بشار يختبئ في مكان مجهول خائفا من شعبه!، لا يستطيع الخروج على شاشة التلفزيون فيوجه رسائل خطية إلى جيشه كي يهدم البيوت على النساء والأطفال، فأي شرعية بقيت له وهو لا يستطيع أن يسير بموكبه من مقر إقامته المجهول إلى مكتبه؟، أي أسد هذا الذي يختبئ في الجحر رغم أنه يقود جيشا مجحفلا لم تظهر (مراجل) قادته إلا على النساء والأطفال؟!، لو كان قائدا حقيقيا لقام بزيارات ميدانية لكتائب جيشه التي ترتكب المجازر المخزية!، لو كان رئيسا شرعيا للجمهورية لبقي في قصره الجمهوري يستقبل الوزراء والسفراء.. فمن يحرص على التواري عن الأنظار ليس رئيسا للجمهورية بل مطلوب للعدالة!.
صدام حسين لم يكن أقل بطشا من بشار ولكنه رغم ذلك لم يختبئ خوفا من العراقيين بل خشية من استهداف الجيش الأمريكي له بعد احتلال العراق، ومعمر القذافي لم يختبئ إلا خشية من استهداف طائرات الناتو، بل وحتى حليف بشار السيد حسن نصر الله لم يختبئ خوفا من اللبنانيين بل توارى عن الأنظار خشية من الاستهداف الجوي الإسرائيلي، ولكن في حالة بشار لا توجد طائرات معادية تسيطر على الأجواء بل هو الذي يوجه الطائرات والدبابات والمدافع لقصف المدنيين.. فلأي سبب يختبئ هذا الزعيم (الأونطة) الذي كان سيحرر فلسطين؟!.
بشار ديكتاتور مترف ورث الجيش والمخابرات والبعث والشبيحة وفاروق الشرع عن أبيه!، لم يجرب القتال في يوم من الأيام فظن أن إصدار قرارات القتل الجماعي لا تكلف أكثر من رفع سماعة الهاتف، وها هو اليوم غير قادر على تأمين السلامة الشخصية له ولأفراد عائلته رغم كل ما يملكه من قوة عسكرية مدعومة بقطعان الشبيحة وعناصر الحرس الثوري الإيراني، أنه يقدم صورة جديدة للديكتاتور العربي الناعم الذي يملك سواد القلب ولكن تنقصه الصلابة.
لو قلبنا صفحات الذاكرة لوجدنا أنه حين ألقت القوات الأمريكية القبض على صدام حسين سمحت لبعض أعضاء المجلس الانتقالي برؤيته للتأكد من شخصيته فوجه أحدهم لوما شديدا إلى صدام بسبب جرائمه بحق الشعب العراقي فلم يكن من صدام إلا أن سأله: (أنت كاونت ؟) أي: هل قاتلت في يوم من الأيام؟، وحين أجاب العضو بنعم سأله صدام: (وين؟)، حيث لم يكن صدام يعير اهتماما لمن ينتقده ما لم يكن جرب القتال في يوم من الأيام، وهذا قد يفسر ذعر بشار اليوم، فهو لم يجرب القتال في يوم من الأيام بل كان يتعامل وكأنه لعبة فيديو، ولذلك كان في أيام الرخاء يتحدث بإسهاب عن المواجهة والمقاومة ويحاول أن يعثر على الفوارق السبعة بين الرجال وأشباه الرجال.. وحين جاء وقت الجد تحول الأسد الافتراضي إلى فأر مذعور واختبأ في الجحر!.
حين ألقت القوات الأمريكية القبض على صدام حسين سمحت لبعض أعضاء المجلس الانتقالي برؤيته للتأكد من شخصيته فوجه أحدهم لوما شديدا إلى صدام بسبب جرائمه بحق الشعب العراقي فلم يكن من صدام إلا أن سأله: (أنت كاونت ؟) أي: هل قاتلت في يوم من الأيام؟، وحين أجاب العضو بنعم سأله صدام: (وين؟)،