ذنوب الخلوات

موضوعي هو عن ذنوب الخلوات وأسأل الله القبول لي ولكم

قال أحدهم المصائب بالنسبة لي تترى ليلا نهارا ولا أعلم السبب , فقال له صاحبه

ارجع إلى نفسك وحاسبها فهل لك من ذنوب تخفيها ويطلع عليها رب العباد ؟؟ وجعلته أهون الناظرين إليك ؟؟

استحى وقال نعم , ذنب واحد فقط

فرد عليه قائلا : - قول الله جل جلاله: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30].

وقرأت كثيرا في ذنوب الخلوات ووجدت أن من عواقبها المصائب في الدنيا وسوء الخاتمة والعياذ بالله

وهذه قاعدة قرآنية تكررت في عدد من المواضع في القرآن

وأما الآيات التي وردت في تقرير هذا المعنى فكثيرة جدا، ومن ذلك قوله سبحانه: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} [القصص: 59]، وكقوله عز وجل: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41]، وقال جل وعلا: {وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [آل عمران: 181، 182] في ثلاث مواضع من كتاب الله عز وجل.

ويقول سبحانه: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} [الروم: 36]

وأنصح نفسي وإياكم بترك ذنوب الخلوات لوجه الله عز وجل ومحبة له وليس فقط للإبتعاد عن المصائب فقط

ومن أحب الله أحبه الله عز وجل وينادي في أهل السماء ويأمرهم بمحبته ثم يحبه أيضا أهل الأرض بتوفيق الله عز وجل

وينبغي علينا أن نصلح الظاهر والباطن

ونجد البعض فقط يحسن الظاهر ويترك الباطن

ولا يعلم بأن الله عز وجل مطلع على النوايا التي تكون سببا في اسوداد وجهه ويظهر للناس بأن وجهه قاتما حتى لو كان أبيض البشرة يظهر وجهه مكفهرا غير راض وهذه عقوبة

ومهما أخفى فإنه مفضوح من منظره ومن فلتات لسانه

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ـ وهو يتحدث عن الأمور التي تورث العبد الصبر وتعينه عليه ليبلغ مرتبة الإمامة في الدين ـ قال رحمه الله: "أن يشهد ذنوبه، وأن الله إنما سلط الناس عليه بسبب ذنبه، كما قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}، فإذا شهد العبد أن جميع ما يناله من المكروه فسببه ذنوبه، اشتعل بالتوبة والاستغفار من الذنوب التي سلطهم عليه بسببها عن ذنبهم ولومهم، والوقيعة فيه، وإذا رأيت العبد يقع في الناس إذا آذوه ولا يرجع إلى نفسه باللوم والاستغفار، فاعلم أن مصيبته مصيبة حققية، وإذا تاب واستغفر، وقال: هذا بذنوبي، صارت في حقه نعمة، قال علي رضي الله عنه كلمة من جواهر الكلام: "لا يرجونّ عبدٌ إلا ربه ولا يخافن عبد إلا ذنبه"، وروي عنه وعن غيره: "ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة" (5) انتهى كلام شيخ الإسلام رحمه الله.

جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :"لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا، فيجعلها الله عز وجل هباءً منثوراً، " قال ثوبان : يا رسول الله صِفهم لنا ،جَلِّهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم ، قال :" أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها !!

فهؤلاء يتعبون ويصلون ويصومون ويقومون الليل لكن ان اختلوا بمحارم الله انتهكوها فهم يدخلون النار .

كمثال مشاهدة الأفلام الخليعة

السفر لغرض الزنا وشرب الخمر

الزنا بجميع أنواعه وحتى العقل يزني وزناه التفكير السيئ

إذا ماخلوت بريبة في ظلمة ...... والنفس داعية إلى االعصيان
فاخش من نظر الإله وقل لها ...... إن الذي خلق الظلام يراني

تذكرت قصة للشيخ نبيل العوضي عن فتاة لعبت كثيرا مع الشباب

وحتى بعد خطبتها استمرت وحملت الحمل السفاح وللأسف انتحرت خوفا من الفضيحة

ومثلما ذكرت مسبقا فإن ذنوب الخلوات سببت لها مصيبة وسوء خاتمة

أحبتي النعم غالبا التي تكون عند العبد ليست دائما برضا الله عز وجل

بعضهم استدراجا لهم بهذه النعم

والله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لايحب

لكن الآخرة يعطيها لمن يحب فقط

الدنيا ساعة فلماذا لانجعلها طاعة ؟؟

ونبعد عنا الإنتكاسات ونختصر الطريق بالطاعات

أحبتي لاتجعلوا أنفسكم عظة للغير مثل هؤلاء : فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ

ونسأل الله الهداية والثبات والمغفرة

ونسأل الله حسن الخاتمة لي ولكم اللهم آمين
منقول