من العُبَّاد: ما أقامكم في الشَّمس قالوا: طلَب الظِّل.
قال علقمةُ لأسودَ بنِ يزيد: كم تُعذِّب هذا الجسدَ الضَّعيف قال: لا تنال الراحة إلا بالتَّعب.
وقيل لآخر: لو رفقتَ بنفسك قال: الخيرُ كلُّه فيما أُكْرِهت النفوسُ عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم: حُفّت الجنَّة بالمكاره.
وقيل لمَسروق بن الأجْدع: لقد أضررتَ ببدنك قال: كرامتَه أُريد.
وقالت له امرأته فَيْروز لما رأتْه لا يُفْطِر من صيام ولا يَفْترً عن صلاة: ويلك يا مسروق! أما يعْبد الله غيرُك أما خُلقت النارُ إلا لك قال لها: وَيحْك يا فيروز! إن طالب الجنة لا يَسأَم وهاربَ النار لا ينام.
وشَكت أم الدَرداء إلى أبي الدَّرداء الحاجة فقال لها: تصبَّري فإنّ أمامَنا عَقَبةً كئُوداً لا يجاوزها إلا أخفُّ الناس حِمْلاً.
ومر أبو حازم بسُوق الفاكهة فقال: مَوْعدك الجنّة.
ومرَّ بالجزًارين فقالوا له: يا أبا حازم هذا لحم سمين فاشتَر قال: ليس عندي ثَمَنُه قالوا: نُؤخرك قال: أنا أُؤخر نفسي.
وكان رجل من العُبَّاد يأكل الرُّمان بِقشرْه فقيل له: لم تَفْعل هذا فقال: إنما هو عدوّ فأثْخن فيه ما أمكنك.
وكان عليّ بن الحُسين عليهما السلام إذا قام للصلاة أخذتْه رِعْدةٌ فسُئِل عن ذلك فقال: وَيحْكم! أَتَدْرُون إلى من أَقُوم ومَن أُرِيد أن أُناجي وقال رجل ليونس بن عُبيد: هل تَعلم أَحداً يَعمل بِعَمل الحسن قال: لا واللهّ ولا أحداً يقول بقَوْله.
وقيل لمحمد بن عليّ بن الحُسين أو لعليّ بن الحُسين عليهم السلام: ما أقلَّ وَلَدَ أبيك قال: العجبُ كيف وُلدْتُ له! وكان يصلّي في اليوم والليلة ألفَ ركعة فمتى كان يَتَفَرع للنساء وحَجَّ خمسة وعشرين حِجَّة راجلا.
ولما ضُرِب سعيدُ بن المُسَيِّب وأُقيم للناس قالت له امرأة: " يا شيخ " لقد أُقمت مُقام خزْية فقال: من مُقام الخزية فررتُ.
وشكا الناسُ إلى مالك ابن دينار القحطَ فقال: أنتم تستبطئون المَطر وأنا أستبطئ الحِجارة.
وشكا أهل الكوفة إلى الفُضيل بن عِيَاض القحطَ فقال: أمُدَ بِّراً غيرَ الله تريدون.
وذكر أبو حنيفة أيوبَ السِّخْتيانيّ فقال: رحمه الله تعالى ثلاثاً لقد قَدمَ المدينة مرة وأنا بها فقلت: لأقعدنّ إليه لعلي أتعلَّق منه بسقْطة فقام بين يدي القبر مَقاماً ما ذكرتُه إلا اقشعرَّ له جِلْدِي.
وقيل لأهل مكة: كيف كان عَطاءُ بن أبي رَبَاح فيكم قالوا: كان مثلَ العافية التي لا يُعرف فضلُها حتى تُفْقد.