جندية المواطن

بشائر النصر على قوى الضلال تتوالى في كل تقرير إخباري يومي يذاع أو يشاهد أو يقرأ في وسائل الإعلام المحلية والإقليمية، ولا نملك إلا حمد الله وشكره والثناء عليه بما يستحق فما النصر إلا من عند الله وثقتنا في الله عز وجل وإيماننا به هو وقود حربنا وذخيرة سلاحنا وهذا شعور من يباشر الجهاد في الخطوط الأمامية والخلفية في عاصفة الحزم والحق، ولكن ماهو شعورنا كأفراد مجتمع لم تتح لنا فرصة المشاركة المباشرة، ماهو دورنا وواجبنا في تداعيات الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد؟ ولعلي أجتهد في ذكر بعض الواجبات ونتواصى بها ونتناقلها في بيتنا ومقر عملنا وسوقنا منها:
- لا يختلف اثنان أن الدعاء يتربع على قمة الواجبات لكل أفراد المجتمع الصغار قبل الكبار، دعاء الله بالنصر والتأييد ودحر الضال والمعتدي أعداء الله ورسوله ومن يكيدون ويجاهرون بالحقد والحرب على الله ونحث الصغار ونزرع فيهم عظمة الدعاء وأثره وتحري الأدعية الصحيحة الواردة في الكتاب والسنة وكذلك تحري أوقات الإجابة.
- الأمر الآخر وهو مانلاحظه من كثير من الناس في وسائل التواصل الاجتماعي وفي المجالس من كتابات وأحاديث وتداول مقاطع ومشاهد من الحرب قد تدخل في النفس الغرور والشماتة والإعجاب إلى الحد الذي ينسينا فضل الله علينا وان النصر من عنده وليس بحجم قوتنا ولا عظم عتادنا ونستشعر الآيات والأحاديث التي تحذر من الانزلاق والتعالي على الله والخشية من عقابه لذا ليس هناك مايدعو لاستعراض القوة ونشر المقاطع التي لا حاجة من تداولها بين عوام الناس.
- على عقلاء المجتمع من دعاة ومشايخ وأهل علم وطلاب علم أن يجتهدوا في توجيه المجتمع لما يجب أن يتعامل معه في هذه الظروف وأن يتم ذلك في تنسيق وتناسق يكفل وصول الرسالة ومراقبة الهدف وإدارة الموقف خصوصاً وأن هناك أيدٍ عابثة ترتع في المجتمع من حيث تدري أو لا تدري تؤثر في الرأي وتسخره لأهدافها الضيقة أعماها الهوس النفسي وحب الذات عن رؤية الحقيقة وبُعد النظر فأصبحت لا ترى إلا في نطاق أقدامها كفاناهم الله بما يشاء.
مطلوب القليل من الجهد من كل فرد ليحصل الكثير لصالح مجتمعنا وأمتنا حماها الله من كل سوء ومكروه.

د. محمد بن عبد العزيز السليمان
جريدة الرياض